أخبار

ترامب: إيران طالبتني برفع العقوبات القاسية وأنا مستعد لهذا

علي زم – مراسلين

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحكومة الإيرانية طلبت من البيت الأبيض رفع العقوبات الأمريكية القاسية المفروضة على طهران، وأنه مستعد لمناقشة الأمر.

وقال ترامب، مساء الخميس 6 نوفمبر، خلال مأدبة عشاء جمعته بعدد من قادة آسيا الوسطى: «بصراحة، إيران سألت أكثر من مرة عمّا إذا كان يمكن رفع العقوبات. إيران تخضع لعقوبات أمريكية شديدة للغاية، وقد جعل ذلك الوضع صعبًا جدًا عليها».

وأضاف ترامب ردًا على استفسار إيران حول إمكانية رفع العقوبات أنه منفتح على سماع الطلبات، ويرى أن «ذلك ممكن الحدوث». وكان قد صرّح في مقابلة سابقة مع قناة «فوكس نيوز» بأنه «إذا تصرفت إيران بشكل صحيح، فسيرفع العقوبات عنها».

وجاء ذلك بعد يوم واحد من قوله إن طهران تسعى إلى «صفقة» مع الولايات المتحدة، بينما ردّ المرشد الأعلى الإيراني بتأكيده أن الخلاف مع واشنطن «جوهري وليس تكتيكي»، رافضًا أي علاقة مع أمريكا.

وتتّهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إيران منذ فترة طويلة بالسعي لامتلاك سلاح نووي، بينما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط.

وقد ظلت إيران لسنوات تحت ضغط العقوبات الدولية، إلا أن هذه العقوبات اشتدت بعد انسحاب واشنطن في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم مع طهران وإعادة فرضها العقوبات القاسية.

وفي يونيو الماضي، شنّت إسرائيل قصفًا غير مسبوق ضد أهداف إيرانية، ما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 12 يومًا بين البلدين، شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل محدود عبر ضربات على منشآت نووية إيرانية.

وقد أدت تلك الحرب، التي ردّت خلالها إيران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة، إلى توقف المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، والتي كانت قد بدأت في أبريل واستمرت عدة جولات.

الرئيس الأمريكي، الذي عاد إلى السلطة في يناير 2025، قال مرارًا إن الغارات الجوية الأمريكية دمّرت البرنامج النووي الإيراني، لكن حجم الأضرار الحقيقية التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية لا يزال غير واضح.

وفي سبتمبر الماضي، أعادت الأمم المتحدة فرض العقوبات الدولية على طهران بموجب «آلية الزناد» بعد تفعيلها من قبل بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وقال دونالد ترامب، خلال لقائه رؤساء جمهوريات طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان وقرغيزستان وكازاخستان، إن إيران كانت يومًا ما «بلطجي الشرق الأوسط»، لكنها لم تعد تمتلك «إمكانية الوصول إلى السلاح النووي».

وأضاف: «في الوقت الذي كانت فيه إيران قادرة على الوصول إلى السلاح النووي، وهو ما لم يعد ممكنًا الآن، وحين كانت بلطجي الشرق الأوسط، لم تتمكن الدول التي كانت ترغب فعلاً في الانضمام إلى اتفاقات أبراهام من القيام بذلك بسبب الوضع الإيراني».

وجاءت هذه التصريحات بعد إعلان كازاخستان، يوم الخميس، استعدادها للانضمام إلى اتفاقات أبراهام.

وكانت اتفاقات أبراهام قد وُقعت في 15 سبتمبر 2020 في البيت الأبيض بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات العربية المتحدة، ثم انضمت إليها لاحقًا المغرب. وتُعد هذه الاتفاقات نقطة تحول في العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية.

ورحب ترامب بقرار كازاخستان قائلًا: «كازاخستان هي أول دولة تنضم إلى اتفاقات أبراهام خلال ولايتي الثانية».

وعقب محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، كتب ترامب على منصته «تروث سوشال»: «سنعلن قريبًا عن مراسم التوقيع الرسمي، وهناك العديد من الدول الأخرى التي تسعى للانضمام إلى هذا النادي القوي».

وأصدرت الحكومة الكازاخية بيانًا قالت فيه إن المفاوضات بشأن الانضمام بلغت مرحلتها النهائية، مشيرة إلى أن «انضمامنا المرتقب إلى اتفاقات أبراهام يمثل استمرارًا طبيعيًا ومنطقيًا لسياسة كازاخستان الخارجية القائمة على الحوار والاحترام المتبادل والاستقرار الإقليمي».

وقد أكد ترامب مرارًا رغبته في توسيع الاتفاقات التي توسط فيها خلال ولايته الأولى، وأعرب عن تفاؤله بانضمام السعودية، إلى هذه الاتفاقات بعد وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي. إلا أن الرياض لم تُبدِ استعدادًا للمضي قدمًا في ذلك من دون وجود مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية.

ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالرئيس ترامب في البيت الأبيض يوم 18 نوفمبر.

كما تُطرح دول أخرى في آسيا الوسطى، مثل أذربيجان وأوزبكستان، اللتين تربطهما علاقات وثيقة بإسرائيل، كخيارات محتملة للانضمام إلى اتفاقات أبراهام.

أما كازاخستان، التي تقيم علاقات مع إسرائيل منذ سنوات، فإن انضمامها إلى الاتفاق لا يعني بدء علاقات جديدة بين الجانبين، بل تعزيزها في إطار سياسي موسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews