نشوة أحمد الطيب _مراسلين
السودان _ أظهرت صور أقمار صناعية حديثة نشرها مختبر الشؤون الإنسانية التابع لجامعة ييل الأمريكية استمرار عمليات التخلص الجماعي من الجثث في مدينة الفاشر السودانية، في مؤشر جديد على حجم الأزمة الإنسانية التي تشهدها المدينة.
وكشفت الصور عن عمليات التخلص من الجثث في موقعين رئيسيين، أحدهما في محيط المستشفى السعودي، والآخر في حي الدرجة الأولى، الذي يُعد من أكثر أحياء المدينة ازدحامًا بالسكان المدنيين.
ويُعتبر حي الدرجة الأولى ملاذًا للنازحين من الأحياء الأخرى، إضافة إلى أولئك الذين شُردوا من مخيم أبو شوك، ما يجعل سكانه معرضين بشكل مباشر لأعمال العنف والفوضى، ويزيد من معاناتهم اليومية.
وتشير التقارير إلى أن هذه المناطق تشهد نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه الصالحة للشرب، والصحة، والغذاء، وسط انتشار واسع للأمراض والبطالة، مما يفاقم معاناة المدنيين العالقين بين النزاعات المسلحة وغياب الدعم الإنساني الكافي.
وتأتي عمليات التخلص الجماعي هذه في سياق الهجمات التي سبقت سيطرة ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، وهو ما أسفر عن نزوح آلاف المدنيين إلى أماكن أكثر أمانًا داخل المدينة وخارجها، وتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والأسواق.
وتدعو المنظمات الإنسانية الدولية إلى ضرورة فتح ممرات آمنة للمدنيين وتوفير الإغاثة العاجلة للمتضررين، في ظل ما يُوصف بأنه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدتها ولاية شمال دارفور بالسودان منذ سنوات.
