صحفيو السودان في قلب الحرب: شهادات من الميدان بين الخطر والندوب النفسية
شهادات صحفية من قلب الميدان تكشف الحقيقة في زمن الحرب

نشوة أحمد الطيب -مراسلين
خاص مراسلين – على مدى عامين من الحرب، وجد الصحفيون السودانيون أنفسهم في الخطوط الأمامية، يحملون الكاميرا والقلم في بيئة تحكمها “سلطة البندقية”، فيما تتساقط المدن والضحايا والحقوق معاً. شهاداتهم تكشف عن ثمن بشري ونفسي ومهني باهظ، يطال المراسلين كما يطال البلاد، وتبرز في الوقت ذاته قسوة الصراع على الصحفيين الذين يواصلون عملهم رغم المخاطر، في ظل نقص الدعم المؤسسي وتحديات الحماية القانونية.

أشواق: الصوت كواجب أخلاقي ومسؤولية إنسانية..
لا تنظر مراسلة TRT عربي أشواق سيف الدين إلى عملها كوظيفة فقط، بل كواجب أخلاقي يقتضي السير إلى حيث تُخنق الحقيقة. على امتداد سنوات الحرب في السودان، وجدت نفسها شاهدة على مشاهد لا تشبه سوى الخراب، محمّلة بملفات إنسانية ثقيلة تركت أثرها العميق في ذاكرتها ونفسها. أكثر ما هزّها كان ملف النساء الناجيات من انتهاكات قوات الدعم السريع، حيث اقتحمت هذا المجال الحساس في مجتمع يطوّقه الصمت والوصمة، لتصبح أول مراسلة تغطي هذه القضية بجرأة ومسؤولية.
تقول أشواق: “لم تكن أي قصة تشبه الأخرى لكنهن جميعاً علقن في ذهني.” شهدت أيضاً يوم عيد الأضحى 2024 في أم درمان أحد أعنف أيام القصف، حيث تحوّلت الشوارع إلى مشاهد مروعة. شاهدت أطفالاً ممزّقي الأجساد وهم يلعبون بفرح العيد، ونساءً ورجالاً سقطوا في أماكن لم تكن تتسع إلا للحياة.
وفي مستشفى النو، وجدت الموت مكدساً في الممرات وغرفة المفقودين، مشهداً ظل محفوراً في ذاكرتها إلى اليوم.
الآثار النفسية لهذه المشاهد كانت واضحة: عزلتها عن الناس، إصابتها بالاكتئاب والقلق، ونوبات صدمة حادة بعد مشاهدة فيديو ذبح شاب، وبعد التغطية المباشرة لتجارب الناجيات، استمرت حالة الانهيار عشرة أيام قبل أن تتلقى علاجًا من مختصين نفسيين ومدربين. رغم ذلك، لم تحصل أشواق على دعم نفسي مؤسسي كامل، سوى مبادرات شخصية من بعض الزملاء. بالرغم من مواجهة الموت عدة مرات، لا تصف أشواق الأمر بالخوف، بل بالوعي بأن الحياة في الميدان قد تنتهي في أي لحظة.
بعد تغطية تحرير مصفاة الجيلي، تلقت تهديدات غير مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها تواصل العمل مدفوعة بشعور عميق بالمسؤولية تجاه الضحايا، مؤكدة أن نقل الحقيقة هو الطريق الوحيد لإنصافهم ولإبقاء السودان حاضراً في ذاكرة العالم.
قصص تثقل الذاكرة وصوت الحقيقة أقوى من الخوف

حين تتحول الصحافة إلى جرح مفتوح..
لم يكن مراسل TRT World عبدالله حسين يتوقع أن تنقلب تجربته المهنية رأساً على عقب في لحظة واحدة. من تغطية المؤتمرات والأخبار اليومية إلى توثيق الخراب والنزوح، أصبح تعريفه للمهنة أقرب إلى دراما إنسانية يعيش أبطالها الألم لحظة بلحظة. من أبرز ما شاهده امرأة مسنّة، في نحو الخامسة والستين، لم تستطع التماسك عندما سمعت كلمة “جيران”، وانفجرت بالبكاء على أهل فقدتهم في لحظة واحدة، فيما اضطرت أخرى إلى ترك أمها خلفها وسط الفوضى. كان صراخها طالباً بوقف الحرب، وظل محفوراً في أذن المراسل حتى اليوم. وفي إحدى القرى، التقى أباً فقد اثنين من أولاده وأخته بسبب القصف، بينما أصيب ابنه الناجي بشظايا أُدت إلى بتر ساقه، ثم تعرض لإصابات أخرى في البطن، ليدخل سلسلة عمليات جراحية.
يقول الأب إن الأطفال لم يتمكنوا من تفادي مشاهد الطريق القاسية، والتي ستبقى أطول عمراً من الحرب نفسها.
أثّرت هذه المشاهد على مزاج عبدالله وزملائه . العمل لم يعد مجرد خبر يُنقل، بل حياة كاملة تنهار أمامهم. وعلى الرغم من أنه لا يخشى على حياته، يعترف بشعور دائم بالذنب تجاه من يلتقيهم: “تسمع القصص ولا تستطيع أن تقدم شيئاً”. لم يلجأ عبدالله إلى أي دعم نفسي مهني، ولم يتلق تدريباً على التعامل مع الصدمات النفسية.
يواجه كذلك تهديدات مباشرة وغير مباشرة عبر الإنترنت من مجموعات مجهولة أو أفراد يكتبون تعليقات تحريضية، بينما توفر له المؤسسة الإعلامية مساحة عمل مريحة بلا ضغوط تحريرية، لكنها لا تقدّم تدريباً على السلامة المهنية ولا دعماً نفسياً. المعدات المتاحة هي سيارة، فريق تصوير، معدات بث وكاميرات، لكنها أقل بكثير من حجم المخاطر في ميادين النزاع.
نساء وأطفال تحت القصف وصحفية توثق الألم وحدها

نعمات: نوبات هلع ونوم ثقيل بلا أحلام
الصحفية نعمات الحاج، التي عملت من الفاشر شمال دارفور مراسلة لمجلة أثر و جبراكا نيوز، تصف المدينة بأنها أصبحت الملاذ الكبير لكل النازحين بعد سقوط ولايات دارفور الأخرى. ازدادت تعلقها بالمدينة رغم الحرب، واستمرت في العمل بلا خوف رغم القناصين والرصاص الطائش. تتحرك نعمات يومياً بين المستشفى والسوق ومكتبها، وتبقى أحياناً حتى الثانية والنصف ظهراً بينما يهرب الناس جنوباً. كانت تعمل بلا معدات حماية، واضطرت إلى السفر بالتهريب إلى مناطق لا تستطيع قوات الدعم السريع الوصول إليها. بعد خروجها من الفاشر بعد سقوطها ، ظهر الخوف القابع داخلياً بقوة، وتراجعت علاقاتها الاجتماعية، حتى اكتشفت أنها لم تسلّم على أخيها لأيام طويلة. مع تزايد التغطيات عن العنف الجنسي، أصيبت نعمات بنوبات هلع، ونوم ثقيل بلا أحلام، وفقدت القدرة على التركيز والتفاعل الطبيعي. الشعور بالذنب ملازم لها، إذ كثير ممن تحدثت إليهم ماتوا بعد أيام قليلة، لكنها واصلت العمل لأنها تؤمن بأن هناك قصصاً تستحق أن تُسمع. وتصف تجربتها بأنها مثل رجل يحاول سدّ ثقوب تتسع كلما حاول إغلاقها، مؤكدة أن نقل الحقيقة في دارفور واجب لا يمكن التخلي عنه.
المسافة بين الحياة والموت ثانية واحدة فقط

(ب.ص): مراسل يعيش على حافة الخطر
صحفي ميداني نُشير إليه بالحروف (ب.ص) حفاظاً على سلامته يروي غارة جوية على حي الكُبّة في الضعين شرق دارفور، حيث بحث الأهالي عن أكفان لدفن الضحايا وسط المطر والظلام. يرى (ب.ص) أن المسافة بين الحياة والموت لحظة واحدة فقط، وأن آثار حرب 15 أبريل ما زالت تلاحقه في كل تغطية.
يعيش الصحفي ندوباً نفسية، أرقاً دائماً، وخوفاً على أسرته وأطفاله، واضطر إلى اللجوء لورش دعم نفسي مع مختصين. المؤسسات الإعلامية لم تقدم له تدريباً أو دعمًا كافياً، بينما يواجه ضغوطاً تحريرية خانقة، وحملات تشويه على وسائل التواصل، وموارد شبه معدومة.
يؤكد (ب.ص) أن السلامة أولوية قبل أي سبق صحفي، ويضع خرائط أمنية ويتواصل مع الأطراف المتحاربة لضمان المرور الآمن، لكنه يرفع نداءً للمنظمات الدولية: “الصحفيون السودانيون يقفون وحدهم يحتاجون دعماً حقيقياً.”

مهاد : توثيق الحرب بهاتف واحد
تعمل الصحفية مهاد محمد خير مع عدد من الوكالات، متنقلة بين مواقع القصف ومراكز النزوح في جنوب دارفور، تحمل هاتفاً فقط وسط ركام المدن وصراخ الضحايا. أكثر المشاهد رسوخاً في ذاكرتها كان القصف الذي مزّق أجساد النساء والأطفال، إضافة إلى مشاهد الاعتقالات والتعذيب والتهجير القسري.
تأثرت مهاد نفسياً بشكل كبير، وفقدت النوم والتركيز، ولم تحصل على دعم مؤسسي سوى دعم فردي أو عائلي. الضغوط التحريرية اليومية، تهديدات مباشرة وغير مباشرة، والحرج الأخلاقي من الشعور بالعجز أمام الضحايا، جميعها شكلت عبئاً إضافياً، لكنها واصلت العمل لأنها ترى أن نقل الحقيقة واجب.

لؤي : حماية النفس مقابل الواجب المهني
مراسل قناة الإخبارية السعودية بالسودان ورئيس تحرير قلب أفريقيا الإخباري، يؤكد أن أخلاقيات المهنة لا تلزم الصحفي بالمخاطرة المميتة، لكنه يرى أن قول الحقيقة يتطلب الحضور في قلب الأحداث. من أكثر المشاهد رسوخاً في ذاكرته: الجنود القتلى في الجريف غرب الخرطوم والسيارات المحترقة في شرق النيل، ومحاولة اغتياله بعد كشف انتهاكات مليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة.
الحرب أثّرت عليه نفسياً وجسدياً، وتركته عاجزاً عن متابعة نشرات الأخبار أو زيارة مخيمات النازحين كما كان يفعل سابقاً. على الرغم من ذلك، لا يزال متمسكاً بالحقيقة ومستمرًا في عمله، لكنه يطمح إلى سلام يعيد البلاد إلى الاستقرار.
ختاماً أوضح أن الأطراف المستفيدة من الحرب تستخدم طرقاً غير أخلاقية وأن الصحفيين هم أكثر الناس الذين يكتشفون هذه الطرق ولكن ظروف الأوضاع الحالية لا تجعلهم قادرين على توضيح ذلك للرأي العام أو النشر خوفاً على حياته.
حين تصبح الصحافة خطراً:

32 صحفياً شهيداً و1500 بلا عمل.. نقابة الصحفيين السودانيين: حصيلة ثقيلة وسط صمت دولي
قال وليد النور زكريا، سكرتير الشؤون الاجتماعية للنقابة، إن الحرب منذ 2023 خلّفت 32 صحفياً شهيداً في مناطق الاشتباكات النشطة بوسائل اعتداء تنوعت بين القتل بطلق ناري والدهس بالسيارات والإصابة بالقذائف، وأكثر من 500 تهديد موثق، فيما فقد أكثر من 1500 صحفي وظائفهم بعد 15 أبريل واضطر الكثير للعمل في مهن أخرى وحالات التوقيف والاحتجاز. وأوضح زكريا أن طبيعة الحرب «أطاحت بالقوانين وبالضوابط الأخلاقية»، وأن الصحفيين يعملون في بيئة تحكمها «سلطة البندقية»، ما يجعل التغطية عملاً محفوفاً بالخطر، ويضاعف التحديات المهنية والإنسانية التي يواجهها الصحفيون يومياً.
على الرغم من الأزمة المالية، نفذت النقابة برامج تدريبية لحماية المراسلين ورفع جاهزيتهم، شملت أكثر من 180 صحفياً، بالإضافة إلى دعم نفسي أونلاين بالتعاون مع أطباء مختصين.
استمرار الجهود المحلية والآفاق المستقبلية
وختم زكريا بالقول إن النقابة، عبر مكتبها التنفيذي وسكرتارياتها، تعمل على ابتكار آليات جديدة للتخفيف من آثار الحرب على الصحفيين، مؤكداً أن حماية العاملين في الإعلام ستظل في مقدمة أولويات النقابة مهما تعقّدت الظروف. كما أشار إلى الجهود المستمرة لتوسيع البرامج التدريبية في الأمن الرقمي والذكاء الاصطناعي، وإدماج الدعم النفسي كجزء أساسي من حماية الصحفيين.
مع ذلك، ما تزال المؤسسات الدولية تتفاعل ببطء، ولم تول الأزمة السودانية الاهتمام الكافي.
اضطراب ما بعد الصدمة يلاحق الصحفيين أكثر من الرصاص

تغطية النزاعات تهدد الصحة النفسية للصحفيين، وفق د. إسراء كلمون”
حذرت د. إسراء حسن كلمون، اختصاصي علم النفس والكوارث والنزاعات وأستاذ علم النفس بالجامعات السودانية ومسؤول قسم الحماية بمنظمة تلاويت (TOD)، من التأثيرات النفسية الكبيرة التي يتعرض لها الصحفيون والصحفيات أثناء تغطيتهم النزاعات المسلحة والكوارث. وأوضحت د. كلمون أن الصحفيين يواجهون مجموعة من الأعراض النفسية التي تختلف في شدتها ومدتها، من أبرزها: الضغط النفسي الحاد الناشئ عن التعرض المباشر لمشاهد الصدمة، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) الذي يظهر بعد التعرض المستمر للأحداث العنيفة ويشمل الكوابيس واسترجاع المشاهد الصادمة بشكل متكرر، والإرهاق النفسي والاحتراق المهني الناتج عن العمل تحت ضغط مستمر مع قلة الراحة والدعم، مما يؤدي إلى فقدان الدافعية وتبلّد المشاعر تجاه الأحداث الإنسانية. وأضافت أن الصحفيين يتعرضون أيضاً لـ القلق المزمن واضطرابات النوم، مع يقظة مفرطة وخوف دائم على السلامة الشخصية، والاكتئاب والشعور بالعجز نتيجة فقدان الزملاء أو مشاهدة معاناة المدنيين المستمرة، والصدمة الثانوية أو “صدمة المتفرج” التي تصيب من لم يكونوا متواجدين في موقع الحدث مباشرة، عبر مشاهدة أو تحرير مواد مؤلمة. كما أشارت إلى الشعور بالذنب الأخلاقي عند الشعور بعدم القدرة على مساعدة الضحايا أو النجاة بينما آخرون لم ينجوا، وتغيير النظرة للعالم بفقدان الثقة بالآخرين واعتبار العالم مكاناً دائماً للخطر. وأكدت د. كلمون أن غياب التدريب والدعم النفسي يزيد من احتمالات تطور هذه الاضطرابات المزمنة ويضعف قدرة الصحفيين على اتخاذ قرارات مهنية آمنة أثناء التغطية. وأشارت إلى أهمية اتباع إجراءات وقائية وعلاجية تشمل: ضبط مدة التعرض لمشاهد العنف، بناء روتين للعناية الذاتية والنوم الكافي، التدريب على الإسعاف النفسي الأولي والاستجابة أثناء الأزمات، وضع حدود مهنية واضحة، الحصول على الدعم الاجتماعي المهني، الالتزام بسياسات سلامة مؤسسية، والمتابعة النفسية الدورية والكشف المبكر عن الأعراض.
وشددت على وجود اختلافات واضحة بين الصحفيين المحليين والدوليين، مشيرةً إلى أن الصحفيين المحليين أكثر تعرضاً للضغط النفسي والجسدي نتيجة بقائهم في مناطق النزاع، وجود أسرهم في الخطر، وغياب الدعم المؤسسي، فيما يحصل الصحفيون الدوليون غالباً على حماية مؤسساتية ويمكنهم الانسحاب عند تصاعد الخطر، ما يقلل من آثار الضغط النفسي المستمرة. واختتمت د. كلمون بالقول إن حماية الصحفيين المحليين والدوليين وتوفير التدريب والدعم النفسي لهم أمر بالغ الأهمية للحفاظ على سلامتهم النفسية وضمان قدرتهم على الاستمرار في ممارسة مهنتهم بشكل آمن وفعال.
حين ينهار العالم أمام الصحفي ولا يستطيع فعل شيء

المخاطر النفسية والقانونية
أوضح د. عثمان عبد الوهاب عثمان أن بيئة الحرب في السودان من أخطر البيئات على الصحفيين، بسبب تهديدات الاعتقال والاحتجاز، والقيود على حرية التعبير، وحجب المعلومات، إضافة إلى خطر الوقوع في مخالفات قانونية أو الطوارئ أو دخول مناطق عسكرية محظورة دون تنسيق أمني.
وأشار إلى أهمية الحماية القانونية والنفسية، من خلال تدريب الصحفيين على التعامل مع الصدمات، إجازات تعويضية، تأمين يغطي مخاطر النزاعات المسلحة، وتوثيق الانتهاكات التي يتعرضون لها بجانب حمل بطاقة صحفية رسمية مع بيانات المؤسسة
و أوضح أنه وفق القانون الدولي الإنساني إن الصحفيين يعتبرون مدنيين يحظر استهدافهم أو الاعتداء عليهم أثناء النزاع و يجب توفير الحماية لهم وفق اتفاقيات جنيف و لهم الحق الكامل في الوصول للمناطق و ممارسة العمل بسلام لكن هذا الحق قد يتم تقييده وفق الظروف الأمنية و أكد على ضرورة احترام معدات الصحفيين و لا يجوز مصادرتها أو إتلافها دون مبرر قانوني.
خلاصة الصورة
تكشف شهادات الصحفيين السودانيين عن واقع مرير: خطر ميداني دائم، ندوب نفسية عميقة، نقص الدعم المؤسسي، تهديدات مستمرة، وضغوط تحريرية شديدة، ورغم كل ذلك، يواصلون عملهم لنقل الحقيقة، وحمل أصوات الضحايا، والبقاء شهوداً على زمن الحرب، مؤمنين بأن الصحافة واجب أخلاقي وإنساني لا يمكن التخلي عنه.
إن التجربة السودانية ليست حالة فريدة فصحفيون في فلسطين وسوريا يواجهون واقعاً موازياً حيث الخطر اليومي، الاعتقالات التعسفية واستهدافهم أثناء نقل الحقيقة للعالم إضافة إلى الضغط النفسي المستمر وانعدام الدعم المؤسسي.
تظل أصوات هؤلاء الصحفيين مثل زملائهم في السودان شاهدة على الانتهاكات، حاملة معاناة شعوبهم ومعبرة عن إرادة مهنية وإيمان بالقيم الإنسانية رغم أن الثمن المدفوع غالٍ للغاية، أحياناً يطال حياتهم وأحياناً سلامتهم النفسية والجسدية.




