نور بك – مراسلين
أعربت الأمم المتحدة عن بالغ قلقها إزاء التدهور المتسارع في الأوضاع الأمنية بالسودان، نتيجة تصاعد الهجمات التي تستهدف المدنيين، محذّرةً من أن ذلك ينذر بموجات نزوح جديدة ويزيد من حدة الأزمة الإنسانية، خصوصاً في إقليمي كردفان ودارفور.
حذّرت الأمم المتحدة من تفاقم العنف ضد المدنيين في السودان، مؤكدةً أن التصعيد الأخير أدى إلى موجات نزوح جديدة ومعاناة إنسانية متزايدة، لا سيما في إقليمي كردفان ودارفور.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن ولاية جنوب كردفان شهدت خلال الأيام الماضية ارتفاعاً حاداً في أعداد النازحين، حيث دفعت الأوضاع الأمنية المتدهورة نحو 500 شخص، في يوم واحد، إلى الفرار من قرى في محلية الريف الشرقي باتجاه كادوقلي ومحيطها، إضافة إلى مناطق في شمال كردفان، وفق تقديرات المنظمة الدولية للهجرة. كما نزح أكثر من 15 ألف شخص إلى ولاية النيل الأبيض منذ أواخر تشرين الأول.
أما في شرق السودان، فقد أفادت السلطات المحلية بوصول نحو 400 نازح من بابنوسة وهجليج في غرب كردفان إلى ولاية القضارف، وسط احتياجات متزايدة للمأوى، رغم توفير مساعدات غذائية أولية عبر المطابخ المجتمعية.
وفي دارفور، قدّرت المنظمة الدولية للهجرة نزوح أكثر من 107 آلاف شخص من الفاشر والقرى المجاورة منذ أواخر تشرين الأول، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، مشيرةً إلى أن كثيراً من النازحين فرّوا مراراً بعد مغادرتهم مخيمات زمزم وأبو شوك.
كما وصل أكثر من 2500 نازح إلى محلية شعيرية في جنوب دارفور خلال الأسبوع الماضي، وهم بحاجة عاجلة إلى الغذاء والمساعدات الأساسية والخدمات الصحية.
وأشار دوجاريك إلى هجوم بطائرة مسيّرة استهدف سوقاً مكتظاً في المالحة بولاية شمال دارفور، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، داعياً جميع الأطراف إلى وقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية، واحترام القانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات دون عوائق.
ووصف المتحدث الأممي الأزمة السودانية بأنها من بين “الأكثر إهمالاً في العالم”، مؤكداً أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يشعر بإحباط عميق إزاء استمرار النزاع وحجم المعاناة الإنسانية، ومشدداً على ضرورة وضع مصلحة الشعب السوداني في صدارة الأولويات.
