أخبارعربي و دولي

تصعيد خطير بين واشنطن وكاراكاس

ريتا الأبيض – مراسلين

تتجه العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا نحو مزيد من التوتر، على خلفية تصريحات وتصعيدات متبادلة شملت تهديدات عسكرية وإجراءات تتعلق بمصادرة شحنات نفط في المياه الدولية.

التصريحات الصادرة عن دونالد ترامب عكست موقفًا يعتبر أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتمتع بحرية كاملة في اتخاذ قراراته، إلا أن أي تحرك من جانبه قد يقابَل برد أميركي “قوي” في مرحلة لاحقة. كما أشار إلى امتلاك واشنطن أسطولًا بحريًا كبيرًا في المنطقة، مؤكدًا جاهزية بلاده للتعامل مع التطورات.

في السياق نفسه، برز حديث عن استعداد الولايات المتحدة لتنفيذ عملية عسكرية داخل فنزويلا، ضمن توجه أوسع لتكثيف الضربات ضد شبكات تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية، مع التأكيد على أن هذه العمليات لا تقتصر على فنزويلا وحدها.

وترافق ذلك مع إعلان واشنطن نيتها الاحتفاظ بشحنات نفط تمت مصادرتها من ناقلات فنزويلية في المياه الدولية، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة، وجرى تبريرها بأنها تأتي في إطار مكافحة التهريب والاتجار بالمخدرات.

في المقابل، عبّرت فنزويلا عن رفضها لهذه الإجراءات، حيث وجّه الرئيس مادورو رسائل رسمية إلى قادة دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، إضافة إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، شدد فيها على التزام بلاده بخيار السلام، مع التأكيد على الاستعداد للدفاع عن السيادة الوطنية والأراضي والموارد.

كما كشف مادورو أن القوات الأميركية نفذت هجمات استهدفت سفنًا مدنية في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، معتبرًا أن هذه العمليات أسفرت عن عشرات حالات الإعدام خارج نطاق القضاء.

خلال شهر ديسمبر، أعلنت واشنطن مصادرة عدة ناقلات نفط، من بينها ناقلة تحمل شحنة فنزويلية خاضعة للعقوبات، وأخرى كانت ترفع علم دولة أجنبية وتنقل نفطًا لصالح شركة صينية، إضافة إلى ناقلة ثالثة وُصفت بأنها متورطة في نقل نفط إيراني، بحسب بيانات أميركية.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس تصعيدًا متزايدًا قد يفتح الباب أمام مواجهة أوسع في أميركا اللاتينية، في وقت تؤكد فيه كاراكاس أن تمسكها بالسلام لا يعني القبول بأي مساس بثرواتها أو سيادتها تحت أي ذريعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews