“محللون”: محرم إينجه قد يكون كلمة السر في فوز أردوغان
قال محللون واستطلاعات رأي، إن المرشح الرئاسي في الانتخابات التركية، محرم إينجه، والخاسر في انتخابات 2018، قد يكون كلمة السر في الذهاب بصناديق الانتخابات الرئاسية إلى جولة إعادة بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وبين مرشح الطاولة السداسية كمال كليتشدار أوغلو، ثم فوز أردوغان في جولة الإعادة.
وفي استطلاع الرأي الذي نشرته “رويترز” اليوم الثلاثاء، اعتقدت المعارضة التركية أنها قامت بالمهمة الأصعب من خلال توحيد قواها بشكل غير مسبوق ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، لكنها لم تحسب حساب محرّم إينجه الذي أعلن الترشح بمفرده قبل سبعة أسابيع من الانتخابات الرئاسية.
وتعيش تركيا في الوقت الحالي، حالة من الاستقطاب بين الحزب الحاكم والمعارضة بشكل غير مسبوق، تزداد حدتها مع اقتراب انتخابات 14 مايو المقبل.
ونقل موقع “سبوتنيك” بأنه ووفقا للاستطلاع الذي أجراه مركز أبحاث الرأي العام (ميتروبول)، سيتم تحديد نتيجة الانتخابات الرئاسية التركية لعام 2023 من خلال أصوات أولئك الذين لم يختاروا مرشحهم بعد، وكذلك من قبل أنصار المرشح الثالث، محرم إينجه.
وأكد مدير ميتروبول، أوزير سنكار، أن المركز أجرى دراسة استقصائية شملت 2046 شخصًا في 28 مقاطعة بين 13 يناير و 14 مارس، حيث تم سؤالهم عن المرشح الرئاسي الذي سيدعمونه.
وقد أظهر الاستطلاع أن 44.6% من المستجيبين سيصوتون لمرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، بينما سيحصل الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان على 42% من الأصوات.
في الوقت نفسه، قال إن أكثر من 5% إنهم لم يتخذوا قرارًا بشأن ما يفضلونه بعد، و 2.4% لم يعطوا إجابة، بينما قال 5.9% آخرون إنهم يميلون إلى “التصويت الاحتجاجي”، فيما بلغ هامش الخطأ حوالي 2%.
ضغوط كليتشدار
ومع أن كليجدار أوغلو نجح في جلب حزب الشعوب بصورة غير رسمية إلى الطاولة السداسية، إلا أن الارتدادات السياسية لا تزال غير مؤكدة وربما لا تعمل لمصلحة المعارضة، خصوصًا مع التأييد الضمني الذي أظهره قادة في حزب العمال الكردستاني -المصنف إرهابيًا- لكليتشدار أوغلو، واعتبارهم أن الانتخابات ستكون محطة مفصلية لتغيير الجمهورية.
ويقول محللون أن إظهار قادة حزب العمال الكردستاني آمالًا مفرطة يحرج كليجدار أوغلو وميرال أكشنار أمام قواعدهما الانتخابية.

كما يظهر الضغط الذي يمارسه كليتشدار أوغلو على المرشح الرئاسي محرم إينجه للانسحاب من المنافسة حجم المخاطر التي يواجهها تحالف المعارضة، إذ إن إينجه سيتمكن في الغالب من استقطاب فئة من الناخبين داخل حزب الشعب الجمهوري ممن يعارضون ترشيح كليتشدار أوغلو، وكذلك استقطاب شريحة من الأصوات القومية التي تعارض الشراكة مع حزب الشعوب الكردي.
فضلًا عن أنه قد يكون خيارًا مفضلًا لدى الناخبين الجدد من الشباب الذي يشكلون وزنًا في هذه الانتخابات وتقدر نسبتهم بنحو 6 ملايين شاب سيصوتون للمرة الأولى.
إينجه يعيد الأمل لأردوغان مجددا
ولا يزال محرّم إينجه الخطيب المفوّه الذي رفع آمال معارضي أردوغان في الانتخابات الرئاسية عام 2018.
لكن إينجه توارى عن الأنظار من دون أن يحيي مؤيديه مساء الجولة الأولى التي شهدت إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان بحصوله على 52.6% من الأصوات، ليتواصل حكمه المستمر منذ عام 2003.
إلا أن المرشح السابق عن حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة التركي الرئيسي، أعلن في منتصف مارس أنه سيترشح أيضاً هذا العام، هذه المرة تحت ألوان حزبه “الوطن”.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول بيرق إيسن، في تصريحات لوكالة “فرانس برس”: إن وجود محرم إينجه في الانتخابات” غير سار للمعارضة”.
وتمكن تحالف المعارضة المشكل من ستة أحزاب ذات توجهات مختلفة من تجاوز خلافاته، وتم الاتفاق في بداية مارس على ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو.
يضيف بيرق إيسن: “نظراً لقدرته على جذب أصوات ناخبي حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيّد (التشكيلين الرئيسيين لتحالف المعارضة)، يمكن أن يلعب إينجه دور المفسد لفوز كليتشدار، وسيقود إلى جولة انتخابية ثانية”.
في الانتخابات الرئاسية عام 2018، تم تفضيل إينجه، أستاذ الفيزياء والكيمياء السابق الذي أصبح نائباً برلمانياً، والمعروف حتى ذلك الحين بخطبه المثيرة في البرلمان التركي، على كمال كيليتشدار أوغلو الذي يُعتبر أقل قدرة على حشد الجماهير، لمواجهة رجب طيب أردوغان.
لكن هزيمته في الجولة الأولى بعد حصوله على 30.6% من الأصوات صاحبها إحراج كبير؛ فبدلاً من الإقرار بهزيمته علناً، اكتفى محرم إينجه ببعث رسالة موجزة إلى صحافي بارز اعترف فيها بفوز أردوغان. ونشرت تلك الرسالة في إحدى الصحف، ما قوّض شعبيته.

وبعد فشله في إزاحة كمال كيليتشدار أوغلو من رئاسة حزب الشعب الجمهوري بعد بضعة أشهر، أسس محرم إينجه (58 عاماً) حزبه القومي العلماني في مايو 2021.
“صدى بين الشباب”
ويعتقد المحللون أن محرم إينجه الماهر في التواصل، له صدى بين الناخبين الشباب الذين سئموا من الرئيس أردوغان وغير مقتنعين بترشيح كمال كيليتشدار أوغلو، الموظف العام الكبير السابق البالغ من العمر 74 عاماً والذي يقدم نفسه على أنه “قوة هادئة”، وهو ما ظهر جليا في انسحاب ميرال أكشنار زعيمة حزب “الجيد” من الطاولة السداسية، ثم عودتها.
ويقول بيرق إيسن: “يبدو أنه يتمتع بشعبية خاصة لدى أبناء الجيل مثل الذين يمكن أن يجذبهم بسهولة المرشحون المناهضون للوضع الراهن”. ويتابع: “بالنسبة لهؤلاء الناخبين، لا يجسّد كيليتشدار أوغلو أي تجديد”.
لكن مراقبون يعتبرون أن محرم إينجه ليس له فرصة للفوز بمفرده على الرئيس أردوغان، الذي يحمل وزر الأزمة الاقتصادية وتداعيات زلزال السادس من فبراير، الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص ودمر مدناً بأكملها.
والأسوأ من ذلك أن ترشحه لن يؤدي إلا إلى الإضرار بتحالف المعارضة.
وأكد الكاتب الصحفي دنيز زيرك: “من غير المرجح أن يستقطب إينجه أصواتاً من الحزب الحاكم”.
ويضيف: “من هو أكبر مستفيد (من ترشحه)؟ إنه أردوغان”.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا يوم 14 مايو المقبل، ويعتبر كيليتشدار أوغلو، الذي طرحه تحالف الأحزاب الستة المعارض، الخصم الرئيسي لأردوغان، فيما تضم قائمة المرشحين للرئاسة أيضا محرم إينجه من حزب الوطن وسنان أوغان المدعومين من تحالف آتا.