مثل الأفلام.. لاجئ سوري بتركيا يحاول إثبات قيده على الحياة

كهرمان مرعش – حمزة عبد الوهاب

في فيلم مستر كاراتيه المصري الذي تم إنتاجه عام 1993 من بطولة النجم الراحل أحمد زكي، كانت هناك سيدة مسنة تحاول الحصول على معاش زوجها المتوفي، فطلب منها الموظفون شهادة تثبت أنها على قيد الحياة ليتم صرف المعاش لها، ولكن القصة التي كتبها رؤوف توفيق مؤلف الفيلم، تحولت إلى واقع يعاني منه لاجئ سوري في تركيا، اكتشف أنها توفى في الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد في 6 فبراير الماضي وخلف أكثر من 50 ألف قتيل.

عز الدين حلوف، وهو لاجئ سوري، ولد ويعيش في منطقة يوروكسليم التابعة لمنطقة أونيكيسوبات في كهرمان مرعش، في عام 2005، وخلال الزلزال فقد حلوف 10 أشخاص من عائلته، ولكنه نجا من تحت الأنقاض ولم يكن يعرف ما ينتظره.

والشهر الماضي، أصيب حلوف في حادث سير سبب له جروح خطيرة ونقل إلى المستشفى مع شقيقه، بعد أن صدمته سيارة أمام مبنى الخدمات الإضافية في مستشفى نيسيب فاضل بمدينة يوركسيليم في منطقة أونيكيسوبات، وهناك تلقى مفاجأة عمره، حيث تم إبلاغه أن الأوراق الرسمية الخاصة بالتأمين تشير إلى أنه توفي خلال الزلزال.

كما تم تسجيل أنه “مات” في سجلات إدارة الهجرة بالمقاطعة ، بدوره طلب حلوف المساعدة من السلطات المعنية، بسبب عدم قدرته على الاستفادة من الخدمات الصحية بعد الحادث لأن السجلات الرسمية تقول إنه “ميت”.

ويقول حلوف، “بلغت الثامنة عشرة من عمري قبل أربعة أشهر ، كنت طالبة ثانوية إمام خطيب، ولقد تعرضت لحادث سيارة منذ بضعة أيام، وأصبت بجروح خطيرة وعولجت في المستشفى بشكل جيد، لكن يوم خروجي ، التقى السكرتير معنا وقالت إن ملف التأمين الخاص بي لم يكن مفتوحاً”.

ويضيف “ذهبت إلى مكتب الهجرة وتحدثت إليهم فقالوا إنني ميت، مع أني أقف أمامهم، ومنذ أن أجريت عملية جراحية في قدمي بعد حادث مروري ، لا يمكنني ارتداء الملابس وغيرها من الإجراءات الصحية الخاصة بجراحة القدم”.

ويكشف أن المستشفى طلبت منه فتح ملف التأمين الخاص به ليكمل الاستفادة من الخدمات الطبية أو أن يقوم بدفع مبلغ مالي لإكمال العلاج، مطالبا بإصلاح هذا الخطأ.

وبتابع “لدي شريحة بلاتينية في قدمي لأنني أجريت عملية جراحية في القدم وقد يكون من الضروري أن أتابع مع المستشفى حتى اكتمال الشفاء، ، كما أنني أعاني من صعوبة في المشي”.

وحول سبب الخطأ، يقول “لقد فقدت 10 أشخاص في الزلزال ، بما في ذلك أختي وابن أخي وعمي وأبناء عمومتي, استلمت 4 منهم لدفنههم، وأعتقد أنه كان هناك بعض الارتباك في ذلك الوقت”.