أخبارسلايدر

في ظل تضارب البيانات بالسودان.. من يتفوق على الأخر حتى الآن؟ الجيش أم الدعم السريع؟

محمد الليثي – شبكة مراسلين

سادت حالة من الغموض في الحرب الدائرة بالسودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة “حميدتي”، حيث مازالت تتضارب الانباء بينم الفريقين، بعد إعلان كل فريق سيطرته على مقرات الأخر، والمنشآت الحيوية بالبلاد، فلا يحسم المشهد سوى بيانات من هنا ونفي من هناك، ليظل الغموض هو سيد الموقف لليوم الثاني على التوالي.

الوضع الميداني


دخلت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في حالة أسبه ما يكون بحرب الشوارع، حيث دوت انفجارات فجر اليوم الأحد قرب المدينة الرياضية جنوبي العاصمة الخرطوم، في ظل غموض بشأن الأوضاع الميدانية بسبب تضارب بيانات الطرفين، وأنباء عن سقوط 56 قتيلا بين المدنيين فضلا عن 600 جريح.

وشن الجيش السوداني بقيادة البرهان ضربات جوية مكثفة، بعد إعلان قوات الدعم السريع نجاحه في تحييد الطائرات تماما، على مدار أمس السبت، باستثناء غارات بسيطة، إلا أن الوضع أصبح مهترئا مرة أخرى، بعدما استطاع البرهان في شن غارات مكثفة، فجر اليوم الأحد، في محاولة للسيطرة على البلاد، وضرب مواقع استراتيجية ومقرات لقوات الدعم السريع، من أجل إحداث شلل لعرباته وألياته القتالية، الأمر الذي أدى لمقتل 56 من المدنيين السودانيين حتى الآن.

وتجددت الاشتباكات صباح اليوم الأحد، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم، بعد ساعات من الهدوء الحذر بين الجانبين، طوال الليل، إلا أن فجر الأحد، استقبل انفجارات دوّت قرب المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم، وارتفعت أعمدة دخان في المنطقة، بالتزامن مع حالة من الغموض بشأن مآل المواجهات وحقيقة الأوضاع الأمنية وسط الخرطوم مع التضارب في الروايات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

بيانات متضاربة

وفي ظل حالة الفوضى التي تعم السودان على الأرض، والبيانات المتضاربة بين الجيش السوداني وبين قوات الدعم السريع، لا يتضح بشكل حقيقي حتى الآن من يتفوق على من؟.

وجاءت أغلب بيانات قوات الدعم السريع على مدار اليوم الأحد وأمس السبت، بأنها سيطرت على مواقع ومقرات هامة للجيش السوداني، من بينها سلاح المهندسين، والتلفزيون في أم درمان، والقيادة العامة للجيش، وتحييد سلاح الطيران.

وعلى الجانب الأخر، نفى الجيش السوداني هذه المعلومات تماما، وأعلن أنه يسيطر على البلاد، بشكل كامل، فضلا عن زعمه بأن عدد كبير من قوات الدعم السريع سلمت نفسها للقيادة العامة للجيش، واعتقال عدد كبير من ما أسماهم بالمتمردين من قوات الدعم السريع.

كما زعم كل من الفريقين أنه لن يوقف القتال حتى يتم السيطرة على البلاد تماما، وأن القتال ربما يطول لبضعة أيام، حتى يتم السيطرة، ودحر الأخر.

وقال قائد قوات الدعم السريع: “ما زلنا نقاتل من داخل القيادة وكثير من الضباط انضموا لنا”.

لكن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني نفى ما سماها ادعاءات المتمردين بحصار القيادة العامة بالخرطوم.

و قال الجيش إنه سيطر على مقار الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي وكرري.

على الجانب الأخر، قالت قوات الدعم السريع إنها استولت على برج القوات البحرية بالقيادة العامة في الخرطوم.

وتسيطر طلقات النار على محيط قيادة الجيش والمطار بمدينة الفاشر، كما تحدثت مصادر محلية في بورتسودان للجزيرة عن اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع بالمدينة الواقع شرقي السودان.

صور ومشاهد متضاربة أيضا

ومن ناحية اللقطات المصورة، حاول كل فريق من الفريقين أيضا بث عدد من اللقطات التي حاول من خلالها إظهار الغلبة له، والزعم بالسيطرة على البلاد.

في الجيش السوداني نشر حساب المخابرات السودانية وحسابات محلية، عبر منصات التواصل، مقطع فيديو وصورا للمركبات والمعدات العسكرية التي تركتها قوات الدعم السريع عقب انسحابها من حيّ شَمبات في الخرطوم. وتظهر اللقطات المصورة معدات وعربات عسكرية قال حساب المخابرات إنها تابعة لقوات الدعم السريع سيطر عليها الجيش السوداني.

ونشر ناشطون سودانيون مقاطع فيديو تظهر ما قالوا إنها قوات للجيش السوداني تغلق بالدبابات شارع الهوا المؤدي إلى مقر سلاح المدرعات.

وفي أم درمان، قال المتحدث باسم الجيش السوداني إن القوات المسلحة سيطرت على مقار قوات الدعم السريع في أم درمان بكامل عـتادها.

وكانت القوات المسلحة السودانية بثت من جانبها لقطات ليلية لما قالت إنها تؤكد سيطرتها على مقر الإذاعة والتلفزيون في منطقة أم درمان، وسط ما وصفتها باحتفالات شعبية. وجاء ذلك بعد أن كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت سيطرتها على المقر في وقت سابق.

وبث ناشطون سودانيون مشاهد مصورة لما قالوا إنها سيطرة قوات الجيش السوداني على سيارات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع في مدينة كسلا شرقي السودان.

على الجانب الأخر، قالت قوات الدعم السريع إن مواقعها في بورتسودان تعرضت لهجوم من طيران أجنبي، وحذرت من مغبة أي تدخل أجنبي في المعارك الدائرة.

كما بثت قوات الدعم السريع صورا ليلية قالت إنها تُظهر حريقا اندلع في مبنى القوات البرية التابع للجيش بالعاصمة الخرطوم.

و قالت لجنة الأطباء المركزية في السودان إن 56 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب نحو 600 في أنحاء البلاد نتيجة المعارك. وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان الأطراف المتحاربة بضبط النفس واحترام التزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني.

وأبدى الهلال الأحمر السوداني استعداده لإجلاء المدنيين من حي المطار إذا توفرت الظروف الأمنية، بينما وجهت نقابة أطباء السودان نداء عاجلا أكدت فيه تزايد عدد الإصابات وسط قلة الطواقم الطبية وإرهاق جميع الفرق العاملة حتى اللحظة في المستشفيات

تصريحات متضاربة للبرهان وحميدتي

وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان إن الجيش قد يضطر لإدخال قواته إلى الخرطوم إذا استمر القتال.

في المقابل، قال محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع للجزيرة إن قواته لن تتوقف إلا بعد السيطرة الكاملة على كل مواقع الجيش.

وفي أبرز المواقف الدولية، قالت الولايات المتحدة إنها تواصلت مع دول ذات نفوذ في السودان من أجل وقف إطلاق النار، ودعا مجلس الأمن لوقف فوري للأعمال العدائية، وقال إنه سيبحث تطورات الأوضاع في جلسة طارئة مغلقة غدا الاثنين، في حين قالت الآلية الثلاثية الأممية الأفريقية تقول إنها لم تتمكن من التواصل مع طرفي الصراع.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews