محللون: الذهب هو كلمة السر في دعم الإمارات لـ حميدتي.. وتغريدة عمرو موسى أكدت لماذا تتعارض مصالحها مع مصر في السودان

محمد الليثي – شبكة مراسلين
كشفت محللون سياسيون، أن تصريحات الأمين السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، عن تعارض بعض مصالح العرب مع مصر في السودان، مقصود بها دولة الإمارات، التي ترى مصالحها مع قائد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في الوقت الذي تسعى فيه مصر لتعزيز سيطرة الجيش السوداني، من أجل الحفاظ على الاستقرار في دولة السودان التي تعتبر العمق الاستراتيجي والتاريخي لها، فضلا عن الداعم الأكبر في توحيد المواقف تجاه أزمة سد النهضة ضد أثيوبيا.
وكان قد أكد عمرو موسى خلال تغريدة له على موقع ” تويتر”، أن “بعض المصالح العربية قد تتعارض مع المصالح المصرية الأكثر عمقا في السودان، وكذلك الحال في أفريقيا، هنا يتوقع من مصر وقفة صريحة وجريئة، إذ أن مصالحنا الحيوية في تلك المنطقة بأسرها أصبحت مهددة وعلى المحك”.
وقال عدد من المعلقين على تغريدة عمرو موسى، إن الإمارات هي اللاعب الوحيد في الملف السوداني، وهي الجهة الوحيدة التي تتدخل بشكل واضح في دعم حميدتي، في الوقت الذي اتهم عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني جهات إقليمية بدعم حميدتي.
وعلق الخبير والباحث السوداني، تاج السر عثمان، على تغريدة عمر موسى، بصورة نشرها لمحمد بن دحلان مستشار الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، وهو يتوسط عبد الله حمدوك وحميدتي 2021.

وقال عثمان في تغريدة أخرى على “تويتر”: “منذ تفجر الصراع و أسئلة المراقبين تتمحور حول معرفة الطرف الذي تدعمه #الإمارات لعلمهم بأنها لا تقف إلا في صف الميليشيات من #ليبيا إلى #اليمن إلى #السودان و هلم جرا ،
ما الذي تستفيده من إذكاء الصراعات؟ وهل تظن أنها ستظل إلى الأبد ترمي بيوت الشعوب العربية بالحجارة وبيتها من زجاج؟!”.
وانتشرت فيديوهات على مواقع التواصل بضبط أسلحة وذخيرة إماراتية في منزل حميدتي، وبعض مقرات قوات الدعم السريع التي تم السيطرة عليها من قبل الجيش السوداني.
وتحدث الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، عن أهمية دور مصر في تجنيب السودان نتائج الأحداث الجارية، رغم أن بعض المصالح العربية قد تتعارض مع مصالح مصر الأكثر عمقا في السودان، حسب قوله.
الذهب كلمة السر
وفي تقرير عن دعم الإمارات لحميدتي ودخولها على خط الازمة السودانية، كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية تفاصيل مثيرة عن سيطرة قوات الدعم السريع التي يقودها عضو المجلس السيادي السوداني وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي على مناجم الذهب في البلاد، ودور الإمارات في هذا القطاع والتي تستحوذ على معظم صادرات الذهب السوداني، مناصفة مع روسيا.
وتقول الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، إن سيطرة قوات الدعم السريع على الصناعة الأكثر ربحية في السودان يعقد مسار البلاد نحو الديمقراطية ويهدد عملية انتقال السلطة.
وتشير “الغارديان” إلى سيطرة قوات الدعم السريع على منجم جبل عامر للذهب في دارفور في عام 2017 ، وعلى ثلاثة مناجم ذهب أخرى على الأقل في أجزاء أخرى من البلاد مثل جنوب كردفان، مما حول “حميدتي” إلى أحد أغنى رجال السودان وجعله لاعبًا رئيسيًا في الصناعة الأكبر صادرات بالسودان.
وتقول الصحيفة إنه بعد انتفاضة 2019 التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير ، أصبح حميدتي جزءًا من المجلس العسكري الانتقالي ومجلس السيادة المخول برعاية مسار انتقال السودان نحو الديمقراطية قبل إجراء الانتخابات في عام 2022.
وعلى الرغم من الجهود الحكومية المبدئية لانتزاع أجزاء من صناعة الذهب بعيدًا عن أجهزة الأمن السودانية والعودة إلى سيطرة الدولة أو القطاع الخاص ، ما زالت هناك تساؤلات حول ما إذا كان يمكن للسودان أن ينتقل حقًا إلى الديمقراطية في حين تدير قوات حميدتي اقتصادًا موازياً .
وتشير الصحيفة نقلا عن تجار في صناعة الذهب، أن حميدتي يقود شركة خاصة تسمى “الجنيد” وهي شركة تعدين وتجارة يقودها شقيق حميدتي عبد الرحيم دقلو ، في حين يرأس حميدتي نفسه رئاسة مجلس إدارتها بحسب وثائق لـ”جلوبال ويتنس” وهي منظمة غير حكومية لمكافحة الفساد .
وحصلت هذه المنظمة على بيانات مصرفية ووثائق مؤسسية تُظهر أن حميدتي ورجال شركته يحتفظون بحساب بنكي باسمهم في بنك أبوظبي الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة .
وتقول صحيفة “الغارديان” إن الإمارات تعد أكبر مستورد للذهب السوداني في العالم، حيث تُظهر بيانات منظمة التجارة العالمية لعام 2018 أنها استوردت 99.2% من صادرات البلاد من الذهب، وأنها تعاقدت مع ميليشيا قوات الدعم السريع للقتال في اليمن وليبيا ، حيث قدمت الأموال إلى قوات الدعم السريع .
عمرو موسى
وقال عمرو موسى في تغريدات على صفحته الرسمية على تويتر، أمس الاثنين، إن “دور مصر في تجنيب السودان نتائج الأحداث الجارية، يجب أن يكون أساسيا وصريحا”، موضحا أن “الصراحة مهمة مع إخواننا ومع غيرهم ممن نشطوا في موضوع السودان دائما أو بالذات مؤخرا” .
وأضاف الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية أن “بعض المصالح العربية قد تتعارض مع المصالح المصرية الأكثر عمقا في السودان، وكذلك الحال في أفريقيا، هنا يتوقع من مصر وقفة صريحة وجريئة، إذ أن مصالحنا الحيوية في تلك المنطقة بأسرها أصبحت مهددة وعلى المحك”.
وأشار موسى إلى أن “احتمال استغلال إثيوبيا للوضع يفاقم مشكلة السد بالنسبة لنا”.
وأكد عمرو موسى في تغريدة أخرى أنه “يتوقع سياسة ديناميكية من جانبنا وجولات نشطة للدبلوماسية المصرية على مختلف مستوياتها، علنية وسرًية في المجالين العربي والأفريقي تحجز موقعا رئيسيا لمصر في مسار الأمور وتقضي على محاولات الاستبعاد من الاتصالات الجارية حاليا”.
وكانت قد اندلعت اشتباكات دموية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان، السبت، ولا تزال المواجهات مستمرة، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص غالبيتهم مدنيون وإصابة المئات.