حميدتي يحاول اكتساب شرعية دولية بإجراء اتصالات مكثفة بقيادات أمريكية وأممية.. وواشنطن تنفي

يحاول قائد قوات السريع محمد حمدان دقلو “حمدتي” في الوقت الحالي اكتساب شيئا من الشرعية الدولية، بالترويج والعمل المكثف لإجراء اتصالات دولية مكثفة مع قيادات أمريكية وزعماء دوليين ومسئولين أمميين.
ونشط حميدتي خلال اليومين الماضيين في محاولة التسويق لنفسه كقائد للسودان، وترويج اتصالاته مع عدد من الزعماء والقادة الأمميين، لإعطاء نفسه شرعية المتحدث الرئيسي باسم السودان، فضلا عن محاولة التسويق لاعتراف العالم به كزعيم وقائد للجيش السوداني، وليس كـ قائد لمليشيا متمردة.
وأعلن حميدتي في سلسلة تغريدات خلال اليوميين الماضيين، اتصالاته بقادة أمريكيين وأمميين أوروبيين، وزعماء العالم، وشرح ما يدور في اتصالاته بالسماح لرعايا الدول الأجنبية بالمغادرة، وفتح خطوط آمنة لإجلائهم، كنوع من أنواع التسويق له كزعيم يمتلك زمام الأمور في السودان، فضلا عن تشديده لقادة الدول على التزامه بالهدنة المقررة.
وقال حميدتي إنه ناقش مع السيد جوسيب بروليف JosepBorrellF مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جملة من المواضيع المتعلقة بالأزمة الراهنة التي تشهدها البلاد.
وقال حميدتي في تغريدة على “تويتر”: “أكدت للسيد بوريل التزامنا المطلق بالهدنة الإنسانية المعلنة واستعدادنا لتقديم ما يلزم من تسهيلات تساعد المواطنين والجاليات الأجنبية من المرور إلى أماكن آمنة، ونحن أيضًا على استعداد لتسخير كافة امكانياتنا في نقل وترحيل المواطنين السودانيين والرعايا الأجانب إلى وجهاتهم المطلوبة”.
كما قال حميدتي في تغريدة أخرى: “أدرت اليوم نقاشاً شفافاً وصريحاً مع قائد أفريكوم الجنرال مايكل لانجلي حول الأزمة التي تعيشها بلادنا، وتأثيرها على المواطنين والمقيمين من الجاليات الأجنبية بما في ذلك رعايا الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت للجنرال لانجلي التزامنا بالهدنة المعلنة ووقف إطلاق النار والتعاون لدعم جهود واشنطن بشأن اجلاء رعاياها من السودان، وهذا الالتزام يشمل جميع رعايا الدول الشقيقة والصديقة والعاملين في المنظمات الاقليمية والدولية التي ترغب في تنفيذ عمليات إجلاء.
أمريكا تكذب حميدتي
فيما نفى مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الأمريكية أن تكون قوات الدعم السريع السودانية قد نسقت مع الولايات المتحدة بشأن إخلاء الأفراد الأمريكيين من العاصمة، الخرطوم.
جاء ذلك على لسان وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الإدارية، جون باس، الذي قال مؤكدا على أن العملية “نفذتها وزارة الدفاع وفقط من قبل وزارة الدفاع”، لافتا إلى تقارير انتشرت بوسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة مفادها أن قوات الدعم السريع نسقت بطريقة ما مع أمريكا ودعمت هذه العملية، ليرد في اتصال هاتفي مع إعلاميين: “لم يكن هذا هو الحال”.
وفي تغريدة ثالثة قال حميدتي: “بحثت اليوم عبر الهاتف مع وزيرة الخارجية الفرنسية السيدة @MinColonna
التطورات الراهنة في السودان، والأسباب التي أدت إلى تفاقم الأوضاع، وكيفية استثمار الهدنة المعلنة في فتح الممرات الانسانية، لتسهيل حركة المواطنين وتمكين جميع الدول من اجلاء رعاياها إلى أماكن آمنة.
نحن ملتزمون بالوقف الكامل لإطلاق النار خلال فترة الهدنة ونؤكد احترامنا للقانون الدولي الإنساني وبكافة حقوق المدنيين.
نشكر السيدة كاثرين على النقاش المثمر والبناء والذي اتفقنا فيه على العديد من المسائل الضرورية التي سيكون لها تأثير مباشر على مجمل الأوضاع في البلاد”.
وأوضح حميدتي في تغريدة أمس: “تلقيت اليوم اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة السيد @antonioguterres ، ناقشنا خلاله جميع القضايا المتعلقة بالأزمة الراهنة، في ضوء الهدنة الإنسانية، وأهمية فتح ممرات آمنة للمواطنين والمقيمين وتسهيل حركتهم من أجل الحصول على المساعدات الممكنة.
أكدنا على ضرورة الإلتزام بالوقف الكامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للعاملين في الحقل الانساني والطبي لا سيما موظفوا الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية.
نشكر السيد غوتريش على حرصه واهتمامه بأمن واستقرار السودان، ونتطلع إلى المزيد من جهود الأمم المتحدة ومنظماتها في الجوانب الانسانية وتقديم المساعدات بما يخفف الآثار السلبية على شعبنا.
وبدأ حميدتي في التغريد باللغة الإنجليزية، على موقع ” تويتر” أيضا وقال باللغة الإنجليزية: “نتشرف بإجراء محادثة حيوية مع وزير الخارجية الأمريكي ، السيد أنتوني بلينكين. ناقشنا القضايا الملحة في السودان وإخلاصنا المشترك للحرية والعدالة والديمقراطية لشعبنا”.
ورغم هدنة الـ72 ساعة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في السودان، استمر القتال الأحد، مع اشتباكات حول المقرات العسكرية والقصر الرئاسي في الخرطوم.
وقال شهود عيان في السودان إنهم سمعوا أسلحة ثقيلة تستخدم في الخرطوم وأنهم سمعوا هجمات جوية وقاذفات صواريخ وإطلاق نار وانفجارات كانت شديدة ومدوية صباح الأحد.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية إن قوات الدعم السريع أفرجت عن سجناء من سجنين، أحدهما في الهدى في غرب أم درمان والآخر في سوبا، في حين نقت قوات الدعم السريع الإفراج عن أي سجناء.
ويذكر أنه في سجن الهدى شمال غرب أم درمان، يوجد نزلاء من الأجهزة الأمنية محتجزون، بعضهم حُكم عليه بالإعدام، كما يوجد أعضاء من قوات الدعم السريع في كلا السجنين.