دنيا ودينسلايدر

أموال تكتنزها من أجل سعادة إبليس وجنوده..كيف تتهرب من الزكاة لتشتري بيوتا يسكنها الجن والشياطين؟

يظن بعض الناس في نفسه الذكاء، حينما يتهرب من دفع زكاة ماله المستحقة على ما فاض منها، بحسب ما نص عليه الإسلام، والشرع الشريف، ويتحايل على التهرب من الذكاء بشراء المزيد من العقارات والمنازل هنا وهناك، بالرغم من عدم حاجته إليها، بمبررات كاذبة في استثمار المال بما ينفع الأبناء، ولكن الحقيقة ما هي إلا مبررات للتهرب من زكاة المال، بشراء بيوتا خاوية لا يسكن فيها إلا الجن والشياطين.

فمن منا لم  يبحث عن البركة في منزله وفي أسرته؟، ومن منا لم يتمنى زيادة الخير في حياته، وفي منزله؟، ومن منا لم يحرص على أن يكون بيته عامرا بأنعم الله عز وجل؟.. الكلب يبحث عن البركة والخير في منزله، فالمنزل هو محط سعادة الأسر، وهو السكن والاستقرار والملاذ الآمن بعد عناء الشارع والعمل، وهو المحل الذي يفر إليه كل واحد منا لكي يجد الراحة، وهو السكينة بعد الضغط، والهدوء بعد الضجيج، وهو الشبع بعد الجوع والنوم بعد تعب.

فهل تصورت حالك وأنت تكتنز المال، وتتهرب من حقوق الفقراء والمستضعفين والمرضى، في دفع ما فرض الله لهم من مالك الذي رزقك به من غير حول لك ولا قوة، ثم تشتري بهذا المال بيوتا لتؤسس فيها سعادة إبليس وجنوده.

هل البيوت التي تغلق بلا سكان لسنوات طويلة يسكنها الجن ؟ وهل البيوت التي حدث فيها قتل يظهر فيها الجن ؟
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

بيوت خربة يسكنها الشياطين

ذكر بعض العلماء أن الجن يسكنون غالبا الأماكن الخربة والمهجورة مثل المنازل المغلقة التي لا يسكنها أحد والنائية البعيدة مثل كهوف الجبال والوديان القاحلة والصحارى ، وهؤلاء يختلفون عن القرين الذي يلازم الإنسان في جميع أحواله حتى في طعامه ومنامه وجماعه لزوجته إلا إذا ذكر المسلم ربه عند طعامه ودخوله لبيته وجماعه لزوجته فلا يحضره شيطان أبدا ، خاصة إذا قرأ قبل منامه آية الكرسي فلا يقربه شيطان حتى يصبح .

روى مسلم عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا دخل الرجلُ بيتَه ، فذكر اللهَ عند دخولِه وعند طعامِه ، قال الشيطانُ : لا مَبيتَ لكم ولا عشاءَ . وإذا دخل فلم يذكر اللهَ عند دخولِه ، قال الشيطانُ أدركتُم المَبيتَ، وإذا لم يذكر اللهَ عند طعامِه ، قال : أدركتُم المَبيتَ والعَشاءَ ” .

وروى أبو داود عن أمية بن مخشي الخزاعي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل فلم يسمِّ حتَّى لم يبقَ من طعامِه إلَّا لقمةٌ فلمَّا رفعَها إلى فيهِ قالَ بسمِ اللَّهِ أوَّلَه وآخرَه فضحِك النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ قالَ : ” ما زالَ الشَّيطانُ يأكلُ معَه فلمَّا ذَكرَ اسمَ اللَّهِ استقاءَ ما في بطنِهِ” حسنه ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح .

فالغالب في الجن والشياطين أنهم يسكنون الخرائب والحشوش والمزابل والقمائم لحديث أبي داود : ” إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدُكم الخلاء ؛ فليقل : أعوذ بالله من الخبُث والخبائث” . ومن هنا كانت الشياطين تنزل على أخباث الرجال والنساء من أهل الآثام والأفاكين، الملوَّثين بالذنوب والجرائم العظام. قال تعالى: {هل أنبِّئكمْ على مَن تنزَّل الشياطينُ . تنزَّل على كلِّ أفَّاك أثيم . يُلقون السمعَ وأكثرُهم كاذِبون} [الشعراء: 221-223]. ] .

وخلاصة القول : أن الجن لهم حياتهم ومعاشهم وأكلهم وشربهم ، ولهم أماكن يسكنـون فيها، وقد يشاركوننا في بعض الأماكن. والجن يسكنون في الأحراش والصحراوات وغير ذلك ، ويسكن الجن الكافر الخرابات وبيوت الخلاء ، وفي مواضع النجاسات والمقابر.

زكاة المال

وحضت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على إخراج الزكاة وفعل الخير، ومن ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: “وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، وقوله أيضًا: “.. وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ”، وكذلك ما قاله النبي صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الشريف: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”.

يقول الله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة:60}”.

ومن الأحاديث التي تشير إلى فضل قضاء الدين وتفريج الكرب ما رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: “أي الناس أحب إلى الله؟، وأي الأعمال أحب إلى الله؟”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (يعني مسجد المدينة) شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة، حتى يثبتها له، أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام”.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews