
شبكة مراسلين
تقرير: محمد خلاف
أثارت تصريحات للدكتورة سعاد صالح ، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حول عدم تحريم الحشيش شرعًا ، جدلاً واسعًا في مصر، دفع الجامعة إلى إحالتها للتحقيق ، وسط رفض رسمي من دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف .
وظهرت الدكتورة سعاد صالح في مقطع دعائي لبودكاست يحمل عنوان “السر” ، تقدمه الإعلامية إيمان أبو طالب ، حيث أكدت أن تعاطي الحشيش “جائز شرعًا” ، مشيرة إلى أنه “لا يؤثر في العقل مثل الخمر” ، وأن “لا نصًا قرآنيًا صريحًا يُحرّمه” .
الأزهر يُحيل سعاد صالح للتحقيق لمخالفتها التعليمات
أعلنت جامعة الأزهر ، في بيان نشرته السبت، إحالة الدكتورة سعاد صالح للتحقيق، بسبب ظهورها الإعلامي دون تصريح .
وأوضح البيان أن القرار يأتي لمخالفة قرار مجلس الجامعة رقم 1224 لسنة 2018 ، الذي يحظر على أعضاء هيئة التدريس العمل أو الظهور أو إصدار الفتاوى في وسائل الإعلام ، بكافة أشكالها، دون ترخيص رسمي.
وأكدت الجامعة أن الهدف من القرار هو ضبط الخطاب الديني باسم الأزهر ، والحفاظ على مكانته وصورته محليًا وإقليميًا ودوليًا .
دار الإفتاء: الحشيش محرم بالإجماع
ردت دار الإفتاء المصرية بحزم على التصريحات، مؤكدة في بيان أن مخدر الحشيش حرام شرعًا ، باعتباره من المؤثرات العقلية التي تضر بالنفس والعقل .
وأضافت الدار أن جميع أنواع المخدرات، طبيعية كانت أو كيميائية، ومهما اختلفت طرق تعاطيها، محظورة شرعًا ، لأنها تفسد العقل، وتفتك بالبدن، وتؤدي إلى مفاسد كثيرة .
ولفت البيان إلى أن الإجماع الفقهي عبر العصور أكّد تحريم الحشيش، مشيرًا إلى أقوال كبار العلماء، مثل الإمام بدر الدين العيني الحنفي في كتابه “البناية” ، الذي وصف الحشيش بأنه “مخدر ومفتر ومكسل” ، وذُكر فيه إجماع المتأخرين على تحريمه .
وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر
من جانبه، أكد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري أن الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء ، محذرًا من محاولات بعض الأصوات تسوغ تعاطيه بأي شكل .
وكتب الأزهري على صفحته بموقع “فيسبوك” أن هناك مؤلفات فقهية كثيرة تثبت حرمة الحشيش ، منها كتاب “زهر العريش في تحريم الحشيش” للإمام بدر الدين الزركشي، وكتاب “واضح البرهان في تحريم الخمر والحشيش” للعلامة السيد عبد الله بن الصديق .
الإفتاء تحذر: خذوا الفتوى من مصادرها الموثوقة
حذّرت دار الإفتاء من الاستماع إلى فتاوى غير موثقة ، ودعت إلى الرجوع إلى المصادر الشرعية الموثوقة عند البحث عن الأحكام الشرعية.
وشدّدت على أن الوعي والتثبت من المصدر ضروريان لمواجهة التأويلات المغلوطة التي تهدد النسيج المجتمعي وتُربك الرأي العام.
جدل يعيد طرح تجديد الخطاب الديني وضوابطه
تُعدّ هذه الحادثة واحدة من أبرز الإشكالات التي تعيد طرح سؤال ضبط الخطاب الديني في مصر ، خصوصًا مع تزايد الظهور الإعلامي لشخصيات أكاديمية ودينية دون رقابة رسمية.
ويُنظر إلى قرار الأزهر بإحالة الأستاذة للتحقيق على أنه محاولة لفرض ضوابط صارمة ، في ظلّ مخاوف من تشويه الصورة الشرعية للجامعة ، وانعكاس ذلك على ثقة الجمهور في المؤسسات الدينية الكبرى.