غزة تحت النار.. صراع متصاعد وتداعيات إنسانية وسياسية خطيرة

تقرير: وليد شهاب قصاص
أعلنت تقارير صحفية من قنوات مثل الجزيرة والعربية أن عمليات الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ سنوات. أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية بيانًا ذكرت فيه أن عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، قد سقطوا جراء هذه العمليات، مما أثار موجة غضب عارمة في الشارع الفلسطيني. من جهتها، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن هذه العمليات تأتي دًا على هجمات فلسطينية استهدفت مستوطنين وقوات أمن إسرائيلية.
المنظمات الدولية تكذب الرواية الإسرائيلية
صرَّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال أدي عزري، أن العمليات العسكرية تهدف إلى “تحييد الخلايا الإرهابية” التي تهدد أمن إسرائيل. لكن منظمات حقوقية دولية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، أكدت في تقارير مفصلة صدرت أن هذه العمليات تنطوي على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين. كما أصدرت الأمم المتحدة بيانًا دعت فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذرة من تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي.
المقاومة لن تبقى مكتوفة الأيدي
من جانبها، أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، في أن استمرار العدوان الإسرائيلي سيدفعها إلى الرد بقوة. وصرَّحت قيادات في الحركة لوسائل إعلام محلية أن المقاومة الفلسطينية لن تبقى مكتوفة الأيدي في وجه ما وصفوه بـ”الجرائم الإسرائيلية”. وإدعت مصادر أمنية إسرائيلية أن حركة حماس أطلقت صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين الإسرائيليين وإلحاق أضرار مادية.
الولايات المتحدة تدعم الاحتلال على طول الخط
أصدرت الولايات المتحدة، الحليف التقليدي لإسرائيل، بيانًا عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، في 5 أكتوبر 2025 دعت فيه إلى “تهدئة الأوضاع وتفادي التصعيد”. صرَّح برايس أن بلاده تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها في الوقت نفسه تحث على حماية المدنيين الفلسطينيين. وأكدت تقارير إعلامية أن إدارة بايدن تواجه ضغوطًا داخلية من قبل أعضاء في الكونغرس ومنظمات حقوقية لاتخاذ موقف أكثر توازنًا.
“القلق” العربي مستمر
من جهة أخرى، أعلنت دول عربية مثل مصر والأردن عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الحالي. صرَّح وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن بلاده تعمل على إجراء اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف لاحتواء الأزمة. كما أكدت مصادر دبلوماسية أن مصر تلعب دورًا وسيطًا في محاولات تحقيق هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. أصدرت جامعة الدول العربية بيانًا فيحذرت فيه من تداعيات التصعيد على الأمن القومي العربي.
موقف إيران من الأحداث
في السياق الإقليمي، أعلنت إيران، الداعم الرئيسي لحركة حماس والجهاد الإسلامي أن استمرار العدوان الإسرائيلي سيعمق الأزمة في المنطقة. صرَّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن بلاده ستواصل دعمها للمقاومة الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة. أكدت تقارير استخباراتية غربية أن إيران قد تكون وراء تزويد الفصائل الفلسطينية بأسلحة متطورة، مما يزيد من تعقيد المشهد.
جدل بشأن الموقف التركي
أصدرت تركيا، التي تربطها علاقات متوترة مع إسرائيل، بيانًا أدانت فيه “العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني”. صرَّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب الفلسطينيين في كفاحهم من أجل الحرية. أكدت مصادر دبلوماسية أن تركيا تسعى إلى لعب دور أكبر في الوساطة الدولية، لكن موقفها يبقى محل جدل بسبب علاقاتها المتوترة مع بعض الدول العربية.
أوروبا تدعو للحل السلمي
في أوروبا، أعلنت المفوضية الأوروبية أن التصعيد الحالي يهدد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. صرَّح الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، أن الاتحاد يدعو إلى حل سلمي للصراع على أساس حل الدولتين. أكدت تقارير إعلامية أن دول الاتحاد الأوروبي منقسمة حول كيفية التعامل مع الأزمة، مع وجود تباين في المواقف بين دول مثل ألمانيا وفرنسا من جهة، ودول مثل المجر وبولندا من جهة أخرى.
المنظمات الصحية الدولية تواصل تحذيرها
أصدرت منظمات إنسانية دولية، مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تحذيرات في من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق الفلسطينية. صرَّحت منظمة الصحة العالمية أن المستشفيات في غزة تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، مما يعرض حياة آلاف المرضى للخطر. أكدت تقارير أن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات يزيد من معاناة السكان المدنيين.
في الختام، يبقى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واحدًا من أكثر القضايا تعقيدًا في العالم، مع تداعيات إنسانية وسياسية واسعة. التصعيد الحالي يؤكد الحاجة إلى حلول دائمة تعتمد على مبادئ العدالة وحقوق الإنسان، بدلًا من الحلول الأمنية المؤقتة. التحركات الدولية والإقليمية ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مآلات هذا الصراع.