استهداف الصحفيين في فلسطين: حين تصبح الكلمة جبهة قتال

شبكة مراسلين
تقرير: سجى عبدالمجيد شبانة
في قلب الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، يواجه الصحفيون في غزة معركة لا تقل ضراوة عن أي معركة عسكرية. منذ 7 أكتوبر 2023، تحوّل العمل الصحفي في القطاع إلى مهمة شبه انتحارية، بعدما أُغلقت أبوابه أمام الإعلام الدولي، تاركًا الميدان للصحفيين الفلسطينيين الذين أصبحوا شهودًا وحراسًا للذاكرة، وفي الوقت نفسه أهدافًا معلنة.
الأرقام تروي الحكاية
الأرقام الصادرة عن منظمات محلية ودولية تكشف حجم الكارثة:
الفئة | العدد | المصدر |
---|---|---|
الصحفيون الشهداء في غزة | 211 | مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) |
الصحفيات الشهيدات في غزة | 28 | مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) |
الصحفيون المعتقلون | 49 | مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) |
الصحفيون الشهداء (تقديرات) | 165 – 169 | اتحاد الصحفيين الدولي (IFJ) |
الصحفيون الشهداء (تقديرات) | 186 | لجنة حماية الصحفيين (CPJ) |
الصحفيون الشهداء مع أفراد من أسرهم | 72 | المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان (PCHR) |
الصحفيون الشهداء أثناء العمل الميداني المباشر | 24 | المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان (PCHR) |
المؤسسات الإعلامية المدمرة أو المتضررة | 54 | نقابة الصحفيين الفلسطينيين |
الانتهاكات الموثقة ضد الإعلام | 2,994 | اتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي (UNAOC) |
هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات؛ هي وجوه وأسماء، قصص عائلات مكلومة، وذاكرة إعلامية تُمحى بالدم والنار.
أنماط الاستهداف
1. استهداف مباشر ومتعمد: تقارير “مراسلون بلا حدود” و”CPJ” تؤكد أن سترات “PRESS” تحوّلت من أداة حماية إلى إشارة خطر.
2. ضرب البنية التحتية: قصف مقار إعلامية وخيام صحفيين، واستهداف مناطق تجمعهم.
3. الاعتقال والملاحقة: عشرات الصحفيين محتجزون في ظروف قاسية.
4. الحصار اللوجستي: منع دخول المعدات ومنع التنقل بين مناطق التغطية.
شهادات إنسانية من الميدان
أنس الشريف – مراسل الجزيرة، استشهد في غارة استهدفت خيمة إعلامية قرب مستشفى الشفاء (10 أغسطس 2025)، بعد مسيرة مهنية وثّقت صمود غزة.
يحيى صبيح – استشهد في 7 مايو 2025، بعد ساعات من استقبال مولودته الأولى.
إسماعيل أبو حطب – مصور وصانع أفلام، رحل في قصف “مقهى الباقة” الذي كان مقرًا إعلاميًا مؤقتًا (30 يونيو 2025).
هذه الأسماء تذكّرنا بأن وراء كل رقم إنسان، وأن الخسارة ليست مهنية فقط، بل إنسانية وأسرية ومجتمعية.
البعد القانوني والدبلوماسي
اتفاقيات جنيف تصنّف الصحفيين المدنيين كأشخاص محميين، واستهدافهم المتعمد يرقى إلى جريمة حرب.
استهداف المؤسسات الإعلامية يهدد الحق العالمي في المعرفة، ويمهّد لطمس الأدلة على الانتهاكات.
الصمت أو التراخي في المحاسبة يفتح الباب أمام ثقافة الإفلات من العقاب.
التأثير على حرية الإعلام
تراجع ترتيب فلسطين إلى المرتبة 163 عالميًا في مؤشر حرية الصحافة لعام 2025.
سيطرة الرواية الرسمية الإسرائيلية في ظل غياب التغطية الدولية الميدانية.
اعتماد العالم على الصحافة المحلية كمصدر وحيد، ما يجعل استهدافها تهديدًا مباشرًا للشفافية والمساءلة.
توصيات عملية
1. فتح تحقيقات دولية مستقلة تشمل كل حالات استهداف الصحفيين منذ 7 أكتوبر 2023.
2. تأمين ممرات آمنة للصحفيين وضمان دخول أدوات الحماية والمعدات.
3. إدراج استهداف الصحفيين ضمن جرائم الحرب على أجندة مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية.
4. إطلاق صندوق دولي لدعم أسر الصحفيين الشهداء والمصابين.
5. تعزيز التواجد الإعلامي الدولي في غزة لضمان تنوع المصادر والروايات.
أهم المصادر والإحصاءات
1. اللجنة الدولية لحماية الصحفيين (CPJ)
توثّق مقتل أكثر من 190 صحفيًا وموظفًا إعلاميًا منذ بدء الحرب في غزة، منهم ما لا يقل عن 184 فلسطينيًا، حتى 10 أغسطس 2025.
الحصيلة التي وثقها CPJ حتى 12 أغسطس 2025 وصلت إلى 185 صحفيًا وموظفًا إعلاميًا.
2. الأمم المتحدة (من خلال OHCHR وغيرها).
أشارت إلى وفاة 211 صحفيًا في غزة (بما في ذلك 28 امرأة)، وذكر 49 صحفيًا معتقلًا.
3. الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ)
أورد وفاة ما بين 165 و169 صحفيًا فلسطينيًا حتى منتصف عام 2025.
4. موقع حزب الإعلام الحكومي الفلسطيني وبيانات موثقة أخرى
اعتبارًا من أغسطس 2024، بلغ عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين سقطوا 160، وارتفع العدد إلى 217 بحلول يوليو 2025، وبحلول 11 أغسطس 2025 بلغ العدد الإجمالي نحو **274 صحفيًا (269 فلسطينيًا)**.
5. العديد من المصادر وصنّاع البيانات
موقع “Brown University – Costs of War Project” أصدر تقريرًا يُفيد بأن عدد الصحفيين الذين قُتلوا في غزة منذ أكتوبر 2023 يفوق عدد الذين قتلوا في الحروب الكبرى مجتمعة.
موقع “Treatment of journalists in Palestine during the Gaza War” (ويكيبيديا بتوثيق مصادره) يذكر أن الأرقام تتراوح بين 171 إلى أكثر من 220 صحفيًا حتى يوليو 2025، مع نسبة عالية من النساء، ومعدل وفاة يفوق 10% من الإعلاميين.
حالات استهداف بارزة
وفاة أنس الشريف (أنس الشّريف)، مراسل الجزيرة، في غارة استهدفت خيمة إعلامية خارج مستشفى الشفاء في 10 أغسطس 2025، ليصل عدد الصحفيين القتلى حينها إلى 234.
استهداف الصحفي حسام شبات في 24 مارس 2025، ضمن عدد إجمالي يُقدَّر بـ 208 صحفيين وإعلاميين قُتلوا حتى ذلك التاريخ.
مقتل الصحفي يحيى صبيح في 7 مايو 2025 أثناء تغطيته في حي الرمال بغزة، ضمن 214 صحفيًا قُتلوا أثناء الحرب.
وفاة المصوّر إسماعيل أبو حطب إثر غارة على أحد المقاهي الإعلامية في 30 يونيو 2025.
تصاعد التغطية الصحفية ووسائل الإعلام العالمية
تقارير إعلامية حديثة تؤكد أن عدد الصحفيين الذين قُتلوا تجاوز 230، وأبرزها وفاة أنس الشريف وزملائه، مع نداءات قوية لوكالات الصحافة الدولية مثل RSF لتصنيف الأمر كجرائم حرب.
صحيفة Financial Times أبرزت حادثة مقتل أنس الشريف وزملائه، مع تغطية دولية وانتقادات لادعاءات إسرائيل بشأن انتمائه إلى حماس.
مؤكّدٌ أن هذه الحرب تمثّل الأكثر فتكًا بالصحفيين في التاريخ، وتم التأكيد على أن 186 صحفيًا قُتلوا حتى تاريخ نشر المقال.
أيضاً، تقرير من AP News يشير إلى وفاة 184 صحفيًا فلسطينيًا منذ بدء الحرب، معتبرًا أن هذه الحصيلة الأعلى عالميًا .
خبر من Reuters يوثّق وفاة صحفي فلسطيني يُدعى حلmy الفقعاوي، مما رفع العدد الرسمي إلى أكثر من 210 صحفيين بحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين.
خاتمة
استهداف الصحفيين في فلسطين ليس مجرد اعتداء على أفراد، بل هو اعتداء على الحق في المعرفة وعلى ذاكرة الشعوب.
في كل صورة يلتقطها صحفي، وفي كل كلمة تُكتب من قلب غزة، رسالة للعالم:
الحقيقة قد تُحاصر، لكنها لا تُهزم