الخروج من المأزق: إستراتيجية بديلة لإنهاء الحرب في غزة

إعداد وترجمة: أبوبكر إبراهيم أوغلو
مقدمة
بعد ما يقارب العامين من الحرب في قطاع غزة، تجد إسرائيل نفسها في مأزق استراتيجي حاد: فشرعيتها الدولية آخذة في التآكل، وجيشها يتعرض للاستنزاف، والمجتمع الإسرائيلي يزداد انقسامًا حول جدوى استمرار المعركة. ورغم الإنجازات العسكرية ضد حماس، لم يتحقق الهدف المعلن المتمثل في إسقاط حكم الحركة وتدمير قدراتها بالكامل، إلى جانب استمرار ملف الأسرى دون حل.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رسم مشهدًا ثنائيًا: إما احتلال كامل للقطاع، أو القبول ببقاء حماس مقابل الإفراج عن الأسرى. غير أن مجموعة من الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) تقترح خيارًا ثالثًا، يجمع بين الضغط العسكري والمسار السياسي، ويستند إلى توافق إقليمي ودولي على إنهاء حكم حماس ونزع سلاحها.
ملامح البديل المقترح
- إنهاء الحرب مقابل الإفراج عن الأسرى دفعة واحدة.
- استبعاد حماس نهائيًا من أي دور سياسي أو إداري في “اليوم التالي”.
- نزع سلاح حماس والفصائل المسلحة وتحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح.
- الإبقاء على المسؤولية الأمنية بيد إسرائيل بما يشمل السيطرة على المحيط الأمني ومحور فيلادلفيا.
- تشكيل إدارة مدنية فلسطينية تكنوقراطية بالتنسيق بين مصر والسلطة الفلسطينية وبموافقة أمنية إسرائيلية.
- دعم عربي–دولي عبر قوة مهمات مشتركة، على غرار المبادرة المصرية التي أُقرت في الجامعة العربية (آذار/مارس 2025).
- إنشاء جهاز شرطة فلسطيني جديد مدرّب في مصر والأردن وتحت إشراف أميركي، لتولي الأمن الداخلي وتوزيع المساعدات.
- إعادة إعمار غزة تبدأ فقط بعد الإفراج عن الأسرى وتفعيل آليات نزع السلاح.
- إمكانية الإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية وفق آلية متفق عليها، على أن يتم تسليمهم للسلطة أو لمصر وليس لحماس.
المنطق الإستراتيجي
- توفير بديل عملي يحقق أهداف الحرب دون الغرق في احتلال شامل طويل الأمد.
- الحفاظ على “الخطوط الحمراء” لإسرائيل: تفكيك حماس، الإفراج عن الأسرى، وتعزيز السيطرة الأمنية.
- في حال رفض حماس، يمكن لإسرائيل الادعاء بأنها استنفدت البدائل السلمية وحشد شرعية دولية لأي عملية عسكرية لاحقة.
المكاسب المتوقعة
- وقف استنزاف الجيش وتقليص المخاطر على حياة الأسرى والجنود.
- إخراج حماس من المعادلة السياسية والأمنية في غزة.
- تحسين الوضع الأمني في جنوب إسرائيل.
- تحفيز إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية.
- تحميل المسؤولية لمصر ودول عربية “معتدلة” في إدارة غزة.
- تحسين الظروف لإعادة تفعيل مسار التطبيع وتوسيع “اتفاقيات أبراهام”.
- تعزيز مكانة مصر كركيزة إقليمية، وإضعاف نفوذ قطر وتركيا.
- تقوية الموقف الدولي لإسرائيل ومنحها شرعية لأي تحركات مستقبلية.
الخلاصة
إسرائيل أمام خيارين متناقضين: احتلال كامل للقطاع بكل تكاليفه، أو القبول ببقاء حماس بشروطها، وهو ما يُفسَّر كاستسلام. الخيار الثالث المقترح يوفّر مخرجًا يوازن بين الضغط العسكري والتحرك السياسي، بدعم عربي–دولي، ويهدف إلى:
- تفكيك حماس،
- الإفراج عن الأسرى،
- ضمان الأمن لإسرائيل،
- وإعادة تفعيل مسار التطبيع كجزء من هندسة إقليمية جديدة.
📌 ملاحظة: الآراء الواردة تعكس وجهة نظر الكتّاب الإسرائيليين ولا تعبّر بالضرورة عن الموقف الرسمي لمعهد دراسات الأمن القومي.