أخبارتقارير و تحقيقات
مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة تواجه أزمة التهديد الاستراتيجي

عرض وتحليل : أبوبكر إبراهيم أوغلو
تمر إسرائيل اليوم بواحدة من أخطر الأزمات في تاريخ علاقتها مع الولايات المتحدة، إذ يشير تقرير حديث إلى تآكل غير مسبوق في الدعم الأميركي لها، سواء على المستوى الشعبي أو الحزبي والمؤسساتي. وفيما يلي أبرز ما يكشفه التقرير:
أولاً: اتجاهات الرأي العام الأميركي
- تراجع التأييد الشعبي:
- استطلاع غالوب (يوليو 2025): 32% فقط من الأميركيين يؤيدون العمليات العسكرية في غزة (بانخفاض 10 نقاط عن 2024).
- 60% يعارضون العمليات، و9% فقط من الفئة العمرية 18–34 عاماً يبدون دعماً لإسرائيل.
- زيادة النظرة السلبية:
- استطلاع بيو (أبريل 2025): 53% من الأميركيين لديهم انطباع سلبي عن إسرائيل (+10 نقاط عن يناير 2024).
- مجلس شيكاغو (مايو 2025): تقييم إسرائيل 50/100، الأدنى منذ 1978.
- جامعة ماريلاند (أغسطس 2025): لأول مرة الأميركيون يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين مقارنة بالإسرائيليين، و41% يعتبرون أفعال إسرائيل “إبادة جماعية”.
- جامعة كوينيبياك (أغسطس 2025): 60% يعارضون المساعدات العسكرية لإسرائيل (أعلى نسبة منذ 2023).
ثانياً: الفجوة الحزبية والسياسية
- بين الديمقراطيين:
- نسبة التأييد لا تتجاوز 8%.
- 40 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ طالبوا بوقف إطلاق النار وانتقدوا سياسة المساعدات.
- دعم القاعدة الديمقراطية لإسرائيل يتراجع بشكل عميق ويصعّب على أي قيادة مستقبلية إعادة مستوى الالتزام السابق.
- بين الجمهوريين:
- رغم أن نسبة التأييد العامة ما زالت 71%، إلا أن المحافظين الشباب يعبرون عن تحفظات واسعة، تحت شعار “أميركا أولاً”.
- شخصيات مؤثرة مثل تاكر كارلسون وستيف بانون حذّرت من نفوذ مفرط للوبي الإسرائيلي (AIPAC).
- بعض الأصوات الجمهورية (مثل مارجوري تايلور غرين) تتهم إسرائيل علناً بارتكاب “إبادة جماعية”.
ثالثاً: موقف الجالية اليهودية الأميركية
- الانتماء لإسرائيل ارتفع بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 لكنه عاد سريعاً إلى مستواه السابق (69%).
- المنظمات اليهودية الكبرى: التزمت الصمت العلني لكنها تتحرك خلف الكواليس بقلق من “أزمة غير مسبوقة”.
- التيارات الليبرالية: أدانت تجويع المدنيين في غزة واعتبرت حرمان الأطفال من الغذاء والدواء “غير مبرر”.
رابعاً: الأسباب الجوهرية للأزمة
- استمرار الحرب في غزة وما تخلّفه من صور مأساوية.
- اتهامات بانتهاك القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب.
- تآكل القيم المشتركة مع الولايات المتحدة: الديمقراطية، حقوق الإنسان، الحريات.
- ارتهان الحكومة الإسرائيلية لتحالفها مع الجمهوريين فقط، وتجاهلها للتوازن الحزبي التاريخي.
خامساً: التداعيات الاستراتيجية
- تراجع الدعم الأميركي يحد من حرية إسرائيل السياسية والعسكرية.
- يجعلها أكثر اعتماداً على رئيس متقلب، وحزب جمهوري يشهد داخله نفسه أصواتاً ناقدة.
- يترك إسرائيل عرضة لمخاطر استراتيجية إقليمية بلا سند أميركي واسع.
سادساً: التوصيات المقترحة
- صياغة خطة واضحة لإنهاء الحرب في غزة بجدول زمني ومعالم محددة.
- السماح الواسع بدخول المساعدات الإنسانية وتقديم تقارير شفافة للرأي العام الأميركي.
- إعادة فتح قنوات حوار مباشر مع قيادة الحزب الديمقراطي والمجموعات الطلابية والليبرالية.
- اتخاذ خطوات سياسية ملموسة: تقوية السلطة الفلسطينية، الانخراط في مسار سياسي إقليمي برعاية أميركية.
الخلاصة
تواجه إسرائيل أزمة غير مسبوقة في الولايات المتحدة، حيث تحولت من “قضية إجماع قومي” إلى قضية انقسام حزبي وأجيال. إن استمرار هذا الاتجاه يمثل تهديداً استراتيجياً حقيقياً لأمن إسرائيل ومستقبل علاقاتها الدولية، ولا يمكن احتواؤه إلا بسياسات جديدة وجريئة، وليس عبر حملات علاقات عامة فقط.