حمى الضنك تفاقم من معاناة السودانيين في الخرطوم

مصعب محمد/ السودان
ليس وحيدا لكنه واحد من أمراض كثيرة باتت تفتك بالسودانيين كل يوم , ” حمى الضنك” المنتشرة بكثافة حاليا في ولاية الخرطوم ، أصبح مع سرعة انتشاره هاجسا يؤرق السودانيين ، لاسيما مع حلول فصل الخريف الذي أدى انعدام البنية التحتية وكثرة برك المياه داخل الأحياء السكنية إلى المساهمة بشكل كبير في تكاثر بعوضة ” الزاعجة المصرية ” الناقلة لهذا المرض والتي تشكل مياه الأمطار الراكدة ومياه الشرب المخزنة حاضنة رئيسية لتوالدها.

عقب سيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم وبدء العودة الطوعية لكثير من المواطنين إلى منازلهم انتشرت عدد من الأمراض في العاصمة والمرتبطة بشكل أساسي بتلوث المياه ، تشهد بعض أحياء العاصمة حملات رش للبرك والمستنقعات من الحين للآخر ، وتوزيع بعض المنظمات العاملة في القطاع الصحي للناموسيات لكنها لا تغطي 40% من الاحتياجات الوقاية.

مع اشتداد الأزمة ، واكتظاظ المستشفيات والمراكز الصحية بالمرضى انتشرت حملات توعية بين المواطنيين للوقاية من المرض تمثلت في عدة إجراءات منها ردم البرك والمستنقعات، وتغطية خزانات مياه الشرب، وزراعة أشجار “النيم” كثيفة الأوراق، و رش المنازل بالمبيدات وتغطية الجسم أثناء النوم لتجنب لسعة البعوض الناقل للمرض.

يقول الدكتور أحمد علي وهو من الأطباء العاملين في احدى المراكز الصحية أن” الحرب في السودان أدت إلى خروج 80% من مستشفيات البلاد عن نطاق الخدمة وأن ال 20% الأخرى تفتقر إلى أبسط الخدمات الصحية، مما أدى إلى نقص حاد في الدواء والخدمات الصحية، وأضاف أن الوضع كارثي ولا يحتمل ويجب على وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية التدخل السريع لمكافحة هذه الأوبئة، وتابع يجب على كل مواطن التخلص من المياه العادمة، والتنظيف الدوري لأماكن تخزين مياه الشرب والمحافظة عليها نظيفة مما يساهم في التقليل من انتشار هذا المرض.”
في ظل الحرب التي تشهدها البلاد منذ الخامس عشر من أبريل 2023 ، ومع استمرار انتشار هذه الأوبئة، تبقى الإجراءات الاحترازية مجرد جهود فردية متواضعة و حلول مؤقتة، تعكس قدرة السودانيين على التعايش مع الألم، في ظل غياب حل جذري لدرء هذه الكارثة الصحية, وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة في السودان.