أخبارتقارير و تحقيقات

مساعي لكسر العزلة وتعزيز القوة الإقليمية.. ماذا يريد لاريجاني من بن سلمان؟

علي زم / طهران

قالت صحيفة فرهيختكان الإيرانية إن تصحيح الموقف السعودي سيكون مفيدًا جدًا لمسار التطورات المقبلة في لبنان ولمواجهة التوسع الإسرائيلي في المنطقة، مؤكدة أنه إذا تمكن علي لاريجاني من التأثير في رؤية السعودية، فإن ذلك سيكون ذا فائدة كبيرة.

وجاءت زيارة علي لاريجاني إلى السعودية ولقاءاته المقررة مع كبار المسؤولين هناك بعد يوم واحد من القمة الطارئة في الدوحة، وبعد أيام من اعتداء إسرائيل على أحد أبرز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. تقول فرهيختكان في تحليلها لأهداف الزيارة: «رغم أن سفر أمين مجلس الأمن القومي الأعلى إلى السعودية كان مقررًا قبل هذه الأحداث، إلا أن التطورات الأخيرة ستلقي بظلالها على محور المباحثات مع المسؤولين السعوديين، وعلى رأسها ملف غزة».

وترى الصحيفة المحافظة أن إيران، نظرًا لتوقعاتها لمسار التطورات في المنطقة، أمامها فرصة مناسبة للمساومة وتغيير وجهة نظر الدول العربية، ومنها السعودية. وهذا التغيير قد يسهم في تصحيح حساباتهم الخاطئة تجاه أحداث المنطقة، أو على الأقل تنبيههم إلى أن استمرار المسار الخاطئ سيؤثر في قوتهم الإقليمية.

فرصة التعلم من الاعتداء على الدوحة

كتبت فرهيختكان بشأن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة: «الهجوم على الدوحة دق ناقوس خطر للعالم العربي… ففي أي وقت يشعر الإسرائيلي أن مصالحه مهددة فلن يتردد في انتهاك حقوق هذه الدول». وأضافت أن إيران قادرة على استغلال هذه الفرصة لتنبيه السعودية إلى مخاطر انضمامها إلى المشروع الأميركي الهادف إلى نزع سلاح حزب الله وإضعاف محور المقاومة.

تعزيز القوة الإقليمية لإيران في الرياض

وشددت الصحيفة على أن زيارة لاريجاني إلى السعودية «ستُنتج قوة لإيران على مستويات متعددة». وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الأجنبية ستولي اهتمامًا كبيرًا بتصريحات لاريجاني بعد زيارته للبنان، وأن زيارته للرياض المتزامنة مع قمة الدوحة تحمل أهمية إعلامية كبيرة. وتضيف: «استمرار الزيارات والمشاورات الإقليمية للمسؤولين الإيرانيين يؤكد أن مساعي وضغوط الولايات المتحدة لعزل إيران لم تحقق نتيجة، وأن طهران ماضية في توسيع علاقاتها مع جيرانها».

كما أن من بين محاور الزيارة تعزيز التعاون الاقتصادي مع السعودية، بما يشمل حل القضايا الخلافية مثل ملف حقل الغاز «آرش» وتوسيع التعاملات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة، وهو ما يعزز قدرة إيران التفاوضية في المنطقة.

على السعودية أن ترى الحقائق

وقال حسن بهشتي‌ بور، الخبير في الشؤون الدولية، في حديث مع فرهيختكان: «إذا كان محمد بن سلمان يهتم بمصالح بلاده الوطنية، فعليه أن يأخذ في الاعتبار هذا الموقف العقلاني لإيران والدول الأخرى». وأضاف مشيرًا إلى تزامن زيارة لاريجاني مع قمة الدوحة: «تصحيح الموقف السعودي سيكون بالغ الأهمية لمستقبل التطورات في لبنان ولمواجهة التوسع الإسرائيلي في المنطقة».

فرصة لتوسيع التعاون الاقتصادي والسياحة

وتطرق بهشتي‌ بور إلى المجالات الاقتصادية قائلاً: «في مجال السياحة، كانت هناك مشاريع مشتركة مخطط لها، مثل ربط مشهد بكربلاء وكربلاء بمكة، وهو مسار ترانزيت مهم للغاية. لكن هذه المشاريع تحتاج إلى استثمارات وإرادة سياسية، وطالما العقوبات قائمة فإنها ستظل معلقة».

وأضاف: «في الصناعات الغذائية، مثل إنتاج العصائر والزيوت، كانت هناك مشاركة سعودية سابقة، لكنها توقفت بسبب العقوبات. كما أن السعودية اتجهت نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في صناعات مختلفة، وهو ما يمكن أن يشكل مجال تعاون مع إيران، لكن الشرط الأساسي لتحقيق كل ذلك هو رفع العقوبات».

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews