هل تشعل “سناب باك” حرباً جديدة بين إيران وإسرائيل؟

علي زم-مراسلين
طهران – تبدو الأولوية الأساسية لطهران في المرحلة الراهنة متركزة على استخلاص الدروس من الحرب وإعادة بناء قدراتها الاستراتيجية وتجنب المخاطر غير الضرورية، خصوصًا في ظل التقدير (المثير للجدل) بأن إسرائيل تسعى إلى جولة جديدة من المواجهة.
كتب المحلل في “معهد إسرائيل القومي للدراسات الاستراتيجية” راز زميت، في مقالة تحليلية أن النقاش الدائر بشأن تداعيات تفعيل آلية “سناب باك” (إعادة فرض العقوبات الأممية) يتسم، كما هو الحال دائمًا، بوفرة من الاستنتاجات القطعية وقلة في التشكيك. وعرض وجهة نظره حول ثلاث ادعاءات جرى تداولها في الأيام الأخيرة:
تفعيل “سناب باك” يعني حتمية اندلاع جولة جديدة من الحرب بين إيران وإسرائيل:
رغم أنني أوافق تمامًا على أن “سناب باك” يقلّص بدرجة كبيرة الآفاق الضيقة أصلًا للتوصل إلى اتفاق مع إيران، فإن ذلك لا يعني عودة فورية إلى الحرب. كما أشرت سابقًا، فإن قرار إسرائيل بشن هجوم جديد على إيران يعتمد أساسًا على ما إذا كانت طهران ستعيد بناء برنامجها النووي أو تسلك مسارًا سريًا نحو تطوير سلاح نووي.
هل هناك خطر من سوء الحسابات بين إيران وإسرائيل؟ نعم. لكن مجرد تفعيل “سناب باك” لا يزيد بالضرورة من احتمالات التحرك العسكري الإسرائيلي الفوري. إلى حد بعيد، يخلق هذا الوضع حتى شعورًا بالرضا (ربما المبالغ فيه) داخل إسرائيل إزاء الواقع الجديد بعد الحرب.
بعد “سناب باك”، ستكون إيران مضطرة إلى رد فعل قوي يشمل الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) والمضي نحو صنع سلاح نووي:
إيران دائمًا أمامها خيارات. ورغم الأصوات التي ترتفع داخلها مطالبة بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار أو بتغيير عقيدتها النووية، إلا أن المؤكد على الأقل في هذه المرحلة أن طهران ليست في عجلة لاتخاذ مثل هذه القرارات.
الأولوية الأساسية لطهران الآن تبدو متركزة على استخلاص الدروس من الحرب، وإعادة بناء قدراتها الاستراتيجية، وتجنب المخاطر غير الضرورية، خصوصًا في ظل التقدير (المثير للجدل) بأن إسرائيل تسعى إلى جولة جديدة من المواجهة.
لذلك من المرجح تمامًا أن تفضل إيران، في المستقبل المنظور، اتباع سياسة “الغموض النووي” واستخدام المواد الانشطارية التي باتت بحوزتها بعد الحرب كورقة ضغط محتملة في المفاوضات المقبلة.
هل يمكن أن تتغير هذه السياسة عندما تستعيد إيران قدراتها الصاروخية وعندما لا يكون دونالد ترامب رئيسًا بعد الآن وعندما تستنتج طهران أن مخاطر السعي نحو سلاح نووي أقل من مخاطر البقاء مكتوفة الأيدي؟ بالتأكيد نعم. لكن الواضح أن الحماس في طهران لتطبيق كل التهديدات التي كررتها على مدى سنوات بشأن الرد على “سناب باك” ليس قائمًا في الوقت الحالي.
“سناب باك” سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد الإيراني و”استسلامه” لمطالب الولايات المتحدة:
بعد سنوات من العقوبات والضغوط الاقتصادية على إيران، ربما كان متوقعًا أن يكون تقييم القدرة على دفعها إلى تقديم تنازلات حقيقية أكثر حذرًا. فالتأثير الأكبر للعقوبات الأميركية والأوروبية قائم بالفعل، لكن من المؤكد أن العقوبات المعاد فرضها ستخلف آثارًا اقتصادية إضافية.
مع ذلك، فإن رفض إيران الاستجابة للإملاءات الثلاثة الرئيسية التي قدمتها الترويكا الأوروبية (E3) لتأجيل “سناب باك”، يثبت مجددًا أن حتى أقسى الضغوط الاقتصادية ليست كافية لفرض تنازلات تعتبرها طهران “استسلامًا كاملًا”.