تقارير و تحقيقات

مطالبات بالكشف عن مصير المختطفين في اليمن

اليمن – طالبت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين جماعة أنصار الله “الحوثيين” بالكشف الفوري عن مصير المختطفين قسراً، والسماح لأسرهم بزيارتهم، والإفراج غير المشروط عنهم. وأكدت الرابطة أن استمرار الاختطافات والاختفاء القسري يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين اليمنية والمواثيق الدولية.

جاءت هذه المناشدة عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة صنعاء الخميس الماضي، والذي استهدف مواقع عسكرية وأمنية وأحياء سكنية، وأصاب أيضاً إصلاحيات تضم معتقلين، ما أثار مخاوف كبيرة على حياة المختطفين.
ووفق وزارة الصحة التابعة للجماعة، أسفر القصف عن مقتل 11 شخصاً بينهم أربعة أطفال وامرأتان، وإصابة أكثر من 200 آخرين.


ووصفت رئيسة الرابطة “أمة السلام الحاج في حديث خاص لمراسلين ما حدث بأنه “كارثة إنسانية” تُعاقب عليها القوانين الدولية.وأكدت أن أمهات المختطفين يعشن حالة خوف وقلق دائم على مصير أبنائهن، فيما تتضاعف المخاوف من تعرّضهم لمزيد من الانتهاكات أو استهداف أماكن احتجازهم التي لا يعرف الأهالي عنها.

وأضافت أن أبرز مطالبات الأمهات اليوم وغداً وكل يوم هو إخراج أبنائهن المختطفين من السجون. كما ناشدت جميع الأطراف بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وهذا هو مطلب كل الأمهات المختطف أبنائها خوفاً من فقدهم في هجمات أخرى.

ووفق إحصاءات الرابطة، يبلغ عدد المخفيين قسراً نحو 1040 مختطفاً، منهم 860 لدى جماعة الحوثي، فيما البقية لدى أطراف الحكومة المعترف بها دولياً. وتؤكد (الحاج) أن الأعداد في تزايد، خصوصاً عقب فعاليات إحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر التي قامت في العام1962 ضد حكم الإمامة، وقد اعتقلت جماعة الحوثي العديد من المشاركين منذ العام 2024 وحتى اليوم بدعوى “إثارة الفتنة” ودعم “مخططات معادية”

ودعت الحاج جميع الأطراف السياسية في اليمن والمنظمات الدولية إلى ضرورة الوقوف بجانب الرابطة للإفراج عن جميع المختفيين قسراً في السجون.

من جهته، صرّح توفيق الحميدي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات أن غياب جهة محايدة في صنعاء يجعل المعلومات حول عدد الضحايا وأماكن القصف غير دقيقة، مشيراً إلى أن الحوثيين يفرضون قيوداً صارمة على الصحفيين والنشطاء وعامة الناس. وأكد أن أرقام الضحايا المعلنة متضاربة وتثير الهلع بين الأهالي.

وطالب الحميدي عقب القصف الأخير بالالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني، والسماح بزيارة فورية للجنة الدولية للصليب الأحمر، ونقل السجناء المعرّضين للخطر إلى أماكن أكثر أماناً، وإجراء تحقيق دولي مستقل في استهداف السجون.

ويرى الحميدي أنه وبرغم الصعوبات التي تواجه المنظمات نتيجة شحّ المعلومات، إلا أنه يمكن مخاطبة آليات الأمم المتحدة عبر نداء عاجل موجه إلى الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب، والمقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب. وأوضح أن هذه المسألة طُرحت في اللقاء الأخير بمجلس حقوق الإنسان أثناء الاجتماع مع المقررين الخاصين.

كما شدد على أهمية تكثيف الضغط الإنساني لتمكين اللجنة الدولية للصليب الأحمر من إجراء الزيارات وتسهيل تبادل الرسائل العائلية، إلى جانب مواصلة جهود الرصد والتوثيق.

وكانت منظمة سام للحقوق والحريات قد وثقت خلال عام 2024 أكثر من 3,472 انتهاكاً، بينها 1,409 حالة اعتقال تعسفي و209 حالات إخفاء قسري، إضافة إلى التعذيب وسوء المعاملة والحرمان من الرعاية الطبية.

وبحسب تقرير صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات فإن حالات الاختطاف المعلن عنها فقط في شهر سبتمبر الجاري بلغت 123 حالة، تمثلت باقتحام ومداهمة لمنازل المواطنين على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر ورفع العلم الوطني، وحالات اختطاف طالت ناشطين وصحفيين، منهم الكاتب الصحفي ماجد زايد ، والمحامي المهتم بالدفاع عن الحقوق والحريات عبد المجيد صبرة، وآخرين بينهم أطفال.

ولايزال مصير الشاعر والكاتب أوراس الإرياني مجهولاً، بعد مرور أكثر من أسبوع على اختطافه عقب منشور له على صفحته على الفيسبوك ينتقد الجماعة. وتطالب زوجته وعائلته بالكشف عن مكان احتجازه، وتمكين أسرته ومحاميه من التواصل معه.

حتى الآن لم تُعرف أي معلومات دقيقة بشأن أعداد الضحايا جراء القصف الإسرائيلي على الأخير، كما لم يُعلن عن سقوط ضحايا من بين المعتقلين في سجون الحوثيين، الأمر الذي يفاقم مخاوف الأمهات وذوي المعتقلين على مصير أبنائهم.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي قد شن هجوماً عنيفاً يوم الخميس الماضي الموافق 25 سبتمبر على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت مواقع متفرقة شملت مقرات أمنية وخدمية وعسكرية، إضافة إلى أحياء سكنية وإصلاحيات تابعة لجهازي الأمن القومي والمخابرات الخاضعين لسيطرة الحوثيين.

وتأتي هذه الهجمات الإسرائيلية ردّاً على قصف جماعة أنصار الله (الحوثيين) لمدينة إيلات بطائرة مسيّرة، ما أدى إلى إصابة عشرات الإسرائيليين وأثار غضب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي توعّد برد قاسٍ على ذلك الهجوم.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews