تحتفل نيجيريا بعيد الإستقلال الـ٦٥ والشعب النيجيري لم يتذوق الحرية قط!

سارا محمد – مراسلين.
تحل اليوم ١ أكتوبر ٢٠٢٥م، الذكرى الـ٦٥ على استقلال جمهورية نيجيريا الإتحادية من الإستعمار البريطاني، بعد إستعمار دام ١٠٠ عام منذ ١٨٦١ – ١٩٦٠م، وبالرغم من مرور كل هذه السنوات على استقلال نيجيريا، إلا إن الشعب النيجيري لم يشعر يوماً أن المستعمر قد غادر، ويعاني كما لو كان المستعمر يعيش على أرضه، بسبب السياسات المُغرضة التي رسخها المستعمر لخدمة مصالحه، والتي تسببت في انقسامات كبيرة للغاية بين الشعب الواحد، وزرعت بينهم الفتن التي أدت إلى الخلافات المميتة، وأفقدتهم الشعور بالآمان والإستقرار.
نبذة عن إستعمار بريطانيا لنيجيريا:
استعمرت بريطانيا نيجيريا طمعاً في ثرواتها الطبيعية الطائلة، بعد أن قرّرت البعثات الأوروبية الذهاب إلى قارة إفريقيا، لاكتشاف أنهارها وثرواتها لنهبها، وقد نجحت الجمعيات الجغرافية في كشف الأنهار وأسرار القارة الداخلية، ومعرفة وتقييمٍ ثرواتها المعدنية والزراعية، وتم إنشاء “الجمعية الجغرافية” في لندن عام ١٧٨٨م.
إستمر استعمار بريطانيا لنيجيريا الرسمي ١٠٠ عام منذ ١٨٦١ – ١٩٦٠م، ولكن بدأ الوجود الفعلي للإنجليز في نيجيريا منذ ٥٠٠ عام في أوائل القرن السادس عشر، لأن بريطانيا كانت تطبق سياسة الحكم غير المباشر في نيجيريا، وبعد مجيء دول استعمارية أخرى إلى سواحل غرب إفريقيا، كفرنسا وألمانيا وبلجيكا، أراد البريطانيين ضمان سيطرتهم على نيجيريا، فأعلنوا فرض حمايتهم عليها، ثم احتلالها في عام ١٨٦١م، ومع سيطرة الإنجليز على مناطق واسعة من نيجيريا، أصبح هدفهم وضع يدهم على المواد الخام، وخلق أسواق جديدة لتصريف منتجاتهم، ويُسمى هذا الإستعمار، “بالإستعمار الإستغلالي”.
فرضت بريطانيا نظام حكم مركزي بيروقراطي مستغلاً الهياكل التقليدية، وإنشاء حدود مصطنعة أدت إلى تحديات بعد الإستقلال، وإدخال اقتصاد قائم على المحاصيل النقدية، مما أضعف الثقافات المحلية وترك إرثًا من التفاوت الإقتصادي والتنموي، وأدى ذلك إلى تعزيز الإنقسامات العرقية.
كان هدف بريطانيا من وجودها في نيجيريا، هو تعزيز التجارة، خاصة تجارة زيت النخيل والعاج، وأنشأت بريطانيا الموانئ في نيجيريا، من أجل إرسال البضائع إلى بريطانيا، وفي القرن السابع عشر وطّد الإنجليز وجودهم في نيجيريا، وأسسوا العديد من الشركات في المناطق الساحلية لإستيراد وتصدير البضائع.
كما جنت بريطانيا أموالاً طائلة من تجارة الرقيق (أبشع تجارة على وجه الأرض) في نيجيريا، فكانت تأخذ النيجيريون إلى مدينة “لاجوس” لإرسالهم إلى العالم الجديد (أميريكا)، خلال “الرحلة المثلثة”، حيث كانت لاجوس مركزاً لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي”، والرحلة المثلثة هي نظام تجاري تاريخي بين ٣ قارات وهم: قارة أوروبا، وإفريقيا، والأمريكتين، حيث كان يتم نقل البضائع الأوروبية إلى إفريقيا، ثم نقل الأفارقة المُستعبدين إلى الأمريكتين، ثم نقل المنتجات الزراعية الأمريكية إلى أوروبا، مما خلق “مثلثاً” تجارياً.
أدت سياسات الإنجليز خلال فترة الإستعمار، والتي تعمدوا ترسيخها في المجتمع النيجيري لتخدم مصالحهم، إلى تعقيد المشهد السياسي في نيجيريا، الذي أدى إلى حدوث تنافساً شديداً بين المجموعات العرقية الكبرى، فزادت مخاوف الأقليات من التمييز، الأمر الذي انعكس في بناء دولة وطنية موحدة بعد الإستقلال، واندلعت حروب أهلية دموية على الموارد والسلطة، والتي تشتعل من حين إلى آخر، وساهمت في عدم استقرار نيجيريا حتى الآن.
لم ينتهي وجود الإنجليز في نيجيريا بنهاية الإستعمار، بل مازال الإنجليز متواجدون على أرض نيجيريا، يتمتعون بثرواتها، وتعد إنجلترا أكبر الدول الأوروبية التي تستثمر في العديد من المجالات في نيجيريا مثل: الأمن والصحة والتعليم والتجارة والبناء، والتكنولوجيا وغيرها، وبلغت واردات نيجيريا من المملكة المتحدة ٥.٤ مليار دولار عام ٢٠٢٣م، بزيادة قدرها ١.٢ مليار دولار من عام ٢٠٢٢م، وبلغت الصادرات النيجيرية إلى بريطانيا ٤.١ مليار دولار في عام ٢٠٢٣م، بزيادة ١.٤ مليار جنيه استرليني عن عام ٢٠٢٢م. وفي مطلع عام ٢٠٢٥م، ضخت بريطانيا في مجال الزراعة استثمارات قدرها ٤٠.٥ مليون دولار، لزراعة حبوب الكاكاو، لمضاعفة إنتاج منتجات الكاكاو؛ ليصل إلى ٣٠ ألف طن في العام.
كما يرسل أغنياء نيجيريا أبناءهم إلى إنجلترا للدراسة مدفوعة الأجر، ويمتلكون بها أملاكاً وسيارات، وتستفيد انجلترا داخلياً وخارجياً بأموال النيجيريين، وفي المقابل يعيش أغلب الشعب النيجيري في مثلث الفقر والجهل والمرض.
موقع ومساحة نيجيريا:
- تقع نيجيريا في غرب قارة إفريقيا، شمال خط الإستواء بين دائرتين عرض ٤° – ١٤° شمالاً، وبين خطي طول ٣° – ١٥° شرقاً، وتتميز نيجيريا بأربع أقاليم مناخية، مما يجعلها غنية بالثروات الطبيعية المتنوعة.
- تقدر مساحة نيجيريا بنحو ١ مليون كم، ويبلغ طول سواحلها ٨٥٣ كم٢.
- تحد الكاميرون نيجيريا من الشرق، وتشاد من الشمال الشرقي، ومن الشمال النيجر، ومن الغرب بنين، ومن الجنوب خليج غينيا.
- تتكون نيجيريا من ٣٥ ولاية، وعاصمتها “أبوجا – Abuja”، التي تقع في وسط البلاد، وهي المركز الإداري للدولة، وتُعد “لاجوس” من أهم المدن التجارية في نيجيريا، وتقع على ساحل خليج غينيا، وكانت عاصمة للبلاد.
الثروات والأنشطة الإقتصادية في نيجيريا:
يوجد في نيجيريا عدد من الأنهار، أهمها نهر “النيجر”، الذي أطلق الرحالة الأوروبيين عليه وعلى مجموعة الأنهار المتصله به، “أنهار الزيت”، لأن تلك المنطقة اشتهرت بأجود أنواع زيت النخيل، ويوجد في نيجيريا العديد من الموارد الطبيعية الهامة والطائلة، كالذهب والفحم الحجري، وخام الحديد والرصاص، والحجر الجيري، والزنك، كما يوجد في هضبة “جوس” بوسط نيجيريا مناجم القصدير، والكولمبيت، وغيرها من ثروات..
تُعد الزراعة النشاط الإقتصادي الرئيسي في نيجيريا، و٩٠% من المحاصيل غذائية مثل: البطاطا، الذرة، الأرز، والأعلاف، وباقي المحاصيل تجارية، كقصب السكر، الكاكاو، المطاط، القطن، الفول السوداني، الفستق، زيت النخيل، والأخشاب، وكانت تلك المحاصيل التجارية تشكل ٨٠% من الصادرات في نيجيريا، وبعد اكتشاف النفط أصبحت في المرتبة الثانية، ولكن تواجه الزراعة في نيجيريا العديد من التحديات، كنقص التمويل والتكنولوجيا الزراعية المناسبة، وسوء إدارة الموارد.
ويُعد قطاع التجارة من أهم القطاعات حيوية لإقتصاد نيجيريا، حيث أن نيجيريا تعد مركزاً هاماً لرواد الأعمال والمستثمرين، فهي أكبر اقتصاد في قارة إفريقيا، واقتصادها من أسرع الإقتصادات نمواً في العالم، وتعد الوجهة الأولى للإستثمار الأجنبي المباشر في إفريقيا، وبها أكبر عدد من السكان في القارة، مما جعل العديد من الشركات تتدافع للإستثمار بها.
تتمتع نيجيريا بالعديد من الثروات الطبيعية الهائلة والهامة، والتي تقوم عليها أكبر الصناعات، إلا إن قطاع الصناعة في نيجيريا فقير للغاية، وعلى الرغم من ضعف الصناعة في نيجيريا، إلا إن نيجيريا تتميز بالإتقان والجودة في الصناعة، كصناعة النسيج الإفريقي، وصناعة خيوط نخيل الرافيا، وصناعة الجلود الطبيعية، وصناعة الذهب والفضة، وصناعة تكرير البترول، وصناعة صهر القصدير وتركيزه، وصناعة المنتجات الخشبية، وصناعة الزيوت النباتية، وصناعة السكر، وصناعة الصابون وأدوات العناية بالبشرة والشعر، وصناعة العصائر، والمشروبات، وصناعة الكاكاو، وصناعة زيت جوز الهند، كما تعد الثروة الحيوانية مصدراً هاماً للإقتصاد النيجيري، كصناعة حفظ اللحوم، والألبان وغيرها من مصنعات.
المراتب التي تحتلها نيجيريا:
- تعد نيجيريا أكبر إقتصاد في قارة إفريقيا، وتوصف بـ “عملاق إفريقيا”، ومع التوسع في القطاعات: المالية، والتصنيع، والخدمات، والتكنولوجيا والإتصالات، والترفيه، صُنفت نيجيريا في المرتبة الـ٣٠ على مستوى العالم، من حيث الناتج المحلي الإجمالي، كما يوجد بنيجيريا أغنى رجل في قارة إفريقيا، وهو “أليكو دانغوتيAliko Dangote”.
- تُعد نيجيريا أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، الذي يبلغ نحو ٢٣٨ مليون نسمة في منتصف عام ٢٠٢٥م، وتحتل نيجيريا المرتبة السادسة من حيث عدد السكان على مستوى العالم، وتمثل ٢.٨٩% من إجمالي سكان العالم.
- تُعد نيجيريا أكبر منتج للنفط
في القارة الإفريقية (أغسطس ٢٠٢٥م)، ويشكّل النفط الخام قرابة ثلثي إيرادات الحكومة وأكثر من ٨٠% من حصيلة النقد الأجنبي، كما تُعد شركة نيجيريا النفطية الوطنية، أكبر شركة نفطية في قارة إفريقيا، ويسيطر على قطاع النفط مجموعة معينة من النيجيريين، ويعرف هذا القطاع، بتفشي الفساد والرشاوي فيه. - تحتل نيجيريا المرتبة الأولى في إفريقيا، والثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة، في مجال صناعة السينما، ويطلق على السينما النيجيرية، “نوليوود – Nollywood”، وتنتج نيجيريا ٢،٥٩٩ فيلماً سانوياً، بإيرادت تصل إلى ١٥،٣٢ مليون دولار، وتنتشر الأفلام النيجيرية في جميع أنحاء إفريقيا والعالم، حيث إن استخدام اللغة الإنجليزية في الأفلام النيجيرية، بدلاً من اللغات المحلية، أدى إلى تسهيل عملية تسويق الأفلام خارجها، كما حصلت بعض الأفلام النيجيرية على العديد من الجوائز في المهرجانات والمحافل السينمائية الدولية، وتساهم السينما بنسبة ١.٤% من الناتج المحلي الإجمالي لنيجيريا، باستثمارات تقدر بـ٧.٢ مليار دولار، وعلى الرغم من كل هذا، إلا إن دور العرض السينمائية في نيجيريا محدوداً للغاية، ولا تتجاوز ٥٦ دار عرض.
- تحتل نيجيريا المرتبة الثالثة في قائمة الدول الرائدة في إنتاج بذور السمسم على مستوى العالم (٢٠٢٤م)، ويصل إنتاجها نحو ٧٥١.٠٠٠ طن سنوياً.
- تحتل نيجيريا المرتبة الثالثة في إنتاج الكاكاو في قارة إفريقيا (٢٠٢٥م)، بعد ساحل العاج، وغانا، والمرتبة الرابعة على مستوى العالم بعد الكوت ديفوار، وغانا، وإندونيسيا، وتنتج نيجيريا ٣٤٠.١٦٣ مليون كجم سنوياً.
- تحتل نيجيريا المرتبة الثالثة في إنتاج الفول السوداني على مستوى العالم (٢٠٢٤م)، بعد الصين والهند، وتنتج ٤.٥ مليون طن سنوياً.
- تحتل نيجيريا المرتبة الرابعة في إنتاج الكاجو على مستوى العالم (٢٠٢٤م)، بعد ساحل العاج، والهند، وفيتنام، وتنتج ٤٠٥.٠٠٠ طن سنوياً.
- تحتل نيجيريا المرتبة الثامنة عالمياً في إنتاج الأخشاب (٢٠٢٤م)، لما تمتلكه من غابات واسعة وأنواع متميزة.
- يوجد في نيجيريا أكبر مصنع لإنتاج زيت جوز الهند في قارة إفريقيا، وتوجد بالمصنع مصفاة “سانت جابرييل”، لعصر جوز الهند وإنتاج الزيت، وهي الأولى من حيث الحجم ومستوى الأداء، ويعمل بالمصنع أكثر من ٣ آلاف عامل وموظف.
- تُعد نيجيريا أكبر سوق لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات في إفريقيا.
أداء الحكومة:
تحناج البنية التحتية في نيجيريا إلى تأسيس كامل وشامل، حيث يعاني جموع من الشعب النيجيري من سوء شبكات الصرف الصحي، والمياه، والطرق والمواصلات، والكهرباء التي يتم قطعها طوال اليوم، على الرغم من إن نيجيريا، ترسل إمدادات من الطاقة إلى دولة النيجر!
يواجه قطاع الصحة في نيجيريا تحديات كبيرة، كعدم توفير الموارد اللازمة، ونقص المعدات والعاملين، خاصة في المناطق الريفية والشمالية، وعلى الرغم من جهود الإصلاح مثل قانون التأمين الصحي الوطني، إلا أن النظام الصحي لا يزال يواجه التحديات في تقديم رعاية صحية عالية الجودة ومتساوية للجميع.
يُعد التعليم في نيجيريا من أبرز القضاية الإجتماعية، حيث ركزت بريطانيا على تقديم التعليم الغربي والعلماني للطلاب، وخاصة في شمال نيجيريا أثناء استعمار البلاد، وبعد أن نالت نيجيريا استقلالها، ظهر الكثير من أوجه القصور في النظام التعليمي، لأنه كان مبنياً على النظام البريطاني، الذي لم يُلبي احتياجات المجتمع النيجيري وطموحاتها.
وتواجه المنظومة التعليمية الحكومية صعوبات في تقديم التعليم الجيد والمناسب للطلاب، في جميع المستويات التعليمية، بسبب نقص التمويل، وانخفاض رواتب المعلمين، وينعكس ذلك على مستوى تعليم المواطنين وقدرتهم على المشاركة في سوق العمل، ويرجع كل هذا إلى عدم وجود العدالة الإجتماعية، الناجمة عن الفساد المؤسسي والإداري من قبل المسؤولين في نيجيريا.
المواطن:
ذاق الشعب النيجيري أشد أنواع الظلم على يد المستعمر البريطاني، فكان يتم خطف المواطنين من قبل الجلابة (جماعة اختصوا بجلب الرقيق) كعبيد وتقييدهم بالسلاسل، وتجميعهم وحبسهم في “المصانع” (أماكن مخصصة لتجميع العبيد) على المحيط الأطلسي، وكان يتم التعامل مع العبيد على أنهم بضائع وليس بشر، ويُنقلون إلى السفن وينامون على أرفوف ضيقة مقسمة لكل شخص، وكانوا بالكاد قادرين على الحركة، وكانوا يُعاملون معاملة قاسية من طاقم السفن، وكان يموت عدد كبير منهم لشدة قسوة الرحلة، التي كانت تستغرق من شهر إلى ٦ أشهر، على حسب فصول السنة وأحوال الطقس والظروف على السفن، وكانت أسباب الوفيات: إما بسبب سوء التغذية، لأنهم كانوا لم يُزودا بكميات كافية من الطعام والماء، أو بسبب قدوم بعضهم على الإنتحار بالقفز في المحيط، معتقدين أنهم سيعودون إلى عائلاتهم أو إلى أسلافهم في الحياة الأخرى، أو يموتون بسبب انتشار الأمراض، التي كانت من بينها الأمراض الناتج من الفئران التي كانت تنتشر بينهم، وكانت تأكل من أجساد الأشخاص الذين بهم جروح.
وبعد نقل الرقيق إلى الأمريكتين، كانوا يعملون قسراً ويُعاملون بأبشع أنواع المعاملة على وجه الأرض ودون أجر، في الأعمال التي تتطلب عملاً شاقاً وكثيفاً، كاستخراج المعادن من المناجم، وفي مزارع التبغ وقصب السكر، وفي أعمال أخرى شاقة، داخل المستعمرات الأوروبية في العالم الجديد، التي كانت في حاجة إلى قوة عمل، لسد النقص الناتج عن إبادة وتهجير السكان الأصليين للأمريكتين.
كما يعيش المواطن النيجيري بعد الإستقلال حياة صعبة إلى أبعد الحدود، ويُمارس عليه الظلم منذ أن وضع المستعمر البريطاني قدمه في نيجيريا وحتى الآن، ويُعاني النيجيريون من توزيع غير عادل للثروة، ويوجد تفاوت كبير بين مستويات الدخل، ويتركز الثراء لدى مجموعة معينة من النيجيريين، فحين يعيش الفقراء غير قادرين على توفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والتعليم، والعلاج، ودون أن تقدم لهم الدولة، المرافق الأساسية، كتوصيل المياه الصالحة للشرب، والكهرباء، والصرف الصحي الجيد، والطرق الأمنة.. يعيش الأغنياء الرفاهية العالية، يسكنون الأماكن الفاخرة ويمتلكون السيارات الفارهة ومعظمهم من ذوي السلطة، التي تدفع بسياسة الدولة لمصلحتهم.
فبالرغم من كل ما تمتلكه نيجيريا من مقومات تجعلها أولى الدول المتقدمة، إلا أن كل تلك الميزات لا تنعكس على مستوى معيشة النيجيريون، الذين يعيشون الفقر المدقع، فقد ترك المستعمر مجموعة من الفاسدين وسلم لهم مفاتيح الدولة، لكي لا تنهض البلاد ويتنعم الشعب من خيراتها، ويُحرم هو من نهب الثروات، وتتوارث تلك المجموعة الفاسدة جيل وراء جيل، وعندما يتولى مسؤول شريف منصب، ويحاول إصلاح الدولة، تقف تلك المجموعة أمامه، ويتم إغواءه بالمال الكثير، مقابل تركه الحال كما هو عليه، وإن رفض واستمر في الإصلاح، يكون مصيره الإغتيال أين كان منصبه، وكل نيجيري يعلم ذلك جيداً.
رموز ألوان عَلم نيجيريا:
يتكون العلم النيجيري من ثلاثة خطوط عمودية، خط أبيض في المنتصف بين خطين أخضرين، يرمز اللون الأخضر إلى خصوبة التربة والثراء الزراعي والطبيعي للبلاد. ويرمز اللون الأبيض إلى السلام والوحدة والتناغم، بين مختلف قبائل والشعوب النيجيرية.