تسريب ،، من الذي يخيفه التقارب المصري الجزائري إلى هذا الحد ؟!

مولود سعدالله – مراسلين
منذ ايام نشرت قناة “العربية” السعودية تسجيلاً صوتياً منسوباً للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر يظهر فيه انتقاداً لموقف الجزائر خلال حرب 1967، التسريب أثار جدلاً واسعاً واعتُبر محاولة لتشويه العلاقات التاريخية بين البلدين .
وردّت وكالة الأنباء الجزائرية يوم امس ، مؤكدة أن التسجيل مفبرك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأن عبد الناصر كان دائماً داعماً للوحدة العربية والجزائر منذ استقلالها ، الإعلام المصري بدوره عبّر عن استغرابه من التسريب، مؤكدين أن التضامن بين البلدين كان مستمراً، خصوصاً في دعم القضية الفلسطينية وحشد الجيش المصري في سيناء ضد العدوان الصهيوني.
وفي تاريخ العلاقة بين البلدين دعمت مصر الجزائر أثناء الثورة التحريرية وكان دورها بارزا في الدعم بالسلاح والدعم السياسي ، كما أيضا الجزائر دعمت مصر ماديًا وعسكريًا خلال حرب 1967 وساهم جنودها في حرب أكتوبر 1973 في إطار نصرة القضية الفلسطينية. الرئيس هواري بومدين تكفل شخصياً بتوفير الأسلحة للجيش المصري.
الجزائر تمتلك ثاني أكبر جيش في إفريقيا ومصر من أكبر الجيوش في العالم العربي ما يجعل أي تقارب بينهما قوة سياسية وعسكرية واستراتيجية مؤثرة في المنطقة.
وعلى محاولة خلق أزمة إعلامية بين الشعبين ، نرى أنه في تاريخ العلاقات الشعبية بين البلدين شهدت مباراة أم درمان توتراً بسبب الحمية الوطنية المفرطة لكلا الشعبين وحرب إعلامية غير مسبوقة ، ما أعاد إلى السطح حساسية المنافسة لكنه في النهاية عزز الاحترام والمحبة المتبادلة ، مظهراً أن الحب الحقيقي يُقاس بالمواقف والتضامن الفعلي لا بالكلمات وحدها ، فرغم الأزمة رجع الشعبين أكثر حب كمشاكسة اخ لأخيه وهذا ما يعكس المحبة الحقى بين الشعبين .
ويعتقد بعض الإعلاميين والسياسيين أن هدف هاته التسريبات هو إثارة الفتنة بين الشعبين الشقيقين ، وتشويه صورة عبد الناصر ودوره التاريخي في الوحدة العربية ودعم القضية الفلسطينية، وكذا عزل القضية الفلسطينية وإضعاف قوة دعمها ولو معنويا بإثارة مكامن الخلافات والجزئيات الصغيرة وكذا التشويه المتعمد ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل انخرطت بعض القنوات الإعلامية العربية في هذا المسعى أم أن لها أسباب أخرى كما يقول أحد المحللين ؟!.
ورغم محاولات التشويه يبقى التاريخ المشترك بين الجزائر ومصر شاهداً على عمق العلاقات الحقيقية وتظل الروابط الأخوية كما أظهرت مواقف الماضي .