التعليم في ميزناز بين الركام… أطفال يدرسون في غرف مهدمة وأملهم لا ينكسر

مصطفى حاج سلوم – مراسلين
ميزناز – شمال غرب سوريا
في قرية ميزناز بريف حلب الغربي المدرسة الابتدائية هي الوحيدة في القرية وقد عانت طوال سنوات الحرب في سوريا من دمار واسع حيث كانت القرية مسرحاً لعنف شديد ومعارضة ضارية وقدمت خلالها خيرة شبابها في سبيل الثورة
وبعد تحرير القرية وعودة الأهالي ومع بدء العام الدراسي الجديد واجهت إدارة المدرسة تحدياً كبيراً في إعادة فتحها.
ورغم الدعوات المتكررة للمنظمات الإنسانية ومديرية التربية لإعادة تأهيل المدرسة وتجهيزها لم يكن هناك أي استجابة مما اضطر المعلمين والإدارة إلى اتخاذ قرار صعب البدء بتعليم الأطفال في المدرسة على وضعها الحالي المتهالك رغم غياب أبسط المستلزمات التعليمية.
المدرسة بلا مقاعد أو أبواب أو نوافذ لا تتوفر في المدرسة مقاعد لجلوس التلاميذ ولا سبورات للكتابة عليها ولا أبواب أو نوافذ تحمي من برد الشتاء ولا حتى دورات مياه مناسبة. و بالإمكانيات المتاحة أحضر المعلمون أنصاف سبورات وبعض البطانيات ليجلس عليها الطلاب كما يجلب كل معلم كرسيه الشخصي يومياً إلى المدرسة ليأخذوه معه عند الانصراف كل ذلك بهدف إنقاذ مستقبل أكثر من 230 تلميذ/ة من الصف الأول حتى السادس.

الإصرار على التعليم رغم الصعاب
يصر عشرات الأطفال على ارتياد الفصول المتهالكة يومياً متحدين خطر الانهيار وغياب الإمكانيات فقط لمواصلة تعليمهم. وتعرضت المدرسة الوحيدة في القرية لدمار واسع تاركة الطلاب أمام خيارين الانقطاع عن التعليم أو متابعة الدروس في بيئة تفتقر لأبسط معايير السلامة. وقد اختار الأطفال الخيار الأصعب… الاستمرار.
يقول أحد الاستاذ “احمد خلوف” مدرس ضمن الكادر التعليمي في المدرسة “لابد لنا من اتخاذ قرار البدء بتعليم الأطفال في المدرسة على وضعها الحالي حيث لا يوجد أبسط ما يساعد على البدء بعملية التعليمية “
“ورغم دعوتنا للمنظمات الإنسانية ومديرية التربية لترميم هذه المدرسة ومناشدات كثيرة إلا أنه للأسف لا يوجد استجابة”
أما أم أحد الطلاب فتروي بقلق:
“يجلس أولادي في غرف لا توجد فيها سبورة أو مقاعد أو كتب كافية ومع ذلك يرفضون ترك المدرسة”

خطر التسرب المدرسي وغياب الدعم
تشير تقديرات إدارة المدرسة إلى أن أكثر من 200 طالب في ميزناز يواجهون خطر التسرب من التعليم في ظل غياب الدعم الدولي واستمرار ضعف الاستجابة لإعادة تأهيل المدارس التي دمرها النزاع.
ورغم هذا الواقع القاسي يظل مشهد الأطفال بأقلامهم و دفاترهم القديمة وهم يتابعون دروسهم بين الركام رسالة واضحة بأن الإرادة أقوى من الحرب وأن التعليم يظل الأمل الأخير للنهوض من تحت الأنقاض.
