تقارير و تحقيقات

ريف اللاذقية الشمالي.. الدمار الذي لم يوثق

مصطفى حاج سلوم- مراسلين

عندما يعرض مشهد الدمار في سوريا غالباً ما تتركز الصور في ذاكرة الرأي العام على أحياء حلب الشرقية أو الغوطة أو إدلب غير أن منطقة كاملة من البلاد تكاد تغيب عن الوعي الجماعي رغم ما شهدته من معارك ضارية ودمار واسع سلمى إلى جبل الأكراد والتركمان وصولاً إلى كبينة وتلالها شكلت هذه الجغرافيا على مدى سنوات خط الدفاع الأول عن الشمال المحرر.

كانت مسرحاً لحملات عسكرية متتالية استخدمت فيها أعتى أنواع السلاح. ومع ذلك لم تصل صور الدمار فيها إلى المشاهد كما وصلت من مدن أخرى، ليبقى الخراب هناك بعيداً عن العدسات والأضواء.

بلدة سلمى وحدها تختصر المشهد. كانت من أوائل المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة لتصبح لاحقاً هدفاً مكثفاً للقصف والمعارك. بيوتها تهدمت بناها التحتية وسكانها شردوا إلى المخيمات و لم يغادروها حتى اليوم لكن رغم فداحة المشهد لم تحظ سلمى بالرمزية الإعلامية التي حظيت بها مناطق أخرى وكأن معاناتها أقل حضوراً في السردية السورية.

إن غياب هذا التوثيق البصري والإعلامي لم يكن مجرد نقص في التغطية بل أسهم في تغييب جزء أساسي من الحكاية السورية فالمأساة التي عاشها ريف اللاذقية الشمالي بقيت في الظل ما أضعف إدراك الرأي العام لحجم التضحيات التي قدمها سكانه.

اليوم يفرض الواجب الأخلاقي والإعلامي إعادة تسليط الضوء على تلك المناطق لا باعتبارها صفحات من الماضي بل كجرح مفتوح لم يلتئم بعد.

فعودة الأهالي إلى قراهم ما تزال رهينة غياب الخدمات الأساسية وإعادة الإعمار بينما يظل الدمار شاهداً على سنوات من الصمود والمعاناة.

إن سردية الحكاية السورية لن تكتمل من دون ريف اللاذقية الشمالي وما لم يوثق هناك يظل فراغاً في الذاكرة الجماعية وجزءاً من الحقيقة لم يحكى كما يجب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews