تقارير و تحقيقات

ساعات حساسة.. محادثات غزة تتواصل في شرم الشيخ وترامب متفائل بشأن اتفاق السلام

علي زم – مراسلين

أفادت وسائل إعلام بأن أجواء الجولة الأولى من مفاوضات غزة، التي انطلقت في مدينة شرم الشيخ المصرية، كانت إيجابية في مجملها. ووفقاً لتقارير عدة، شكّلت قضية الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس المحور الأساسي لليوم الأول من المحادثات، فيما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بإمكانية أن تفضي الجولة الثانية إلى نتائج ملموسة.

وتأتي هذه المفاوضات بعد عامين من عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والتي جعلت الأخيرة تشعل حرباً دامية في قطاع غزة. ومع حلول الذكرى الثانية لتلك الأحداث، تتجدد الآمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام ينهي النزاع المستمر.

وقال ترامب، مساء الاثنين 6 أكتوبر، عقب بدء جولة المفاوضات الأولى، إن خطته للسلام «ستُنفذ قريباً»، مؤكداً أن «تقدماً ملحوظاً قد تحقق».

وذكرت وسائل إعلام عربية أن اليوم الأول من المحادثات، الذي استمر حتى فجر الثلاثاء، انتهى في «أجواء إيجابية»، على أن تتواصل جلسات التفاوض خلال الأيام المقبلة.

ورغم انطلاق المفاوضات، أفادت التقارير بأن الجيش الإسرائيلي واصل عملياته العسكرية في غزة. ونقلت قناة «الجزيرة» أن عشرة أشخاص قُتلوا خلال القصف الإسرائيلي المتواصل.

وكان ترامب قد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وقف القصف على غزة، بعد أن أعلنت حركة حماس، الجمعة الماضية، قبولها ببعض بنود «خطة السلام الأمريكية، وذلك لتسهيل الإفراج السريع والآمن عن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى الحركة.

وشهد يوم الاثنين لقاء بين وفد من حماس والوسطاء المصريين والقطريين، فيما كان مقرراً أن تجري محادثات بمشاركة مبعوثين أمريكيين وممثلين عن إسرائيل ضمن المفاوضات.

وذكرت مصادر إعلامية أن المحادثات ركزت على صفقة تتضمن عودة 48 رهينة لدى حماس مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار في غزة. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن 20 من أصل 48 رهينة لا يزالون على قيد الحياة.

ووفقاً لتقرير بثّته «بي بي سي» نقلاً عن مصادر مصرية وفلسطينية، فقد تركزت مفاوضات الاثنين على «تهيئة الظروف اللازمة لتبادل جميع رهائن حماس مقابل مجموعة من الأسرى الفلسطينيين».

أما قناة «القاهرة نيوز» المقربة من الحكومة المصرية، فأفادت بأن الوفود المشاركة ناقشت «الترتيبات والشروط المطلوبة لإتمام عملية التبادل بالتنسيق مع الخطة المقترحة من ترامب»، مشيرة إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين يعملون مع الجانبين – حماس وإسرائيل – للوصول إلى آلية مشتركة لتنفيذ الصفقة. وأضافت القناة أن المحادثات جرت وسط تكتم شديد من الجانبين دون تسريب أي تفاصيل.

ومن بين القضايا الخلافية المطروحة أيضاً نزع سلاح حماس وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وهي ملفات ما تزال الخلافات حولها أعمق من قضية تبادل الأسرى والرهائن. وكانت إسرائيل قد بعثت رسائل بشأن استعدادها لمناقشة خطة ترامب، في حين أعلنت حماس قبولها ببعض بنودها.

تفاؤل ترامب
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بنجاح المفاوضات، قائلاً إن «جميع الأطراف ترغب في التوصل إلى اتفاق»، وأضاف: «لا توجد أي دولة تعارض ذلك، الجميع يريد أن يحدث هذا، حتى حماس».

وأوضح ترامب أنه تحدث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي يدعم اتفاق السلام، مشيراً إلى أن أردوغان «يحظى بمصداقية لدى حماس وكذلك لدى دول عربية مثل قطر والإمارات والسعودية». وأضاف أن «إيران أيضاً أرسلت رسائل إيجابية للغاية بهذا الشأن».

وخلال الأيام الأخيرة، كثّف ترامب جهوده لدفع مفاوضات غزة إلى الأمام، فيما أكد نتنياهو أن إسرائيل والولايات المتحدة عازمتان على حصر مدة المحادثات في بضعة أيام فقط.

من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني يوهان دافيد فاديفول، الذي وصل إلى المنطقة بعد زيارة إلى الكويت، إن المفاوضات يجب أن تكون «سريعة ومكثفة». وأضاف، عقب لقائه نظيره الإسرائيلي غدعون ساعر يوم الاثنين، أن «المرحلة الأولى من المفاوضات يجب أن تُنجز هذا الأسبوع أو في أقصى تقدير مع بداية الأسبوع المقبل، وهذا ممكن ويجب أن يكون هدفنا».

وأكد أن ألمانيا «ستقدم دعماً واسعاً لكل من إسرائيل والفلسطينيين في تنفيذ خطة السلام الخاصة بغزة»، موضحاً أنه سيتوجه اليوم الثلاثاء إلى القاهرة للقاء وزير الخارجية المصري ضمن جولته الإقليمية.

الأمم المتحدة تستعد لتوسيع المساعدات الإنسانية لغزة

وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة استعدادها لزيادة حجم المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة «في أقرب وقت ممكن»، مشيرة إلى أنها تجري اتصالات مباشرة مع الوفود الوسيطة في القاهرة.

وقالت المنظمة الدولية إنه فور حصولها على الضوء الأخضر، سيتم إرسال ألف طن من المساعدات عبر ميناء أشدود الإسرائيلي، ومن خلال الحدود الأردنية ونقاط عبور أخرى إلى القطاع.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بخطة ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، واصفاً إياها بأنها «فرصة لإنهاء الحرب والمعاناة في هذا القطاع». وأضاف: «بعد عامين من الكابوس، حان الوقت لاختيار الأمل».

ودعا غوتيريش جميع أطراف النزاع في غزة إلى إنهاء الأعمال العدائية في القطاع، وفي إسرائيل والمنطقة بأسرها، ووضع حد للحرب المستمرة في غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews