“منهم إيران”.. الولايات المتحدة تدعو زعماء العالم لحضور توقيع “خطة السلام في الشرق الأوسط” في مصر

علي زم – مراسلين
طهران – قال موقع أكسيوس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه دعوة لعدد من قادة دول العالم لحضور مؤتمر يعقد في مصر تحت عنوان توقيع «خطة السلام في الشرق الأوسط»، وأشار إلى أن رئيس وزراء إسرائيل لن يحضر هذا المؤتمر، بينما تمت دعوة إيران للمشاركة فيه.
وفي الوقت الذي تواصل فيه السلطات المصرية الاستعدادات لعقد اجتماع قادة الدول الداعمة للسلام، تزامنًا مع اليوم الثالث للهدنة بين إسرائيل وحماس، تستعد إسرائيل لاستقبال الرهائن الذين سيُفرج عنهم قريبًا.
ويُعقد مؤتمر شرم الشيخ بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث سيزور ترامب الشرق الأوسط يوم الاثنين من أجل هذا المؤتمر، وقد تمت دعوة العديد من الدول للمشاركة فيه.
وأفاد أكسيوس بأن دولًا مثل اليابان وإسبانيا وأرمينيا وكندا، إلى جانب إيران، تم توجيه الدعوة لها للمشاركة في المؤتمر.
وأورد موقع إيران نيوز باللغة الإنجليزية، المقرب من دوائر صناع القرار في طهران، بأن إيران تلقت الدعوة لكنها من غير المتوقع أن تشارك في المؤتمر.
ومنذ قليل قالت قناة العالم الإيرانية الرسمية عن مصادر إن إیران لن تشارك في قمة شرم الشیخ يوم غد الاثنين.

على الضفة الأخرى، ومع دخول وقف إطلاق النار يومه الثالث، تستعد إسرائيل لاستقبال الرهائن الذين ستفرج عنهم حركة حماس. كما أوردت تقارير من غزة أن عناصر من الحركة شوهدوا في الأماكن العامة في القطاع، معلنين بذلك السيطرة على الوضع، بعد أن تسببت العمليات العسكرية السابقة في تغييرات ميدانية كبيرة.
وبحسب أكسيوس، ستشارك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وقطر والإمارات والأردن وتركيا والسعودية وباكستان وإندونيسيا في المؤتمر على مستوى القادة أو المسؤولين رفيعي المستوى مثل وزراء الخارجية، فيما سيُعقد المؤتمر دون حضور رئيس وزراء إسرائيل.
كما أفادت وسائل إعلام بأن حماس لن ترسل أي ممثل للمؤتمر.
وسيعقد المؤتمر يوم الاثنين أو ربما الثلاثاء، في وقت لا تزال فيه التفاصيل الأمنية والحكومة المستقبلية وإعادة إعمار غزة قيد التفاوض.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبيل سفره إلى مصر لدعم اتفاق السلام في غزة، إنه سيناقش مع القادة الخطوات التالية لتنفيذ خطة السلام.
وأكد مكتب رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر حضور الأخير للمؤتمر، مؤكدًا دعم بريطانيا لجهود ترامب في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وضرورة التعاون الدولي لتنفيذ المرحلة التالية من خطة السلام الأمريكية.
كما أعلنت الأمم المتحدة عبر مكتب الأمين العام أن أنطونيو غوتيريش سيحضر المؤتمر.

وأوضحت وزارة الخارجية المصرية أن الهدف من مؤتمر شرم الشيخ، برئاسة السيسي وترامب، هو «إنهاء الحرب في غزة، وتعزيز الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي».
ميدانياً، انسحبت القوات الإسرائيلية منذ ظهر الجمعة من جزء من غزة إلى ما يُعرف بـ«الخط الأصفر» وفقًا لخطة السلام الأمريكية، والتزمت حماس بتسليم الرهائن الأحياء وجثث القتلى خلال 72 ساعة بعد الانسحاب.
وأفاد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الأحد 12 أكتوبر أن «التحدي الكبير التالي لإسرائيل بعد إعادة الرهائن هو تدمير جميع أنفاق حماس الإرهابية في غزة»، مشيرًا إلى أن العملية ستتم عبر آلية دولية بقيادة الولايات المتحدة تحت إشراف إسرائيل.

وشهدت تل أبيب مساء السبت تجمع عشرات الآلاف من الإسرائيليين في «ساحة الرهائن» لاستقبال المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر وابنته إيفانكا ترامب، تقديرًا لجهودهم في إعادة الرهائن الإسرائيليين.
يُذكر أن هذه الساحة كانت مركزًا للاحتجاجات المستمرة على الحكومة الإسرائيلية على مدى العامين الماضيين للمطالبة بدعم اتفاق إطلاق سراح المواطنين المختطفين، وأطلق عليها اسم «ساحة الرهائن» بسبب هذا النشاط المستمر.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الشعارات في التجمع كانت غالبًا داعمة لترامب والولايات المتحدة، فيما هتف المشاركون ضد رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو احتجاجًا على موقفه.
كما التقى ويتكوف وكوشنر وإيفانكا ترامب بعائلات الرهائن قبل بدء المؤتمر، وتبادلت معهم الحديث حول جهود الإفراج عن المختطفين.
وأبلغ ممثل إسرائيل في المفاوضات غال هيرش العائلات أن حماس من المحتمل أن تُفرج عن الرهائن فجر يوم الاثنين 13 أكتوبر.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أنه لا يزال من غير المعروف عدد جثث الرهائن الذين ستسلمهم حماس، لكنها أكدت أن حماس ليست على علم بمواقع دفن بعض الجثث بسبب مقتل المسؤولين عن حراسة الرهائن في الغارات الإسرائيلية.
وبحسب بنود اتفاق السلام، سيبدأ فريق دولي العمل يوم الاثنين لتحديد مواقع الجثث التي لم تُسلَّم، على أن تتعاون حماس مع الفريق.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن 20 رهينة لا تزال على قيد الحياة، فيما يعتقد أن 27 آخرين لقوا حتفهم، إضافة إلى جثة ضابط سيُسلم كرهينة.
في المقابل، ستفرج إسرائيل يوم الاثنين عن 1950 سجينًا فلسطينيًا، بينهم 250 حكم عليهم بالسجن المؤبد أو أحكام طويلة لقتل الإسرائيليين.
لكن إسرائيل رفضت الإفراج عن قادة فلسطينيين بارزين مثل مروان وعبد الله برغوثي وأحمد سعدات، الذين وجهت لهم تهم بالهجوم على المدنيين الإسرائيليين.
كوروش الكبير
قبيل سفر ترامب، وُضعت ملصقات كبيرة في القدس وتل أبيب تحمل شعار «كوروش الكبير حي؛ دونالد ترامب» تكريمًا له ولجهوده في صفقة إطلاق سراح الرهائن، في إشارة إلى احترام اليهود لكوروش الكبير لإعادة بناء الهيكل المقدس في القدس.
وقال ترامب إنه قد يكون حاضرًا عند تحرير الرهائن في إسرائيل، مشيرًا إلى أن العائلات تعتمد على جهوده المباشرة.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب صباح الاثنين بالرعايا الإسرائيليين المحررين وعائلاتهم، بالإضافة إلى رئيس الوزراء والرئيس الإسرائيليين، ويلقي كلمة في الكنيست، وهو رابع رئيس أمريكي في 78 عامًا يُدعى لإلقاء خطاب في البرلمان الإسرائيلي، والأول منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وبحسب التقارير، سيغادر ترامب إسرائيل مساء الاثنين متجهًا إلى مصر.
غزة بعد الهدنة
بعد مرور عامين وثلاثة أيام على عملية حماس جنوب إسرائيل، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام وشهود العيان، حيث التزم الطرفان بالهدنة مؤقتًا.
وبدأت جرافات البلدية التي تعمل تحت إشراف حماس إزالة الأنقاض، بينما بدأ مئات الآلاف من السكان المتضررين بالعودة إلى منازلهم سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل نقل مختلفة، بعد أن دمرت نحو 80% من منازل القطاع خلال الحرب.
وأصدرت حماس تعليمات لحوالي 7000 من قواتها للعودة إلى العمل في الأماكن العامة للسيطرة على الوضع، حيث شوهد عناصرها يحملون أسلحتهم في مناطق مختلفة مثل مخيم جباليا، لتجنب الفوضى.
وأفادت صحيفة الشرق الأوسط بقيام عناصر من حماس بتنفيذ عمليات إعدام واعتقالات خلال الأيام الثلاثة الماضية بحق أفراد تعاونوا، حسب قولها، مع الجيش الإسرائيلي خلال أيام الحرب.
وبحسب موظفي الأمم المتحدة، تنتظر مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الأساسية والطبية دخول غزة، فيما أعلنت مصر أنها ستفتح معبر رفح الحدودي مع القطاع يوم الثلاثاء 14 أكتوبر.
