تقارير و تحقيقات

حوار خاص مع كريستوف هورستِل: عريضة عاجلة لغزة والضفة ومسار أممي نحو السلام

رؤية لليوم التالي للحرب

حوار شبكة مراسلين

مقدمة

في هذا الحوار الحصري، يطرح كريستوف هورستِل — المحلل السياسي الألماني والمدرّس في قسم العلوم السياسية بجامعة هامبورغ (معهد دراسات السلام والأمن) — عريضة دولية عاجلة لمعالجة تفاقم الأزمة في غزة والمنطقة الأوسع.

يدعو هورستِل إلى تحرك أممي، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة والضفة خلال خمس سنوات، وإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الترسانة النووية الإسرائيلية. كما يحث على إلغاء قرار التقسيم 181 (1947) إن لم يتم الالتزام، ويقترح إطلاق حوار مباشر بين حماس وقادة يهود مستقلين برعاية دولية آمنة.

س/ج

س: ما الهدف الرئيسي من هذه العريضة؟

ج: تسعى العريضة إلى إطلاق مبادرة دولية عاجلة لوقف الإبادة الجارية في غزة، والدعوة إلى تحرك فوري من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف الحرب وتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.

كما تحتاج الضفة الغربية إلى حل مستدام، وذلك عبر إعادة سيادة القانون من خلال انسحاب إسرائيلي كامل للقوات والمستوطنين خلال مدة محددة أقصاها خمس سنوات — دون يوم إضافي واحد.

س: مَن الجهة المتهمة بانتهاك القوانين والمعاهدات الدولية؟

ج: تُحمّل العريضة إسرائيل ومزوّديها الرئيسيين بالسلاح، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، مسؤولية انتهاك القوانين والمعاهدات والمواثيق الإنسانية، لا سيما عبر عرقلة جهود وقف إطلاق النار واستمرار العدوان.

ويدفع البلدان شطري فلسطين إلى مواجهة بعضهما، فيما يُدار نظام قمعي بالغ القسوة في الضفة — وقد ازداد تدميرًا مع ضعف الردع الدولي على ما يحدث في غزة — ما دمّر مساحات واسعة آهلة وسكنية وزراعية. وهذا وحده يبرهن أن لا حل لغزة دون حل للضفة، والعكس صحيح.

س: ما أبرز المقترحات التي تتضمنها العريضة؟

ج: تدعو العريضة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اعتماد أربع خطوات أساسية:

  1. إخضاع الترسانة النووية الإسرائيلية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) — مع تسليم جميع الأسلحة النووية للدول الأعضاء بمجلس الأمن. وتُخصَّص العائدات لدعم الفلسطينيين المشرّدين وإعادة إعمار غزة، بإشراف وتعاون الوكالة.
  2. حماية الأقليات اليهودية حول العالم — باعتبارها واجبًا سياديًا رفيعًا على كل دولة عضو في الأمم المتحدة.
  3. إلغاء قرار التقسيم 181 (29 نوفمبر 1947) — باعتبار شرعيته موضع تشكيك متزايد، بما يمهّد لـحلٍّ تدريجي للدولة الإسرائيلية وفق إطار زمني إذا فشلت في الوفاء باستحقاقات السلام.
  4. كسب دولة مضيفة قوية لحوار مباشر بين قيادة حركة حماس وقادة من منظمات يهودية تنتقد تقليديًا السياسات الإسرائيلية غير القانونية والمدمّرة.

    يجب على إسرائيل أن تتنازل كليًا عن السيطرة على جميع الأصول الفلسطينية — بما يشمل الأموال والعائدات وموارد الغاز والنفط — وأن تسمح بحرية حركة كاملة للبضائع والأفراد من وإلى فلسطين، بما يتناسب مع وضعها كدولة ذات سيادة حرة، بما في ذلك إنشاء الموانئ والمطارات التجارية والسياحية.
    فلسطين بلد غني للغاية في كل المجالات، ولا يوجد أي مبرر لاستمرار استعباد شعب شجاع وموهوب وفخور وكريم مثل الشعب الفلسطيني.

    ينبغي أن يُنتج اللقاء أجندة مشتركة لحل مستدام وعادل ومنصف لجذور صراع تعود إلى نزعات استعمارية أوروبية مطلع القرن العشرين — لا سيما بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، البرتغال، وإسبانيا — كما نُسب إلى ما يُعرف بـ“لجنة بانيرمان” (1907) التي استهدفت زرع كيان مُعطِّل في الفضاء العربي. البيان الفلسطيني–اليهودي المشترك لهذا المسار متقدّم جدًا — ولن يروق للمتشددين الصهاينة ورعاتهم الغربيين لأنه لا يخدم مصالحهم الراسخة.

س: ما الشروط الواجبة على إسرائيل لتفادي تنفيذ البند الثالث (حل الدولة)؟

ج: خلال 24 ساعة من اعتماد قرار الجمعية العامة، على إسرائيل أن:

  • تنفّذ أحدث المقترحات الأمريكية لوقف إطلاق النار (سبتمبر/أيلول 2025).
  • توقف جميع الأعمال العسكرية فورًا.
  • تسحب قواتها بالكامل من قطاع غزة.
  • تفتح جميع المعابر بالكامل — بما فيها رفح — لإدخال المساعدات بلا قيود، بما يشمل الوقود والمستشفيات الميدانية ومعدات إعادة الإعمار.
  • تسمح بعودة الأونروا للعمل الكامل كما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
  • تضمن الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس بعد وفاء إسرائيل بالتزاماتها، مع ضمانات من مجلس الأمن — خاصة الولايات المتحدة — لضمان ديمومة السلام في غزة بلا رجعة.
  • خلال خمس سنوات: انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من الضفة الغربية وتسليم جميع المستوطنات غير القانونية.

س: ماذا لو لم تلتزم إسرائيل بهذه الشروط؟

ج: أي إخلال بالإطار الزمني يؤدي إلى التنفيذ الفوري للبند الثالث، والبدء في الحل التدريجي للدولة الإسرائيلية كما ورد في ملحق العريضة.

س: ماذا تقترح العريضة بشأن مفاوضات مباشرة بين حماس وقادة يهود؟

ج: تدعو العريضة إلى إنشاء منصة آمنة ومحايدة لمفاوضات مباشرة بين وفود من حماس وقادة يهود مستقلين وصادقين، مع التأكيد على الحاجة لهذا الحوار في ظل اغتيال قيادات من حماس وإسكات الأصوات الناقدة داخل إسرائيل.

س: ما الدول المرشّحة لاستضافة هذه اللقاءات؟

ج: تُخاطب العريضة الدول ذات السجل القوي في الوساطة والسلام والعدالة الدولية لتوفير الحماية والرعاية للقاء التاريخي، مع ضمان بيئة آمنة وضمانات دبلوماسية كاملة لجميع المشاركين.

س: أين يمكن الاطلاع على تفاصيل إضافية؟

ج: النص الكامل وملحقه التفصيلي متاحان عبر الرابط: Appendix to Petition – gazatalks.org.

bakr khallaf

صحفي، مترجم وباحث في الإعلام والعلاقات الدولية، محاضر بجامعة إسطنبول التركية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews