تقارير و تحقيقات

مدينة بوغزول ، هل ستنتقل الإدارة من البحر الى الهضاب ؟

مولود سعدالله – مراسلين

تشهد الجزائر العاصمة منذ سنوات ضغطا سكانيا خانقا رغم مشاريع التحديث الكبرى من الميترو، الترامواي، التليفيريك، وأخيرا مشروع القطار المعلّق “الموراي” هذه الحلول لم تنه أزمة الازدحام ولا التمركز الإداري، ما دفع السلطات إلى التفكير في نقل جزء من الثقل العمراني والاقتصادي نحو الداخل، وتحديدا نحو مدينة بوغزول بولاية المدية.

بوغزول الواقعة في الهضاب العليا، تُعد من أهم المشاريع الحضرية في الجزائر و تعود فكرتها إلى أوائل الألفية الجديدة ضمن ” المخطط الوطني للتهيئة العمرانية ” لسنة 2004، الذي هدف إلى إعادة توزيع السكان والأنشطة بعيدا عن الساحل ، بمساحة تفوق 4500 هكتار يتوقع أن تحتضن المدينة نحو 350 ألف نسمة، وفق تصميم يجعلها مدينة صديقة للبيئة تعتمد على الطاقة النظيفة وتُخصص ربع مساحتها للمناطق الخضراء.

ورغم الطموح الكبير لا تزال بوغزول في مرحلة التهيئة والبناء الأولي ، فقد أنجزت بعض الطرق والمرافق الأساسية إلى جانب ربطها بشبكة الكهرباء والماء، بينما تسير المشاريع السكنية والمؤسساتية بوتيرة متباينة ، السلطات المحلية تؤكد أن المشروع يحظى بمتابعة خاصة من الحكومة بهدف جعله قطبا إداريا واقتصاديا خلال السنوات المقبلة.

ويراهن المخطط الوطني على أن تكون بوغزول مركزا إداريا واقتصاديا جديدا يربط شمال البلاد بجنوبها، ويخفف الضغط عن الجزائر العاصمة التي تضم أغلب الإدارات المركزية والمؤسسات الوطنية.

ورغم التحديات المتعلقة بسرعة الإنجاز وجذب المستثمرين وضمان الربط بشبكات النقل الكبرى، يبقى المشروع خطوة استراتيجية في رؤية الجزائر نحو التوازن الإقليمي والتنمية المستدامة على غرار تجارب مدن جديدة في دول أخرى كمصر.

بوغزول إذن ليست مجرد مدينة جديدة بل رمز لطموح ما بعد الاكتظاظ ، والسعي نحو نموذج عمراني متوازن يعكس تحول البلد نحو مستقبل أكثر استدامة وذكاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews