تقارير و تحقيقات

عبدالغني الأهدل.. يضيء دهاليز القلق بحلم الرؤية الواحدة.

ضيف الله الطوالي – مراسلين

“بالكتابة أفصح بكل ما يؤرقني ويُتعبني” هكذا يعبر الشاب “عبدالغني الأهدل” ابن اليمن، عن لحظات حياته التي يقضيها في دهاليز الكتابة ليضيئها بنور قلمه الشجي.

إذ يصف نفسه بالكاتب البسيط، كإنسان كان وما زال يحلم بعالمٍ أفضل كغيره في هذا البلد، يقول: “لم أقف لمجرد أن يكون لي حلم، بل بدأت أعبر عنه بالكتابة التي لطالما أفصح فيها بكل ما يؤرقني ويُتعبني”، ويريد بذلك أن يوصل ما يحلم به ويفكر فيه إلى مَن يستطيع أن يصل إليهم. كي يدفعهم للتفكير الجاد في الأمر والشعور به، ليتحدوا تحت إطار رؤية واحدة، إذ يضيف: “لعل هذا أكثر ما أرغب فيه من الكتابة والأدب في هذا المجتمع”.

وقد واجه الشاب “عبدالغني” تحديات أبرزها “قلق دائم من أن تظل الدائرة التي يكتب فيها صغيرة”، متمنياً ألّا تتعاظم كي تغطي أكبر مساحة ممكنة من الناس المحيطين به، ويشير إلى أن ظروف النشر والكتابة والتسويق للأفكار التي يكتبها تقلص قدرته على التفكير وبناء القصص التي تتطلب مزاجاً رائقاً وفكراً صافياً لتكتمل.

عبء تمثيل الواقع اليمني
الواقع اليمني ليس كما يتمناه أحد، لكن على أي كيفية هو سيظل كغيره في أي بلد كان كبحيرة يصطاد منه الكاتب أفكاره كما قال “الأهدل”، ويعقب قائلاً: “ولأننا في مجتمع كهذا وواقع كهذا، فلا مفر من أن نبرزه في كتاباتنا، ولكن بالشكل الذي يجعله مقبولاً أمام القارئ، وبالأسلوب الذي يُشعر القارئ بالمواقف التي لم يعشها، فيحقق بذلك الفهم الكامل للواقع الذي يُبحَر فيه والعالم الذي يركض في كتاباته”.

تعتبر الكتابة زمناً داخل الزمن، ويقال إن لبعض الكُتاب طقوسهم الخاصة، فقد تُبدع وأنت تمشي تارة وتارة أخرى فور استيقاظك من النوم، وفي هذا يقول “الأهدل”: “ليس لدي طقوس معينة، ولكن أُبقي عينيّ مفتوحتين طوال الوقت حتى لا أغفل عن الأفكار التي تتحرك حولي، لأن الأفكار الأدبية لا تأتي بمجرد البحث عنها، بل حين نمر بمواقف ملهمة، تُذكرنا بها وتدفعنا إليها”. فهو يعتبر الكتابة بالنسبة له أداة لتحسين الواقع الذي يراه، فهي تجعله يشعر بأنه يفهم الواقع، وفهمه العميق له يجعله يطمئن على نفسه وأنه ما زال بخير.

الملهمون حبل خفي
يُعتبر الروائيون والشعراء الكبار سواء في عصرنا الحالي أو من قديم الزمن، الملهمون لكل شاب يرى في آخر النفق ثغرة من النور، فبالنسبة “للأهدل” فإن غسان كنفاني في الأدب الفلسطيني ونجيب محفوظ في الأدب المصري ومحمد عبدالولي في الأدب اليمني هم مصدر إلهامه للكتابة، يشير بأن ذلك يعود لقدرتهم الإبداعية على تلخيص الواقع الحقيقي لما يعيشه الوطن.

مؤخراً فاز “عبدالغني الأهدل” بالمركز الثاني في مسابقة السرد اليمني (حزاوي)، بروايته “وردة في الريح” التي تناقش التناقض بين وعي الإنسان وسلوكه، فيشير على ذلك: بأن الاضطراب المحيط بالإنسان يجعله أعمى عن إدراك الأمور المحيطة به بوعي حقيقي، فتجده يعيش في حيرة بين شيئين، ويتصرف على عكس ما يفكر فيه لِنقص ثقته بنفسه. ويعبر عن فوزه قائلاً: “وجودي في المركز الثاني يحقق لي الثقة في كتاباتي الأدبية ويقوي إيماني بضرورة الكتابة عن الواقع وفضحه أمام القارئ الذي لا يعرفه، وهذا كل ما أردته من خلال مشاركتي في الجائزة وقد حقق ذلك إلى حدٍ ما”.

وفي ختام حديثه، يؤكد على الدور المهم جداً لمؤسسات مثل حزاوي في الحفاظ على العمل الثقافي اليمني في ظل غياب الدور الحكومي. فهي تدفع الشباب للكتابة، وترغّبهم في الاهتمام بالقراءة الأدبية، وتكشف الأدب الحقيقي وتنقيته من الشوائب والدخائل. ويوجه رسالة إلى أقرانه الشباب بضرورة الاهتمام بالقراءة والكتابة وتنمية مهاراتهم، والتركيز على الواقع المحيط بهم، فـ”الواقع هو معدن خام للإبداع، سواء في مجال الأدب أو غير ذلك من الفنون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews