عبدالله حسن زيد – مراسلين
انطلقت يوم أمس الثلاثاء في العاصمة السورية دمشق فعاليات مهرجان العسل السوري السادس بعنوان “العسل حكاية طعم لا تنسى “والذي يهدف إلى دعم تربية النحل في الجمهورية العربية السورية بالإضافة إلى تعريف المستهلكين بمنتجات خلية النحل وفوائدها.
وأكد “الدكتور سعيد إبراهيم “(مدير الاقتصاد والتخطيط في وزارة الزراعة ) بتصريح خاص لشبكة مراسلين على أن الهدف تعزيز مكانة العسل السوري محلياً وعالمياً وتطوير نماذج الإنتاج والتصدير مشيراً إلى أن المعارض منصات ترويجية حيوية للمستثمرين، والوزارة تعمل على حل مشاكل المربين بالتعاون مع الجهات المعنية بالإضافة لدعم مربيّ النحل السوريين و تعريف المستهلكين بمنتجات خلايا النحل وتشجيع المجتمع على تربية النحل.
من جهة أخرى قالت الأستاذة إيمان رستم (رئيس دائرة النحل والحرير في مديرية الشؤون الزراعية والوقاية في وزارة الزراعة ) إن المعارض بحد ذاتها تعتبر بمثابة دعم للنحالة بالإضافة إلى تبادل الخبرات وتعزيز التواصل بين المنتجين والجهات الحكومية وقالت “رستم” إن أكثر ما يعاني منه النحال في سوريا من الناحية الفنية هو كيفية تسويق منتجه بشكل صحيح وأن عمليات تصدير العسل تخضع للتشريعات والقوانين الناظمة والتي تتصف بالمرونة خصوصاً بعد رفع العقوبات الخارجية والقيود الأجنبية والتي عانت منها سوريا في الفترة السابقة .حيث تعمل الوزارة بجهود حثيثة من أجل المشاركة وإقامة معارض خارجية والتعاون مع جميع الجهات في سبيل دعم القطاع والمنتجين.
يقول السيد “جلال قاسو” أحد مربي النحل البلدي في سوريا ومن المشاركين الدائمين في المعرض
إن تربية النحل كانت تعاني من صعوبات تتمثل في ارتفاع تكاليف الإنتاج بالإضافة الى القيود التي كانت مفروضة سابقاً كما أن ارتفاع أجور النقل كان من أبرز المشاكل التي عانت منها النحالة وأكد أن العوامل المناخية تلعب دوراً كبيراً في الإنتاج المحلي .
خصائص العسل السوري وأنواع النحل
يتميز العسل السوري بجودته الطبيعية العالية، حيث يُنتج من نحل محلي ينتمي إلى سلالة أبيس ميليفيرا سورياكا (Apis mellifera syriaca)، وهي سلالة أصلية تُعتبر جزءاً من التنوع الجيني الفريد في الشرق الأوسط.
هذه السلالة تتميز ببعض الخصائص البارزة، مثل مؤشر الزند (cubital index) الذي يقيس نسبة أبعاد الأجنحة، ولون الترجيت الثاني والثالث (tergite pigmentation) الذي يميل إلى الأصفر أو البني، بالإضافة إلى طول الشعيرات على الجسم وسمكها.
من الناحية الكيميائية، يحتوي العسل السوري على مستويات عالية من الإنزيمات، الفيتامينات (مثل فيتامين C وB)، والمعادن (مثل البوتاسيوم والكالسيوم)، مما يجعله عسلاً عضوياً خاماً يحافظ على خصائصه الطبيعية دون إضافات صناعية.
كما أنه يتميز بلونه الذهبي الشفاف أو العسلي الداكن حسب المنطقة، وطعمه الغني بنكهات عشبية ناتجة عن تنوع النباتات البرية في سوريا، مثل البرسيم والزهور الجبلية. ومع ذلك، يُعاني هذا العسل من عائد إنتاجي منخفض نسبياً بسبب طبيعة السلالة المحلية، التي تكون أكثر عدوانية وميلًا للتجمعات الكبيرة.
يعدّ التنوع الجيني للنحل السوري من أبرز ميزاته، حيث أظهرت الدراسات أن( أبيس ميليفيرا سورياكا) تمثل مجموعة جينية خامسة رئيسية بين سلالات النحل العالمية، مما يضيفها إلى التراث البيولوجي السوري.
هذا التنوع ينعكس في أنواع العسل المختلفة بناءً على المناطق الجغرافية والنباتات المحلية:
• عسل الجبال السورية (مثل القلمون أو اللاذقية): غني بنكهات الزهور الجبلية، بلون فاتح وخصائص مضادة للالتهابات عالية).
• عسل السهول الشرقية: من نباتات البرسيم والخردل، أكثر كثافة ولوناً أغمق، مع محتوى عالٍ من السكريات الطبيعية.
• عسل المناطق الجنوبية: يتأثر بالنباتات الصحراوية، ويتميز بطعم قوي وفوائد مهدئة للجهاز الهضمي.
الفوائد الصحية للعسل السوري
تعزيز المناعة: مكافحة نزلات البرد والإنفلونزا، علاج الربو والتهاب الحلق
صحة القلب: خفض الكوليسترول الضار، تحسين تدفق الدم
ضبط السكر والوزن: بديل مثالي لمرضى السكري، حرق الدهون
التئام الجروح: علاج فعال للحروح والجروح
صحة الدماغ والهضم: تحسين الذاكرة، دعم صحة الكبد والجهاز الهضمي.
تحديات قطاع تربية النحل
تمثلت تحديات قطاع النحل في العديد من العوامل منها
الحرب: فقدان 85% من الخلايا (630 ألف خلية)، انهيار الإنتاج
تغير المناخ: نقص الغطاء النباتي، انخفاض الإنتاج بنسبة 50%
اقتصادية: ارتفاع تكاليف المعدات والأدوية، صعوبات التصدير
فنية: فقدان السلالات المحلية، انتشار الأمراض، نقص التدريب
وفي النهاية يعتبر العسل السوري كنز طبيعي يجمع بين التراث الثقافي والفوائد الصحية. حيث يتطلب القطاع تعزيز البحوث الجينية والشراكات الدولية ودعم مالي وبرامج توعية بيئية وسياسات داعمة للتغلب على تحديات التسويق والتصدير والحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد للسلالة السورية.
