غزة على حافة الموت: خيام النازحين تنهار تحت المنخفض

نسمه العبدالله – مراسلين
مع الساعات الأولى لهطول الأمطار على قطاع غزة، تحوّل كثير من مخيمات النزوح المنتشرة في الشمال والوسط إلى مساحات غارقة، بعدما لم تصمد الخيام الهشّة أمام المنخفض الجوي العنيف الذي يضرب القطاع. في المخيمات، بدا المشهد أقرب إلى كارثة إنسانية جديدة تضاف إلى عامين من الحرب والحصار.
فالأرض الموحلة ابتلعت أقدام الأطفال، فيما حاولت الأمهات رفع الفرشات المبتلّة عن المياه المتسرّبة من كل اتجاه. خيام كثيرة انهارت أو مالت تحت ثقل المطر، وتحولت الممرات الضيقة بين الخيام إلى مجارٍ تجرف معها الأغطية والعلب الفارغة. وفي الخلفية، كانت صرخات تنادي على أطفال تائهين وسط الظلام، ورجال يعيدون تثبيت الأعمدة بقماش وحبال لا تقوى على مواجهة الرياح الباردة. رائحة الرطوبة اختلطت بدخان مواقد صغيرة يحاول النازحون إشعالها لتدفئة أطفال يرتجفون من البرد.

يقول أحد النازحين، ع.أ: “الناس غرقت وماتت من البرد… المطر والهواء ما وقفوا لحظة”، مختصرًا واقع آلاف العائلات التي بدأ شتاؤها بالبرد والمطر والخذلان.

نداءات استغاثة ودعوات لتحرك عاجل
وأعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، الجمعة، تلقّي مئات نداءات الاستغاثة من أسر نازحة في مخيمات ومراكز إيواء عدة، إثر غرق خيامهم وارتفاع منسوب المياه داخلها. وتركزت الاستغاثات –وفق البيان– في مناطق النفق والدرج واليرموك والزيتون ومخيم الشاطئ في مدينة غزة، إضافة إلى دير البلح والبريج والنصيرات في المحافظة الوسطى.
وناشد الجهاز المجتمع الدولي والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، التحرك العاجل لحماية نحو نصف مليون أسرة تقيم في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، داعيًا إلى الإسراع في إدخال البيوت الجاهزة والخيام الجديدة.

“كارثة حقيقية منذ الساعات الأولى”
المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أكد أن مئات الخيام غرقت بالكامل جراء الأمطار الغزيرة، في ظل انعدام الإمكانات بسبب منع الاحتلال دخول المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ والطوارئ. وقال بصل في تصريحات صحفية:
“نعيش كارثة حقيقية منذ الساعات الأولى لوصول المنخفض… كل ثانية تأخير تعني حياة في خطر”، محذرًا من أن المنازل المتصدعة والآيلة للسقوط قد تنهار بفعل الأحوال الجوية.

تدمير سابق ونقص في مواد الإيواء
وكان عشرات آلاف الخيام قد تضررت خلال الأشهر الماضية بفعل القصف الإسرائيلي المباشر وغير المباشر، فيما تآكل بعضها بفعل عوامل الطقس، وسط استمرار الحصار ومنع دخول مستلزمات الإيواء.
ووفق تقارير إعلامية، رُصد ارتفاع منسوب المياه في بعض ساحات مراكز الإيواء لأكثر من 10 سنتيمترات، ما أدى إلى غرق الخيام وما بداخلها من أغطية وفُرُش وملابس، تاركًا العائلات أمام ليل طويل بلا غطاء ولا دفء.








