تقارير و تحقيقات

تقارير استخباراتية : مؤشرات توسّع تسليح التمرد وحركة المرتزقه في إفريقيا وارتباك أمني جديد في الساحل

ممدوح ساتي – مراسلين

تكشف معطيات رصد استخباراتي مفتوح (OSINT) خلال الساعات الأخيرة عن تصاعد لافت في نشاط تحالفات التمرد والحركات المتمردة عبر دول الساحل الإفريقي، مع بروز شبكات تنسيق ميداني أكثر جرأة بين مجموعات مسلحة تعمل في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وجنوب ليبيا، في ظل توسّع عمليات نقل المقاتلين والعتاد بين الحدود الصحراوية المفتوحة.


وتشير المعلومات إلى إعادة هيكلة داخل “نادي التمرد” وهو التوصيف الذي يتداوله محللون أمنيون لدوائر التمرد المتبادلة الدعم بما يعكس محاولة لخلق منظومة نفوذ موازية للجيوش النظامية، مستفيدة من الانسحابات الدولية وتراجع حضور بعض القوى الكبرى.

شبكة ظل تتوسّع بصمت وتعيد رسم الخارطة الأمنية في إفريقيا

  • المعادلة الجديدة: خطوط مفتوحة بين المتمردين

تُظهر بيانات التتبع الحراري لحركة القوافل في شمال مالي وشمال النيجر نشاطًا فوق المعدل خلال الأسبوعين الماضيين، مع عبور تشكيلات صغيرة من المركبات باتجاه المثلث الحدودي مع ليبيا.

ووفقًا لجهات رصد مستقلة، باتت المجموعات المسلحة تتنقل بخفة أكبر منذ انشغال العواصم المركزية بصراعات سياسية داخلية.

  • ليبيا… الميناء الخلفي الذي لا يهدأ

تزايدت الإشارات على استخدام الجنوب الليبي كمستودع بشري ولوجستي يخدم حركات التمرد في الساحل.
عمليات نقل مقاتلين من مجموعات تابعة لقبائل صحراوية، إضافة إلى مرتزقة موسميين، جرى رصدها عبر مسارات غير رسمية جنوب سبها والكفرة.
هذا الامتزاج بين المقاتلين المحليين والمستجلبين يمنح “نادي التمرد” طابعًا عابرًا للحدود، يتيح له الصمود رغم الخسائر المتكررة.

  • الساحل… أرض تتقاطع فوقها الأجندات

على الأرض، تتوزع مصالح شبكات التمرد بين:

السيطرة على مسارات تهريب الذهب والوقود والسلاح ، قطع طرق الإمداد عن الجيوش الوطنية ، ملء الفراغ الأمني الناتج عن الانسحاب الدولي ، واستثمار التوتر السياسي الداخلي في دول الساحل.

هذه الأهداف تُحوّل المجموعات المسلحة إلى لاعب سياسي فعلي، يفاوض بلا اعتراف، ويهدد بلا أن يتحمل مسؤولية دولة.

  • التنافس الدولي… صمت لا يعني الغياب

رغم الانطباع بأن الساحة تُركت لفاعلين محليين، إلا أن شركات أمنية خاصة ووسطاء تجارة سلاح لا يزالون ينشطون بهدوء، ما يعزز قدرة المتمردين على البقاء.

ومن بين الدوافع البارزة في خلفية المشهد:

سعي قوى إقليمية لإعادة تشكيل مناطق النفوذ ، محاولات أطراف دولية منع تمدد قوى منافسة ، وسباق محموم للسيطرة على الموارد المعدنية النادرة.

  • ما الذي يعنيه هذا للسودان؟

إحداثيات حركة المتمردين في الساحل تتقاطع مباشرة مع المشهد السوداني عبر ثلاثة محاور:

  1. الجنوب الليبي: محطة تدفّق محتملة للمرتزقة والسلاح
  2. شبكات التهريب التي تربط الساحل بدارفور.
  3. البيئة الاستراتيجية التي قد تعيد تنشيط خطوط دعم غير رسمية

أي اضطراب جديد في الساحل، ولو بدا بعيدًا، تُحسب انعكاساته تلقائيًا على غرب السودان.

نحن أمام مشهد يتمدد أفقيًا بدل أن يتقلص

تحالفات مرنة، قيادة ضبابية، عبور حدودي ميسّر، وغياب دولة مركزية قوية في عدة عواصم.
“نادي التمرد” لم يعد مجرد مجموعات متفرقة، بل منظومة ظل تتشكل ببطء — وهذا ما يجعل رصدها أصعب، وتأثيرها أكبر، وخطرها ممتد من البحر الأحمر حتى الأطلسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews