ثقافة وفن
بطرس المعري: دمشق في لوحاتي.. عبلة، باب توما، وحكايات أمس واليوم”

محمد سمير طحان – مراسلين
دبي – يعرض غاليري “أوربانيست” حالياً أعمال الفنان التشكيلي السوري الدكتور بطرس المعري في معرضه الجديد بعنوان “عبلة في باب توما”، الذي يتيح لعشاق دمشق المقيمين في دولة الإمارات الاطلاع على شوارع المدينة القديمة والاستماع إلى حكايات أهلها من خلال لوحاته.

ويستمر المعرض حتى 30 تشرين الثاني الجاري، ويضم 23 لوحة متنوعة الأحجام نفّذها المعري بتقنية الأكريليك على القماش، لتعكس أجواء دمشق الشعبية، مع حضور رمزي وحميم لشخصية عبلة في اللوحات.
شبكة “مراسلين” أجرت حواراً مع الفنان المقيم في مدينة هامبورغ الألمانية حول معرضه الجديد:
- كيف بدأت قصة هذا المعرض، وما الدافع وراء التركيز على مشاهد من دمشق وقصة عبلة؟
- قبل أكثر من عشرين عامًا، كنت أرسم بقلمي الرصاص وجوه رجال يجلسون في المقاهي الدمشقية، يتفاعلون مع تفاصيل الحياة اليومية، من النرجيلة إلى الورق والنرد، وقد حملت تلك اللوحات تعبيرات أولية بالأبيض والأسود عبر خطوط حادة ، ومع الوقت، عدت إلى هؤلاء الرجال والمدينة برؤية أكثر دفئاً وملوّنة، في محاولة لمصالحتهم وبناء صورة إيجابية جديدة تعبر عن حبي لدمشق وحياتها الاجتماعية فكان هذا المعرض.

- تمتلك رؤية فريدة لمدينة دمشق وباب توما تحديداً ، كيف تجسد هذه الأماكن في لوحاتك؟
- في لوحاتي، باب توما ليس مجرد ساحة بل نقطة التقاء العشاق والذكريات ، ودمشق مدينة متخيّلة وأسطورية بالنسبة لي، كانت مركز الكرة الأرضية قبل أن تحدد الخرائط الحديثة مكانها.
- عبلة، الحبيبة التي رافقها شيبوب في رحلاتها، تمثل روح المدينة التي أريد أن أصورها بحب وشغف، فالمدينة بلا ألوان وموسيقى وحب تفقد جوهرها.

- هل ترى أن هذه الأعمال تخدم توثيقاً تاريخياً أم أنها أكثر تعبيرية وشعرية؟
- لوحاتي ليست وثائق تاريخية، بل هي حكايات الذاكرة وشغف المحب، رسومات تحكي عن تفاصيل بسيطة يراها من عاش المدينة وصدّقها ، وهي محاولة لإحياء روح دمشق من خلال الفن، تُبرز جماليات الحياة اليومية، التفاصيل التي تذوب في القلب ولا تُرى إلا بعين المحب.

- ما الرسالة التي تود إيصالها للمتلقي عبر هذا المعرض؟
- أحب أن يكون المتلقي على علاقة حب مع لوحاتي كما هي علاقتي بدمشق، أن يشعر بتجدد كل يوم في تفاصيل جديدة، وأن يظل هذا الحب حيًا بلا ملل.
كما أردت أن أشارك الجمهور قصة مدينة تنبض بالألوان والأغاني، كأنها قصيدة حيّة تكتبها كل لحظة.

- يذكر أن الفنان التشكيلي بطرس المعري من مواليد دمشق عام 1968، تخرّج في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1991، وحصل على الدكتوراه في فن الكتاب المصور من باريس عام 2006، قبل أن يهاجر إلى ألمانيا عام 2013، حيث يقيم حالياً في هامبورغ.




