ست شركات طيران دولية تعلّق رحلاتها إلى فنزويلا بسبب مخاوف أمنية.. هل المنطقة على حافة مواجهة؟

علي زم – مراسلين
عقب تحذير هيئة الطيران الفدرالية الأمريكية من «تدهور الوضع الأمني» وارتفاع وتيرة النشاط العسكري في محيط فنزويلا، علّقت ست شركات طيران دولية رحلاتها إلى هذا البلد بشكل مؤقت.
وجاء هذا القرار يوم السبت 22 نوفمبر، تزامنًا مع تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي، وهي خطوة زادت المخاوف من احتمال حدوث مواجهة عسكرية بين واشنطن وحكومة نيكولاس مادورو.
وبحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس اتحاد شركات الطيران الفنزويلية، فقد أوقفت شركات إيبيريا الإسبانية، وتاب البرتغالية، ولاتام التشيلية، وأفيانكا الكولومبية، وغول البرازيلية، وطيران الكاريبي من ترينيداد وتوباغو رحلاتها إلى فنزويلا، من دون تحديد موعد لاستئنافها.
في المقابل، تواصل شركات مثل كوبّا، وإير يوروبا، والخطوط الجوية التركية، وشركة ليزر الفنزويلية تشغيل رحلاتها بشكل معتاد.
وحذّرت هيئة الطيران الفدرالية الأمريكية من أنّ الأنشطة العسكرية المتزايدة قد تشكل خطرًا محتملًا على الطائرات المدنية على مختلف الارتفاعات، سواء أثناء العبور الجوي أو خلال الإقلاع والهبوط في مطارات فنزويلا.
وجاء هذا التحذير بالتزامن مع إرسال حاملة الطائرات “جيرالد آر. فورد” وعدد من السفن الحربية والمقاتلات الشبحية إلى المنطقة.
وتقول واشنطن إن هذه الخطوات تهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات، بينما تعتبرها كاراكاس دليلاً على مساعي إدارة دونالد ترامب لتغيير النظام.
في الوقت نفسه، تعتزم الولايات المتحدة بدءًا من يوم الاثنين إدراج كارتل مخدرات تقول إنه «مرتبط» بحكومة مادورو اليسارية على قائمة المنظمات الإرهابية؛ وهو قرار يقول مسؤولون أمريكيون إنه سيُوسّع خيارات واشنطن ضد حكومة فنزويلا.
ويوم السبت، نقلت وكالة رويترز عن «أربعة مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم» أن احتمال إطلاق مرحلة جديدة من عمليات الولايات المتحدة، بما فيها التحركات السرّية، ضد فنزويلا خلال الأيام المقبلة بات أكبر.
وتنفي حكومة مادورو أي علاقة بتهريب المخدرات، محذّرة من أنها ستقاوم أي تدخل عسكري.
من جانبها، وصفت منظمات حقوقية الهجمات الأمريكية على سفن يُشتبه في ضلوعها بتهريب المخدرات — والتي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 80 قتيلًا — بأنها «إعدامات خارج نطاق القضاء»، معربةً عن قلقها من انتهاك القانون الدولي.
قلق أوروبي من عمليات الولايات المتحدة في فنزويلا
مع تصاعد العمليات العسكرية الأمريكية ضد ما تصفه واشنطن بـ«مهربي المخدرات» في فنزويلا، والتهديدات التي يوجهها دونالد ترامب لحكومة نيكولاس مادورو، قلّصت عدة دول أوروبية — بينها فرنسا وبريطانيا وهولندا — نطاق تبادل المعلومات الأمنية مع واشنطن في منطقة الكاريبي.
ووفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، تقول مصادر أمنية إن هذه الدول تخشى أن تُستخدم المعلومات التي تقدمها في عمليات تُعد غير قانونية وفق تشريعاتها الداخلية، خصوصًا في ظل وجود أراضٍ أوروبية استراتيجية قرب السواحل الفنزويلية، مثل جزر أروبا وكوراساو وبونير، إضافة إلى المناطق التابعة لفرنسا.
ومع ذلك، يؤكد مسؤولون استخباراتيون أوروبيون سابقون أن هذا القرار لا يمثل تغييرًا جذريًا في التعاون الاستخباراتي عبر الأطلسي، بل هو رد قانوني محدود على الظروف الحالية، وإن كان هذا الحذر يعكس — على نحو لا تخطئه العين — تصاعد قلق أوروبا من النهج الهجومي لإدارة ترامب.



