أول عام دراسي في سوريا بعد سقوط نظام الأسد..تفاؤل وتحديات كبيرة .. ومنع ترديد الأناشيد

شروق سعد _ مراسلين
سوريا – انطلق العام الدراسي الجديد في سوريا مع أكثر من ٤ ملايين طالبا وطالبة وسط صعوبات وتحديات كبيرة منها ما كان سابقا ومنها ما استجد بعد سقوط النظام.
يأتي في مقدمة التحديات البناء المدرسي المهدم في مناطق كثيرة على امتداد سوريا وتحدي تأمين مقعد دراسي لكل طالب, فقد بلغ عدد المدارس التي تحتاج إعادة تأهيل لدمجها في العملية التعليمية 7215 مدرسة منها ما هو مهدم بالكامل وتم ترميم وإعادة تأهيل 530 مدرسة بجهود محلية ومجتمعية بالتعاون مع وزارة التربية السورية.

الكتب المدرسية المستعملة والمهترئة في جميع المدارس مع القليل من الكتب الجديدة فنشرت وزارة التربية النسخ الكترونيا في محاولة لتلافي نقص الكتب الجديدة و لفهم التغيرات التي طرأت على عدة مناهج من إزالة للرموز السابقة ودروس تمجيد نظام الأسد وحتى شكل العلم السابق من على صفحات الكتب القديمة وتوحيد المناهج الدراسية في كل البلاد حيث كان يدرس أكثر من منهاج في سوريا.
مشكلة تعدد الشعارات التي تردد عند تحية الصباح استدعت وزارة التربية التعليم إلى أصدار تعميم اليوم يمنع بشكل قاطع ترديد أي شعار أو نشيد في المدارس العامة والخاصة بجميع المراحل التعليمية حتى يتم اعتماد النشيد الوطني الجديد للجمهورية العربية السورية والشعار الرسمي للوزارة وفق الأصول الدستورية والقانونية.
إضافة للظروف المعيشية الصعبة التي تثقل كاهل المعلم وأولياء الأمور على حد سواء لتلبية متطلبات العودة إلى المدرسة.
وبالرغم من إصدار وزارة التربية قرارات لتسهيل قبول الطلاب العائدين من الخارج في الإجراءات والأوراق
إلا أن الاندماج لن يكون سهلا بعد سنوات في محاولة الأهالي دمج أطفالهم في المجتمعات التي كانوا مهجرين إليها.

تقول أم رهف من اللاذقية في الساحل السوري التي تنتظر أطفالها في بهو المدرسة ( عدنا منذ أسبوع لسوريا وأضطر للبقاء في المدرسة لأن أولادي لم يندمجو بعد برغم تعليمي لهم اللغة العربية واهتمامي بالموضوع جدا)
فأهم تلك الصعوبات حاجز اللغة العربية التي لم يتساوى الطلاب في تعلمها ولا تعلم كتابتها يقول عبادة عمره ١٢ سنة القادم من لبنان (تعلممت الفرنسية في مدرستي ولم نتعلم العربية ولا الانكليزية ).
شهد عمرها ٨ سنوات تشكو للمعلمة (المقعد سيء والحمامات غير صالحة ولا أفهم الرياضيات بالعربي ) مما أضاف عبئا جديدا على المعلمين وسط اكتظاظ الصفوف المدرسية فتشكو المعلمة نجلاء ( صفي فيه ٤٥ طالبا وطالبة صف ثالث كيف يمكن أن أعطي درسا نموذجيا وأهتم بالجميع وأنهي المنهاج المقرر ؟ على الأهالي التعاون معي).

وكانت سوريا قد أعلنت مؤخرا انضمامها للشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE) التي تعنى بتوفير التعليم للدول الأشد فقرا والفئات الأكثر تهميشا ورفع مستويات التعليم وتحمل الصدمات والتكيّف مع التحديات الجديدة.
عام مليء بالتحديات والكثير من الأمل لعودة قطاع التعليم في سوريا إلى مستوى جديد بعيد عن الفساد والفقر في الموارد والأجور والإهمال الذي عانا منه قطاع التعليم على مدار ١٤ عاما.
