فوضى في مركز توزيع المساعدات برفح.. وفشل الخطة الإسرائيلية – الأمريكية

شبكة مراسلين
شهد مركز توزيع المساعدات الإنسانية في منطقة تل السلطان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة ، اليوم الثلاثاء، حالة من الفوضى والتدافع العنيف من قبل حشود المدنيين الجياع، بعد ساعات فقط من بدء تشغيله، مما اضطر الموظفين الأمريكيين إلى إخلاء الموقع تحت ضغط الأحداث.
وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” بأن الجيش الإسرائيلي أطلق النار في الهواء لتفريق الحشود، فيما تم استدعاء مروحيات عسكرية إلى المنطقة بعد ورود نداءات استغاثة من الطاقم الأمريكي. وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن المسلحين التابعين للشركة فقدوا السيطرة على الموقف، وأن السكان استولوا على معظم المساعدات والمعدات، بما في ذلك الكراسي والطاولات والأدوات اللوجستية.
الشركة الأمريكية: فضلّنا ألا تكون هناك خسائر بشرية
وقال مصدر في الشركة الأميركية التي تشرف على المركز إن “الوضع كان صعباً للغاية”، وأضاف: “فضلنا تسليم ما تبقى من المساعدات للمدنيين لتجنب وقوع إصابات أو خسائر بشرية”، مشيراً إلى أن المواطنين استولوا على كل ما هو متاح في الموقع، وهو ما ذكرته القناة الـ12 الإسرائيلية بدورها، مشيرة إلى أن “الغزيين أخذوا كل شيء وجدوه في المركز”
ليبرمان: السياسة الحكومية فاشلة
من جهته، أدان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان ، ما وصفه بـ”الفشل الحكومي الذريع” الذي سمح بحدوث هذه المشاهد، وقال في تصريح صحفي: “سياسة الحكومة في إدارة الأزمة الإنسانية في غزة لا تُجدي، ويجب إعادة النظر فيها قبل أن يصبح الوضع أكثر انفلاتاً”.
حكومة غزة تتهم الاحتلال بالمسؤولية عن الكارثة
من جانب آخر، قال إسماعيل ثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ، في تصريحات خاصة لشبكة الجزيرة، إن الفلسطينيين الذين حاصروا في تلك المناطق وعانوا من نقص الغذاء والماء والدواء منذ نحو 90 يومًا ، “لم يبقَ أمامهم سوى الاندفاع نحو أي مساعدات تظهر، نتيجة الجوع الشديد والإحباط”.
وحمّل ثوابتة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد والفوضى، مؤكداً أن “مشروع المناطق العازلة أو الممرات الإنسانية تحت إشراف الاحتلال هو مشروع فاشل، وسياسته العنصرية تخلق مثل هذه المشاهد المؤلمة”.
وشدد على أن السلطة الفلسطينية “ترفض أي خطط إنسانية تقودها إسرائيل أو تُنفذ تحت مظلة الاحتلال”، لأنها تخدم أهدافاً سياسية وعسكرية، وتُستخدم كوسيلة لإجبار السكان على النزوح وليس لتوفير الدعم الحقيقي.
وأشار ثوابتة إلى أن المئات من الفلسطينيين تعرضوا للإصابة خلال تدخل القوات الإسرائيلية لإعادة السيطرة على موقع المساعدات، مضيفاً أن إطلاق النار المباشر واستخدامه كوسيلة لتفريق المدنيين يعكسان غياب أي استراتيجية إنسانية حقيقية لدى الجانب الإسرائيلي.
وأكد أن “هذه الأحداث دليل قاطع على فشل الاحتلال في إدارة الملف الإنساني، والذي خلقه عمداً عبر سياسات التجويع والحصار”.
رفض دولي للخطة المشتركة بين واشنطن وتل أبيب
تجدر الإشارة إلى أن الخطة الإسرائيلية – الأمريكية لتوزيع المساعدات عبر “مناطق عازلة”، قد رفضتها الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية ، التي حذّرت من أنها تسييس للأزمات الإنسانية، وتربط وصول المساعدات بتوجهات سياسية وعسكرية.
وتُعتبر هذه الحادثة أبرز مؤشر حتى الآن على فشل هذه الخطة، حيث تحولت مراكز التوزيع إلى مواقع صراع ومصادمات، في ظل غياب التنسيق مع الجهات المحلية أو المنظمات الأممية المعنية.
ويأتي الحادث في وقت بلغت فيه حصيلة الضحايا في قطاع غزة أكثر من 54 ألف شهيد ، وأكثر من 120 ألف مصاب، بينما يعيش السكان تحت كارثة إنسانية شاملة، تشمل نقص المياه والكهرباء والمستلزمات الأساسية، مما يجعل الوصول إلى المساعدات أمراً حياتياً بالنسبة للفلسطينيين.