تقرير : ممدوح ساتي / السودان
مقدمة: صورة الوضع الراهن
بعد تحرير العاصمة السودانية الخرطوم، بدأ آلاف المواطنين يعودون إلى منازلهم، لكنهم واجهوا واقعًا مريرًا من الدمار الشامل لشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتفشي الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك، علاوة على التحديات الأمنية ، بعض الأحياء لا تزال بدون كهرباء، بينما تعتمد أحياء أخرى على النقل اليدوي للمياه عبر “الكاروهات والدرداقات” .
- البنية التحتية: دمار شامل وحلول ترقيعية الكهرباء: سرقة المحولات وانعدام التيار
· الواقع المرير: تعرضت محطات الكهرباء والكابلات النحاسية للسرقة والتدمير المنهجي، خاصة في أحياء مثل شرق النيل (حي النصر، الهدى، شمبات) وبحري القديمة .
· الحلول المؤقتة: اعتماد بعض المناطق على أنظمة الطاقة الشمسية، لكنها غير كافية لتشغيل المرافق الحيوية .
٧٠% من الأحياء بدون كهرباء، وفق تقارير اللجنة العليا لتهيئة البيئة .
المياه: انهيار الشبكات ونقل يدوي
· أزمة شرب يومية: تعطلت محطات المياه الرئيسية (مثال: المقرن، سوبا، بيت المال)، مما دفع الناس لنقل المياه يدويًا في كثير من المناطق.
· جهود محدودة: أعيد تشغيل محطة سوبا بنسبة 100%، لكن كان انخفاض منسوب النيل يعيق الضخ .
- الصحة والبيئة: أوبئة ومخلفات حربية
- تفشي الأمراض
· الكوليرا والضنك: سجلت الخرطوم ذروة تفشي بـ1000 حالة كوليرا يوميًا بسبب تلوث المياه وتراكم النفايات.
· انهيار المنظومة الطبية: تدمير المستشفيات ونزوح الكوادر الطبية، خاصة في مستشفى السلاح الطبي الذي يعاني من نقص الأجهزة مثل الرنين المغناطيسي .
- المخلفات الحربية والتلوث
· ألغام ومتفجرات: منتشرة في المقرن وغابة السنط، مما يشكل خطرًا مباشرًا على الحياة .
· النفايات والمقابر العشوائية: تحولت ساحات مثل الحلفايا إلى مكبات نفايات، مما أدى إلى تكاثر البعوض .
· أبرز الأمراض المنتشرة ونسبتها:
· الكوليرا: 60%
· حمى الضنك: 25%
· أمراض جلدية: 15%
(مصدر: تقارير الصحة المحلية ) .
- الأمن والخدمات: تفلتات وعودة هشة
- واقع أمني هش
· تحسن نسبي: أُخرجت 98% من القوات المقاتلة، لكن السرقات والنهب لا يزالان منتشرين في أحياء مثل أمبدة والحلفايا .
· مطالب المواطنين: تركيب كاميرات مراقبة في المحلات والشوارع، وضرب معاقل المجرمين .
- ضعف الخدمات الأساسية:
· الاتصالات: ضعف الإنترنت وتذبذب الشبكات .
· النقل: بدأت حركة المواصلات العامه تدريجيا الى بعض الخطوط الداخليه، وعادة حركة المواصلات الرابطه مع بعض الولايات المجاوره الآمنه.
- جهود الإعمار: مبادرات رسمية وشعبية
- المبادرات الحكومية:
· تشكيل لجنة تهيئة البيئة: تهدف لإصلاح الطرق وإعادة تشغيل المرافق، مثل محطات المياه والمستشفيات .
· عودة الوزارات: بدأت بعض المؤسسات الحكومية (مثل الداخلية) العودة إلى مقارها في الخرطوم .
المبادرات الشعبية
· حملات تنظيف: قاد الأهالي حملات لإزالة النفايات في أحياء مثل أبو آدم والعزوزاب .
· تأهيل ذاتي: تشغيل محطات مياه صغيرة بالطاقة الشمسية بجهود مجتمعية .
- التحديات المستقبلية والدعم المطلوب
· التكلفة التقديرية: تبلغ تكلفة الإعمار الأساسي حوالي 350 مليون دولار، بينما تحتاج إعادة البناء الكامل مليارات الدولارات .
· المساعدات الدولية: دعم محدود من السعودية ومصر، غياب الدعم الدولي يعيق عملية التعافي .
- مطالب عاجلة:
· توفير معدات تحلية المياه ومولدات الكهرباء.
· إرسال فرق طبية متخصصة لمكافحة الأوبئة.
· تركيب كاميرات مراقبة وتعزيز الأمن . - طريق طويل نحو الاستقرار:
رغم الجهود الحثيثة، تبقى عودة الخرطوم مدينة آمنة ومستقرة تحتاج لتضافر الجهود المحلية والدولية.
- جهود المواطنين والجهود الرسميه لا تتوقف ، فكما كانت المشاركة في الطعام والسكن والايواء علامه بارزه في هذه الحرب المدمره فبنفس هذا الحس الانساني والتشاركي يعمل الجميع لاعادة الحياه للخرطوم واعادة بناء ما دمرته الحرب ، الأمل موجود والعمل مستمر والنجاح يتحقق بسواعد مواطنين لا يتوقفون عن المحاوله.. مصدر البيانات:
· تقارير اللجنة العليا لتهيئة البيئة للعودة للخرطوم .
· آراء المواطنين .. من مواقع مختلفه.
· تقارير صحفية محلية ودولية موثوقة .
