مجلة شارلي إيبدو تواصل تحديها للمسلمين بنسخة جديدة تسيئ للذات الإلهية
بعد عقد من الزمن على الاعتداء الفرنسي ممثلا في مجلة شارلي إيبدو الفرنسية على المقدسات الإسلامية، والإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لا تزال هذه المجلة التي سخرت إمكاناتها للإساءة للمسلمين فقط، تتحدى معتقداتهم وفقا لنهجها التحريري الذي عرفت به، زعما بحرية التعبير وتكريس لمبدأ حرية الصحافة.
في الوقت الذي لم تجرؤ فيه المجلة الفرنسية المعروفة بعدائها للإسلام أن تهاجم أي ديانة أخرى.
في السابع من يناير 2015، تعرضت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية لهجوم لقي على إثره اثنا عشر شخصا حتفهم، بينهم ثمانية من أسرة التحرير: الرسامون كابو وشارب أونوريه وتينوس وولينسكي، والمتخصصة النفسية إلزا كيات والخبير الاقتصادي برنار ماريس والمصحح اللغوي مصطفى أوراد، عقب حالة من الغضب انتابت ملايين المسلمين بسبب سخرة رسومات المجلة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأرادت المجلة الساخرة، على طريقتها الاستفزازية، الاحتفاء بذكرى الهجوم الذي أودى بحياة جزء كبير من طاقم تحريرها في ذلك اليوم بنشر عدد خاص من اثنين وثلاثين صفحة يحمل عنوان “الرغبة في الضحك لن تختفي أبدًا!”. ويركز هذا العدد الخاص بشكل خاص على “الضحك على الله” من خلال أربعين رسما كاريكاتوريا.
تصف الصحيفة الساخرة نفسها بأنها “غير قابلة للتدمير”، ويظهر على صفحتها الأولى قارئ يجلس على بندقية ويقرأ وبسرور العدد الاستثنائي من هذه الصحيفة.
خط تحريري فوضوي معادٍ
لم تغير “شارلي إيبدو” خطها التحريري المناهض لما يسمى “سلطة الأديان”، ونظمت أواخر عام 2024 مسابقة دولية لرسوم الكاريكاتير حول موضوع “الضحك من الله”. ودعت الجميع للتعبير عن الغضب من “تأثير جميع الأديان على الحريات الشخصية”. وتلقت أكثر من 350 رسما كاريكاتوريا اختارت من بينها ما يقرب عن 40 رسما يتماشى مع ذكرى الاعتداء عليها.
تعامل “شارلي إيبدو” مع الأديان لا يعود إلى عقد من الزمن، فقد ظهرت هذه الصحيفة في 1970 على أنقاض مجلة شهرية ساخرة أيضا كان اسمها “أرا-كيري”. إلا أن التهديدات التي استهدفت “شارلي إيبدو” اقترنت برسوم ساخرة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أعادت نشرها عن “يولاندس بوستن” الدانماركية في 2005، وهي صحيفة مستقلة نشرت هذه الرسوم باسم حرية التعبير، رغم أن تمثيل النبي هو من المحرمات لدى المسلمين.
ويظهر في إحدى هذه الرسوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يرتدي عمامة على شكل قنبلة على رأسه، مما يربط بين الإسلام والإرهاب.
وتخلى حكام العرب والمسلمين في هذا التوقيت عن الدفاع عن معتقدات شعوبهم، وبدلا من أن يتضامنوا مع المسلمين في رفض الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، خرج بعض حكام العرب والمسلمين ومن بينهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وملك الأردن في تظاهرات التضامن مع المجلة المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وفي هذه الغمرة من تضامن حكام العرب ومثقفيهم من العلمانيين مع “شارلي إيبدو”، قال المدير السابق لمجلة “شارلي إيبدو”، فيليب فال، الأحد في مقابلة مع صحيفة “لوباريزيان” إنه يعتقد بأن نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت مسألة ضرورية لضمان “حرية الصحافة” في فرنسا، بحد زعمه، بل أضاف بأنه “غير نادم” على نشر هذه الرسوم.
بدوره، صرح مدير نشر “شارلي إيبدو”، ريس، والذي أشرف على العدد الخاص الذي صدر الثلاثاء، في افتتاحية الصحيفة بأن “الرغبة في الضحك لن تختفي أبداً”، وبأن الصحيفة لا تزال موجودة رغم المأساة التي حلت بها، وأسباب هذه “المأساة” لا تزال موجودة أيضا.