مقالات

وهج الفكرة.. دونالد ترامب مرة أخرى

بعيدًا من الشأن السوداني قريبًا من الشأن الشيطاني

شبكة مراسلين
مقال بقلم د. أنس الماحي

يُعد دونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، واحدًا من أكثر الشخصيات إثارةً للجدل في التاريخ السياسي الحديث. فقد اقتحم عالم السياسة من بوابة الاقتصاد والإعلام، مدججًا بخطابه الشعبوي وأسلوبه الصدامي ، وتصريحاته النارية التي هزت أركان البيت الأبيض، وأثارت دهشة حلفاء واشمئزاز خصوم.

ورغم ما يُحسب له من مواقف واجتذاب لقاعدته الجماهيرية الصلبة، إلا أن هفواته السياسية والدبلوماسية شكّلت مادة دسمة للإعلام العالمي وصبّت الزيت على نار الانقسام الداخلي الأمريكي ،فمن انسحابه المفاجئ من اتفاقية باريس للمناخ إلى تهديده لحلفائه في الناتو بالتقاعس عن الدفع، ومن تصريحاته المتطرفة بشأن المسلمين والمهاجرين إلى تعامله الكارثي مع جائحة كورونا، بدت رئاسته وكأنها اختبار متواصل لتحمّل النظام الديمقراطي الأمريكي لرجّات الزعامة الفردية ،، وإن كانت الإنجازات تُقيّم بالعقل فإن الهفوات تفضحها الذاكرة.

تبقى سيرة دونالد ترامب، بما لها وما عليها، نموذجًا صارخًا للتناقض بين خطاب القوة وأخطاء الممارسة وأدعوكم الأن لفاصل من الترامبيات : اصطدامه بمصطلحات معادية للسامية على الرغم من دفاعه المستميت عن اليهود ففي خلال خطاب في آيوا لترويج ما سماه “مشروع القانون الجميل الكبير” استخدم ترامب كلمة “shylocks”.

وهي توصيف مسيء ومرفوض تاريخيًاما أثار سخط المنظمات اليهودية مثل ADL ولمن لا يعرف “shylocks” هو مرابي يهودي يعيش في مدينة البندقية الإيطالية فى شخصية خيالية شهيرة من مسرحية “تاجر البندقية” (The Merchant of Venice) للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير.

ما جعل هذا الأسم مرتبط فى الأذهان أفعاله الغير معقولة للمديونين فقد كان يقتطع رطلاً من لحم جسد من لا يستطيع سداد الدين وهي الصورة الرمزية الأشهر في المسرحية لذلك أصبح رمزًا عالميًا للجشع والطمع وخاصة المرابين عديمي الرحمة وفي رأيي أن شكسبير كتب المسرحية في أواخر القرن السادس عشر عندما كانت النظرة تجاه اليهود معادية لأفعالهم.

هاجم لورانس أودونيل، مقدم برنامج “MSNBC” دونالد ترامب بسبب إجابته المحيرة على سؤال “بسيط” من أحد المراسلين حول مركز الاحتجاز الجديد ” التمساح ألكاتراز ” في فلوريدا، منشأة احتجاز المهاجرين المؤقتة في عمق إيفرجليدز وكان سؤال المراسل حول الجدول الزمني للمحتجزين وبدلا من ان يجاوب عن التساؤل بدأ ترامب في الحديث عن حبه لولاية فلوريدا مما جعل أودونيل يشن هجوما لاذعا على اللياقة العقلية للرئيس – سبحان الله ما قاله عن بايدن وعن اللياقه العقلية له ارتد فى صدره.

ترامب يبلغ من العمر 78 عامًا (من مواليد يونيو 1946)، ما يجعله من أكبر المرشحين سنًا في التاريخ الأمريكي، هذا الأمر يُثير تساؤلات عن الصحة العقلية والبدنية، كما هو الحال مع جو بايدن (81 عامًا).

كما ارتكب خلال فترة حكمه عددًا من الهفوات الخطابية والقرارات المثيرة للجدل وبعضها ذكرناه سابقا ، كما يتهمه خصومه بأنه نرجسي، متهور، وغير متزن انفعاليًا، خاصة في تعامله مع الإعلام والقضاء.

بعض علماء النفس مثل البروفسور بندي لي (من جامعة ييل) أشاروا إلى علامات اضطراب في الشخصية النرجسية والبارانوية، لكنهم لم يجروا عليه فحصًا مباشرًا، وهناك مخاوف سياسية وأخلاقية وسلوكية تثار باستمرار حول طريقة تفكيره وقيادته، تستحق المتابعة والتقييم العام.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews