الاحتلال ينشر جميع ألوية المشاة والمدرعات في غزة

شبكة مراسلين
كشفت هيئة البث العبرية الرسمية، مساء السبت، أن الجيش الإسرائيلي أنهى خلال الساعات الـ24 الماضية إدخال جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية التابعة له إلى قطاع غزة، في خطوة جديدة ضمن التصعيد العسكري الذي تصاعد منذ أيام.
وقالت المصادر العسكرية التي رافقت العملية إن هذا الإجراء “يأتي في إطار توسيع المناورات البرية داخل القطاع”، مضيفة أن عدد الألوية المُدخلة بلغ 9 ألوية من دون تحديد تعداد الجنود أو طبيعة الانتشار.
“عربات جدعون”: خطة توسعية للهجمات البرية
تأتي هذه التحركات بعد نحو أسبوعين من إقرار “الكابينت” الإسرائيلي خطة عملية “عربات جدعون”، التي تستهدف توسيع الهجمات البرية في قطاع غزة. وبدأ تنفيذ الخطة فعلياً بعد استدعاء عشرات آلاف الجنود الاحتياطيين، وإعلان الجيش بدء التحرك البري من عدة محاور في 18 مايو الجاري.
وأفادت هيئة البث بأن العملية قد تمتد لعدة أشهر، وأنها تشمل “إخلاء سكان المناطق المتضررة من شمال قطاع غزة إلى الجنوب”، مع بقاء القوات الإسرائيلية في أي مواقع يتم احتلالها، في مؤشر على نية الاحتلال الاستمرار في عمليات التطهير والتوغل داخل القطاع.
احتلال شمال غزة وخان يونس
وحسب المصادر العسكرية، فإن العمليات البرية الحالية تتركز في منطقتين رئيسيتين هما شمال قطاع غزة ومنطقة خان يونس جنوبه، حيث تم مؤخراً إدخال الفرقتين 98 و162 إلى جانب ثلاث فرق أخرى هي: 252، و143، و36، ما يشير إلى تعزيز كبير لقدرات الجيش الإسرائيلي داخل القطاع.
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن جيش الاحتلال نشر ألوية «غولاني» والمظليين و«جفعاتي» والكوماندوز و«كفير» و«ناحال»، بالإضافة لعدد من وحدات الاحتياط في قطاع غزة.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد حذّرت قبل أسبوع من إخلاء تلك المناطق، وهو ما سبقته ضربات جوية مكثفة على مواقع متعددة، بينما أكدت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة الماضية أن أكثر من 172 ألف شخص نزحوا داخلياً في غزة خلال الأسبوع الأخير فقط، نتيجة التصعيد.
نزوح تحت القصف.. والاحتلال يختار “الأمن على حساب السرعة”
وأشارت التقارير إلى أن النازحين الفلسطينيين لا يجدون الأمان حتى في مناطق اللجوء الجديدة، إذ يتعرضون بشكل متكرر لضربات جوية ومدفعية، ما أسفر عن استشهاد العديد منهم أثناء محاولتهم الفرار من مناطق الاشتباك.
ولفتت المصادر إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير وجه بإبطاء وتيرة التقدم البري لصالح “التغطية الجوية الكاملة”، وقال المتحدث باسم الجيش إن “المبدأ الجديد هو الأمن على حساب السرعة”، وذلك بهدف تقليل الخسائر بين صفوف الجنود.
تصعيد مكثف وحشد مستمر
وأكدت هيئة البث أن الجيش يستعد حالياً لبدء المرحلة المكثفة من عملية “عربات جدعون”، والتي ستتضمن إدخال آلاف الجنود الإضافيين إلى قطاع غزة، في وقت تواصل فيه إسرائيل سياسة القصف والتجويع ضد المدنيين، مما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 176 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى فقدان أكثر من 11 ألف شخص منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تصاعد الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة، حيث يعيش السكان تحت حصار شامل، فيما تتزايد الدعوات من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لإيقاف المجازر المستمرة.