تصدع جديد في صفوف المعارضة التركية بعد دعم تحالف “العمل والحرية” لكليتشدار أوغلو

في مفاجأة جديدة حول الانتخابات الرئاسية التركية، من شأنها أن تضاعف من وتيرة الصراع بين تحالف الشعب الذي يضم حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، وبين تحالف الطاولة السداسية، قرر تحالف “العمل والحرية”، أمس الأربعاء، عدم تسمية مرشح رئاسي للدفع به في الانتخابات الرئاسية، المزمع الاقتراع عليها في مايو المقبل.
الأمر الذي يعني إعلان ضمني من تحالف “العمل والحرية” لدعم مرشح “تحالف الأمة” المعارض زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو.
ويضم تحالف “العمل والحرية”، ستة أحزاب هي: “الشعوب الديمقراطي”، و”العمال التركي TİP”، و”العمل EMEP”، و”الحرية الاجتماعية TOP”، و”الحركة العمالية EHP”، و”اتحاد المجالس الاشتراكية”.
ويعد قرار “تحالف العمل والحرية”، إعلانا ضمنيا لدعم مرشح حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، الذي اجتمع مع قيادة الحزب الكردي في البرلمان الاثنين الماضي.
ونقلت وسائل إعلام تركية، عن برفين بولدان الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي في تصريح باسم التحالف: “سنؤدي واجبنا التاريخي ضد حكم الرجل الواحد في الانتخابات الرئاسية”، معلنة عن عدم تقديم مرشح رئاسي.
و قال الصحفي المقرب من حزب الشعب الجمهوري، إسماعيل صايماز، إن “الشعوب الديمقراطي” قد يعلن دعما مبطنا لكليتشدار أوغلو من خلال عدم تقديم مرشح.
و”الشعوب الديمقراطي”، أحد أحزاب تحالف “العمل والحرية”، هو الحزب السياسي الثالث في البرلمان التركي، وله دور حاسم في الانتخابات الرئاسية.
ورغم عدم إعلان تحالف “العمل والحرية” دعمه لكليتشدار أوغلو، فإن قيادات بارزة في “الشعوب الديمقراطي”، وأحزاب التحالف يؤكدون دعمهم لمرشح “تحالف الأمة”.
وأعلن حزب “العمال التركي” “TİP” الذي هو جزء من تحالف “العمل والحرية” رسميا دعمه لكليتشدار أوغلو قبل أيام.
وتشير استطلاعات الرأي المختلفة في البلاد، إلى حصول حزب الشعوب الديمقراطي على نسبة ما بين 9 و11 بالمئة.
عاصفة جديدة في حزب أكشنار
من ناحية أخرى، أثارت مشاهد المؤتمر الانتخابي الأخير لتحالف الأمة بدون زعيمة حزب “الجيد” ميرال أكشنار، عاصفة من التساؤلات حول ظهور مشكلات جديدة بين الحزب والتحالف على السطح مرة أخرى، حيث أثار التقارب بين كليتشدار أوغلو وحزب “الشعوب الديمقراطي” المتهم بدعم منظمة العمال الكردستاني، حفيظة اليمين القومي داخل حزب الجيد الذي تقوده ميرال أكشنار، لا سيما بعد تصريحات أدلى بها قيادات في الحزب الكردي تتحدث عن “الحرية لأوجلان” (عبد الله أوجلان مؤسس منظمة العمال الكردستاني المعتقل في تركيا منذ عام 1999).
وتعهد كليتشدار أوغلو، خلال اجتماعه بقيادة حزب الشعوب الديمقراطي، بحل المسألة الكردية عبر البرلمان، وإلغاء تطبيق نظام “الوصاية” التي فرضت على البلديات المتهمة بدعم منظمة العمال الكردستاني، كما ذكرت وسائل إعلام تركية بأن الحزب الكردي لديه رغبة بوزارتي “الثقافة” و”البيئة”.
وفي الاجتماع الذي عقدته الكتلة البرلمانية لحزب الجيد، بشأن التوافق على ترشيح كليتشدار أوغلو للرئاسة، لم يشارك قطبا الحزب المعروفين كوراي أيدن، ويافوز أغري علي أوغلو فيه، فيما أعرب الأخير بشكل صريح رفضه ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري.
موجة استقالات في حزب الجيد
وفي غضون هذه المشكلات التي ظهرت على السطح بانضمام تحالف”العمل والحرية” كشف الصحفي أمين بازارجي، في لقاء تلفزيوني، أن حزب الجيد في الأيام المقبلة قد يشهد استقالات جديدة، مشيرا إلى أن حملة استقالات جماعية بدأت في الولايات والمناطق المختلفة في البلاد.
وكان قد عقد القيادي البارز النائب يافوز أغري علي أوغلو من التيار القومي اليميني في حزب الجيد، مؤتمرا صحفيا أمس الأربعاء، أعرب فيه عن اعتراضه على ترشيح كليتشدار أوغلو عن حزبه للرئاسة، معلنا عدم نيته الترشح للانتخابات الرئاسية.
وأضاف أغري علي أوغلو، أنهم منزعجون من “الكمين” الذي نصب لحزب الجيد بسبب قلقه من الخسارة في الانتخابات، موضحا أنه ليس ضد ترشيح كليتشدار أوغلو بل ضد فرض ترشحه.
وتابع: “يساومون مع الانفصاليين على مناصب الدولة الشريفة. نحن منزعجون من نصب الأفخاخ لنا على الطاولة التي أسسناها”.
وقال: “كان علينا أن نبحث عن تحالف قادر على إنهاء هذا السباق الانتخابي بالرئاسة بنسبة 60 بالمئة مقابل 40 بالمئة أو 70 بالمئة مقابل 30 بالمئة، وفي ظل كل هذه الأخطاء وتحذيرنا الأول لكل المرشحين بما فيهم السيد كمال كليتشدار أوغلو من أنه يجب ألا يكون الهدف تجاوز نسبة 50 بالمئة مع عدم الممانعة عن استخدام كل السبل للفوز”.
وأشار إلى أن الطاولة السداسية انطلقت على أساس “النظام البرلماني المعزز”، لكن بعد ذلك تم تقديم نموذج “كمال كليتشدار أوغلو المعزز” باعتباره أملا للبلاد.
وفي تعليقه على عدم تسمية حزب الشعوب الديمقراطي مرشحا للرئاسة، قال القيادي البارز في حزب الجيد: “لن نكون بمعادلة يشارك فيها ظل الإرهاب.. حتى لو بقي صوت واحد يؤهلنا للفوز بالانتخابات وكان هذا الصوت يدعم قتلة أطفالنا، ستكون الخسارة بالنسبة لنا أشرف”.
وعقب تصريحات أغري علي أوغلو، نشر حساب تابع للذراع الشبابي لحزب الشعوب الديمقراطي تغريدة قال فيها: “نبح الكلب يافوز مرة أخرى”.
في حين، قال القيادي البارز في حزب الشعب الجمهوري غورسل تيكين: “إذا قدم حزب الشعوب الديمقراطي مرشحا أم لم يقدم فهي جريمة بالنسبة لهم.. مذا يريدون؟”. (في إشارة إلى حزب الجيد).
وقالت الصحفية التركية سيفيلاي يلمان، في تعليق على قناة “خبر ترك”، إن أغري علي أوغلو ارتكب جريمة حزبية، وبهذه المرحلة كان عليه ألا يتصرف بهذه الطريقة.
وتابعت بأن الكلمات التي صاغها أغري علي أوغلو ألحقت الأذى بحزبه وأيضا بالطاولة السداسية.
يشار إلى أن الطاولة السداسية شهدت أزمة حادة، بسبب اعتراض حزب الجيد على ترشح كليتشدار أوغلو، انتهت بالتوافق على تعيين رؤساء بلديات أنقرة وإسطنبول نوابا للرئيس في حكومة الائتلاف التي تعكف المعارضة على تشكيلها إذا فازت بالانتخابات.