تقارير و تحقيقات

الرئيس الشرع في نيويورك: دعوة للوحدة واستعادة مكانة سوريا… ولقاء مع المعارض صفوح البرازي

أنس الشيخ أحمد – مراسلين

بدأ الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة رسمية إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، يرافقه وفد رسمي ضم وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، ووزير الإعلام حمزة المصطفى، والمندوب الدائم لسوريا في الأمم المتحدة إبراهيم علبي.

وتأتي هذه الزيارة في ظل مرحلة سياسية حساسة تسعى فيها سوريا إلى استعادة حضورها الدولي وتأكيد رؤيتها لمستقبل البلاد.

خطاب أمام الجالية السورية

وخلال لقائه وفدًا من الجالية السورية في الولايات المتحدة، شدد الرئيس الشرع على أهمية التمسك بالوحدة الوطنية رغم اختلاف الآراء والتوجهات، قائلاً: “قد لا نتفق في كل شيء، ولكن يجب أن نتوحد.” وأكد أن العالم يتابع التجربة السورية بذهول ويمنح الشعب السوري فرصة جديدة لإثبات ذاته، مضيفًا: “كل يوم قادرون أن نعمل شيئًا جديدًا ونبهر العالم.”

وتحدث الشرع عن الطريق الطويل والشاق الذي مرّت به البلاد، مشيرًا إلى أن سوريا رغم ما أصابها من ضرر واسع في مختلف القطاعات ما تزال قادرة على النهوض من جديد لتكون “عروس الشرق الأوسط”، شرط امتلاك خطة سليمة ووحدة صف، مستندة إلى ما تملكه من موارد بشرية ورأس مال كبير.

لحظة استثنائية مع صفوح البرازي

إحدى أبرز محطات الزيارة تمثلت في اللقاء المؤثر الذي جمع الرئيس الشرع بالمعارض التاريخي الدكتور صفوح البرازي، أحد آخر شخصيات الكتلة الوطنية في سوريا.

ويُذكر أن البرازي حُكم عليه بالإعدام من قبل نظام حافظ الأسد عام 1973، بعد أن رفضت القاهرة تسليمه، ليتجه لاحقًا إلى الولايات المتحدة حيث واصل نشاطه المعارض.

دفع البرازي ثمنًا باهظًا لمواقفه، إذ صادرت السلطات السورية ممتلكاته وأعدمت ثمانية من أفراد أسرته بتهمة التواصل معه، كما حُرم من حقوقه المدنية لعقود طويلة. ويُنسب إليه إطلاق فكرة إحياء علم الثورة السورية وتعميمه، رافضًا استخدام علم النظام منذ بدايات نشاطه السياسي.

بعد أكثر من نصف قرن من المنفى، عاد البرازي إلى سوريا عقب التحرير، ليزور مدينته حماة بعد حرمان دام اثنين وخمسين عامًا.

وخلال اللقاء في نيويورك، قبّل الرئيس الشرع رأسه في مشهد إنساني حمل رمزية عميقة، عكست طي صفحة من الماضي وفتح أفق جديد قائم على المصالحة الوطنية.

نحو مرحلة جديدة

تُظهر هذه الزيارة وما رافقها من لقاءات أن سوريا تسير في اتجاه تثبيت موقعها على الساحة الدولية، بالتوازي مع بناء جبهة داخلية موحدة تستند إلى طاقات أبنائها في الداخل والخارج.

وبين دعوات الشرع إلى الوحدة، ورمزية لقاء البرازي الذي جسّد ألم الماضي وأمل المستقبل، بدت الرسالة واضحة: سوريا تقف على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب تلاحمًا شعبيًا وسياسياً لاستعادة مكانتها ودورها في المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews