أخبارتركياتقارير و تحقيقاتسلايدرعربي و دولي

تركيا وإسرائيل .. أبرز المحطات في علاقات معقدة متغيرة

أبوبكر خلاف

أعاد لقاء أردوغان ونتياهو أمس في نيويورك الحديث عن العلاقات التركية الإسرائيلية والتي توصف بالمعقدة والمتغيرة فهي تتأثر إيجابا وسلبا، مدا وجزرا، بالعوامل الإقليمية والدولية والداخلية لكل بلد.

ومن بين العديد من المحطات التاريخية التي شهدتها هذه العلاقات، يمكننا أن نوضح أهم خمسة محطات وهي كالتالي:

● عام 1949: تركيا تعترف بإسرائيل رسميا وتقيم علاقات دبلوماسية معها، وتصبح أول دولة ذات أغلبية مسلمة تفعل ذلك.
● عام 1996: تركيا وإسرائيل توقعان اتفاقيات تعاون عسكري واستخباراتي واقتصادي، وتنشئان شراكة استراتيجية في المنطقة.
● عام 2010: العلاقات تتدهور بشدة بعد قصف إسرائيل لسفينة مافي مرمرة التركية التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، ومقتل عشرة نشطاء أتراك.
● عام 2016: تركيا وإسرائيل تتوصلان إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، بعد اعتذار إسرائيل عن الهجوم على السفينة، ودفع تعويضات لأسر الضحايا، والسماح لتركيا بإرسال مساعدات إلى غزة.
● عام 2021: الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ يزور تركيا في خطوة تهدف إلى تحسين العلاقات، ويرحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان به، ويؤكدان على أهمية التعاون في مجالات مثل الطاقة والأمن والصحة.

التعاون الامني والاستخباراتي

التعاون الأمني والعسكري بين تركيا وإسرائيل هو موضوع مهم وحساس في السياسة الإقليمية والدولية. لقد بدأ هذا التعاون منذ عام 1951، عندما عقد أول اتفاق أمني بين البلدين. منذ ذلك الحين، تطورت العلاقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل في مجالات مختلفة، مثل تبادل الأسلحة والمعدات والتكنولوجيا والمعلومات الاستخباراتية والتدريب والمناورات والتعاون في مكافحة الإرهاب .
ومن بين أبرز المحطات في التعاون العسكري بين تركيا وإسرائيل، يمكن ذكر الآتي:
● عام 1956: تقوم إسرائيل بتحديث 25 طائرة عسكرية تركية.
● عام 1958: يتوقع البلدين اتفاق عسكري سمي (الاتفاق الطارئ) كرد فعل على إعلان الوحدة بين مصر وسوريا.
● عام 1974: يصاعد التعاون الأمني والعسكري بينهما بعد فرض عقوبات على تركيا إثر غزوها لجزيرة قبرص، وتسمح تركيا لإسرائيل باستخدام مطاراتها للتجسس على العراق وسوريا وإيران.
● عام 1990: تسمح تركيا لإسرائيل ببناء محطات تجسس على أراضيها للتنصت على هذه الدول.
● عام 1996: يوقعان اتفاق عسكري يسمح بتشكيل مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة ونشر أنظمة رادار إسرائيلية على حدود تركيا مع العراق، كما يقومان بتحديث الدبابات والطيران العسكري التركي بمئات الملايين من الدولارات، وتزود إسرائيل تركيا بصور لمواقع المقاتلين الأكراد في شمال العراق، كما يشاركان في مناورات عسكرية مشتركة.
● عام 2011: يتدهور التعاون العسكري بشدة بعد قصف إسرائيل لسفينة مافي مارمارة التركية التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، ومقتل عشرة نشطاء أتراك. تجمد تركيا 16 عقدًا دفاعًيا بقيمة مليارات الدولارات، وتعلق صفقة شراء 1000 دبابة من طراز ميركافا إم كيه3، وتلغي عطاء إسرائيل في تركيب نظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية آرو-22.
● عام 2016: يتوصلان إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، بعد اعتذار إسرائيل عن الهجوم على السفينة، ودفع تعويضات لأسر الضحايا، والسماح لتركيا بإرسال مساعدات إلى غزة.
● عام 2020: يشهد تكثيف تركيا جهودها لاستعادة العلاقات مع إسرائيل، في ظل تولي إدارة بايدن الحكم في واشنطن، والمخاوف بشأن النشاط الإقليمي الإيراني.

العلاقات التجارية

العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل هي علاقات مهمة ومتنامية، رغم التوترات السياسية بين البلدين. وفقا للمصادر التي استخدمتها، فإن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل بلغ أكثر من 10 مليارات دولار في عام 2022، وهو مستوى قياسي. وتشمل السلع الرئيسية التي تتبادلها البلدين المنتجات الكيماوية، والبلاستيك، والوقود، والمركبات، والحديد والصلب، والآلات، والأسمنت. كما توجد اتفاقيات تعاون في مجالات الطاقة والأمن والصحة.
وتعود بداية العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل إلى عام 1949، عندما اعترفت تركيا بإسرائيل رسمياً وأقامت علاقات دبلوماسية معها. وفي عام 1996، تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، التي ألغت الرسوم والحواجز الجمركية في العديد من المجالات. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات التجارية نمواً مستمراً، رغم المشاكل السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016.
ويرى خبراء أن الأعمال التجارية في إسرائيل وتركيا تكمل بعضها البعض، وتوفر إمكانات كبيرة لزيادة حجم التجارة. كما يؤكدون أن المصالح التجارية المشتركة هي الأساس الذي تُبنى عليه العلاقات بين الدولتين.

التعاون في مجال الطاقة

تركيا وإسرائيل لديهما مصالح مشتركة في استغلال الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، وتصديره إلى أوروبا عبر خط أنابيب يمر بالأراضي التركية. وقد أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداده للتعاون في هذا المجال، مؤكداً أن بلاده هي الخيار الأمثل لنقل الغاز الإسرائيلي ولكن هذا التعاون يواجه تحديات كبيرة حالياً، بسبب الخلافات بين تركيا وإسرائيل ودول أخرى حول تحديد الحدود البحرية والحقوق السيادية في المنطقة.
ويرى مراقبون أنه في حال نجحت تركيا في تحسين علاقاتها مع مصر بالتوازي مع تطوير علاقاتها مع إسرائيل، سيمكن فتح آفاق جديدة للتعاون وفق مبدأ رابح-رابح. إلا أن الوضع في قبرص واستمرار الخلافات لا تزال تشكل عائقا أمام تعاون إسرائيل وتركيا في تصدير الغاز الطبيعي.”

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews