أخبارتقارير و تحقيقات

وعود الرئيس الشرع بين التفاؤل والحذر.. السوريون يقيّمون رؤيتهم لسوريا الجديدة

شريف فارس/ دمشق- سوريا

‏في أعقاب اللقاء التلفزيوني الأخير للرئيس الشرع، وما حمله من وعود تتعلق برؤية “سوريا الجديدة”، انقسمت آراء السوريين بين من استقبلها بتفاؤل كبير يترقب التغيير، ومن ظل متحفظًا تملؤه الحيطة والحذر.

‏وانطلاقًا من أهمية هذه المرحلة المفصلية في تاريخ البلاد، أجرت شبكة “مراسلين” استطلاعًا لآراء عدد من الشخصيات والفعاليات الشعبية حول صدى تصريحات الرئيس، ومدى انعكاسها على آمال السوريين وتطلعاتهم لمستقبل أكثر استقرارًا وعدلاً.

‏الناشط الإعلامي “فراس حريتاني” قال:

‏”لا شك أنّ الشعب السوري يدرك حجم الاستحقاق الكبير أمام الحكومة الحالية، التي تعمل على سد الثغرات ووضع خطط للمستقبل رغم وجود بعض الأخطاء. لكن عندما تصدر هذه الوعود عن رئيس جاء بعد ثورة طويلة، فلا بد أن تكون حقيقية وملزمة.

‏ثقتنا بالحكومة قوية، فهي تعمل رغم كل العجز، وقد بدا الرئيس عفويًا وصريحًا في إجاباته. إذا كان الشعب واعيًا وتعاملت الحكومة بمسؤولية، ستتحقق هذه الوعود، فالقضاء والتعليم والاقتصاد والخدمات هي الأسس الأولى لأي نهضة، إلى جانب نشر الوعي المجتمعي الذي يجعل المواطن شريكًا في البناء”.

‏الكاتب الصحفي “محمد عثمان أوغلو” علّق بالقول:

‏”الوعود التي قدمها الرئيس جاءت منسجمة مع آمال السوريين، وبدت درجة التفاؤل أعلى من السابق، خاصة مع إصراره على الشفافية والمحاسبة.

‏اللافت كان حديثه عن “سوريا الجديدة” كدولة مؤسسات تقوم على العدل والقانون، مع تعزيز دور الشباب والشراكة الوطنية. التحدي الأكبر يبقى في التنفيذ، لكن وضوح الرؤية وخارطة الأولويات يمنحان أملًا بإمكانية تحقيق خطوات عملية إذا توافرت الإرادة السياسية والدعم المؤسسي”.

‏الناشط السياسي “عبد الوهاب عبد القادر” قال:

‏”أرى نية صادقة لدى الرئيس لتنفيذ هذه الوعود رغم الصعوبات. لقد منحت تصريحاته ثقة وتفاؤلًا للشارع. أكثر ما لفت نظري هو قبوله بالنقد وتأكيده احترام الحريات العامة والخاصة.

‏الأولويات برأيي تبدأ بتحقيق الأمن والاستقرار، وإطلاق العدالة الانتقالية كضامن للسلم الأهلي، مع مراعاة التوازنات الدولية بعيدًا عن سياسة المحاور، والتوجه نحو تقريب وجهات النظر بين السوريين لبناء الثقة”.

“غسان الحلبي”, مواطن سوري، قال:

‏”خطاب الرئيس حمل رسائل إيجابية مطمئنة، خصوصًا في طريقة مخاطبته للمواطن باحترام. أنا متفائل، لكن ما زلت أنتظر أفعالًا على الأرض أكثر من الأقوال. الوعود قابلة للتحقق بشرط أن يشارك المجتمع في إنجازها.

‏أولويات المرحلة الحالية بسيطة: تحسين الواقع الخدمي من بنية تحتية وصحة وتعليم وصولًا إلى رغيف الخبز، مع تطبيق القانون على الجميع دون استثناء”.

‏أما “فاتن العلي” (50 عامًا) فكان لها رأي شعبي قريب من هموم الشارع اليومي:

‏”الخطاب كان حلو، والله يخليلنا الرئيس وينتبه لأوضاعنا. نحن بحاجة لخفض أسعار الخضار والدواء واللحوم، وتأمين مشافٍ مجانية مجهزة. جاراتي كنّ معجبات بكلامه، لكن ما زالت مشاكل الكهرباء والمياه قائمة. برأيي، تحقّق الوعود مرهون بتحقيق الاستقرار، مثلما يقول ابني المغترب

‏بدنا تجي الكهرباء 24 ساعة والمي ما تنقطع والزبالة الطايفة بالشوارع تنشال منيح وينتبهوا على مشاكل الخلق لانو كلو بأثر وممكن تصير ثورة تانية”.

“الامتحان الحقيقي يبقى في التنفيذ وما يعيشه المواطن على الأرض”

تُظهر آراء السوريين الواردة في هذا الاستطلاع تباينًا بين التفاؤل الحذر والثقة العالية، لكن القاسم المشترك بينهم جميعًا هو التطلع إلى واقع أفضل، يحقق الوعود المعلنة، ويضع سوريا على طريق بناء دولة المؤسسات والقانون. ويبقى الامتحان الحقيقي أمام الحكومة والرئيس الشرع هو التنفيذ، فالكلمة الفصل ستبقى لما يلمسه المواطن السوري على الأرض.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews