تحذير البابا من مخاطر الذكاء الاصطناعي ويدعو لمعاهدة دولية

سعيد محمد – مراسلين
روما – وجه البابا ليو الرابع عشر تحذيرًا شديد اللهجة من التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي على المجتمعات، خاصة على فئة الشباب، مطالبًا بضرورة وضع قواعد وتشريعات دولية تضمن أن تبقى هذه التكنولوجيا في خدمة الإنسان لا بديلًا عنه.
وخلال رسالة ألقاها في الفاتيكان، أبدى البابا قلقه من التأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي على النمو العقلي والروحي للأطفال، محذرًا من أن “الوصول إلى كميات هائلة من البيانات لا يعني ذكاءً حقيقيًا”، مشيرًا إلى أن الذكاء الإنساني يتجاوز الأرقام والخوارزميات ليشمل التأمل وتحمل المسؤولية وطرح الأسئلة الكبرى في الحياة.
وشدد على أن التطور التكنولوجي لا يمكن فصله عن البعد الأخلاقي، معتبرًا أن أي استخدام للذكاء الاصطناعي يجب أن يخضع لمعايير تراعي كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، محذرًا في الوقت نفسه من مخاطر توظيف التقنية في تضليل المجتمعات أو إشعال النزاعات.
وطالب البابا بوضع معاهدة دولية ملزمة تنظم تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه، مؤكدًا أن التقنية ينبغي أن تظل أداة بيد البشر لا أن تحل محلهم في اتخاذ القرارات. وأضاف أن الاعتماد الأعمى على الخوارزميات قد يقود إلى طمس الهوية الإنسانية واستبدال الحرية الفردية بقرارات آلية.
ويضع البابا ليو الرابع عشر قضية الذكاء الاصطناعي في قلب أولوياته البابوية، مستلهمًا في ذلك نهج البابا ليون الثالث عشر الذي ركز على حقوق العمال في زمن الثورة الصناعية. ويرى الفاتيكان أن التحدي الحالي لا يقل خطورة عن التحولات التي عرفها العالم في تلك الحقبة، بل يتطلب وعيًا جماعيًا وتعاونًا عالميًا لضمان بقاء التكنولوجيا خادمة للإنسانية لا العكس.