دراسة أمنية إسرائيلية تدعو واشنطن للتدخل في تشكيل سوريا الجديدة

ترجمة أبوبكر خلاف
أصدر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي دراسة حديثة تستعرض رؤية جديدة لإعادة تشكيل سوريا وتحقيق الاستقرار فيها، وذلك في ظل صعود نظام جديد لم تتضح معالمه بالكامل بعد، مما يخلق تحديات وفرصًا على الصعيدين الإقليمي والدولي. في هذا السياق، تتجه الأنظار إلى تركيا باعتبارها الفاعل الإقليمي الأبرز في عملية إعادة تشكيل سوريا، وسط تراجع النفوذ الإيراني واحتمالية سعي طهران لاستعادة وجودها هناك. كما يثير الدور التركي تساؤلات حول احتمالات الاحتكاك مع إسرائيل، التي تراقب التطورات بحذر.
رعاية أمريكية لتحقيق الاستقرار
تطرح الدراسة، التي نشرها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في 4 من مارس الجاري، مقترحًا لإنشاء آلية دولية (مبادرة) بقيادة الولايات المتحدة، تضم دولًا عربية وأوروبية، إلى جانب تركيا، بهدف تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا. وتهدف المبادرة إلى الحد من مخاطر التصعيد العسكري بين إسرائيل وسوريا، وتقليص النفوذ الإيراني، مع ضمان دور تركي تحت مظلة دولية.
أبرز اهداف المبادرة:
- تحقيق استقرار شامل في سوريا مع تقليل احتمالات المواجهة العسكرية مع إسرائيل.
- إدارة النفوذ التركي في سوريا ضمن إطار دولي، بما يحد من تأثيراته السلبية.
- منع إعادة تموضع إيران وحزب الله داخل سوريا.
- الإشراف على عملية إعادة الإعمار وضمان عودة اللاجئين السوريين.
- التنسيق بين القوى الدولية والإقليمية لضمان عدم تحول سوريا إلى ساحة صراع جديدة.
آلية التنفيذ:
تقترح الدراسة تشكيل لجنة دولية عليا بقيادة واشنطن، تضم السعودية، الإمارات، قطر، مصر، الأردن، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، وتركيا، إلى جانب الأمم المتحدة. وستُقسَّم هذه اللجنة إلى فرق عمل متخصصة:
- اللجنة السياسية والقضائية بقيادة الدول الأوروبية.
- اللجنة الأمنية بقيادة تركيا، مع تفويض بتنفيذ خطط الاستقرار.
- لجنة إعادة الإعمار بقيادة دول الخليج.
- لجنة اللاجئين لإدارة عودة النازحين.
- لجنة مراقبة الحدود لضمان فصل القوات بين سوريا وإسرائيل.
الانعكاسات الإقليمية والدولية:
يرى أصحاب المبادرة أن تنفيذها قد يساهم في إنهاء حالة عدم الاستقرار المستمرة منذ أكثر من عقد، ويضمن بروز نظام معتدل لا يشكل تهديدًا لجيرانه. كما يمكن أن يؤدي إلى تخفيف حدة التوتر بين إسرائيل وتركيا، واحتواء النفوذ الإيراني في المنطقة.
في ظل المتغيرات السريعة التي تشهدها الساحة السورية، تبدو الحاجة إلى مبادرة دولية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. فهل ستنجح القوى الدولية في توحيد جهودها لإعادة بناء سوريا جديدة، أم أن تعقيدات المشهد السياسي ستعرقل تنفيذ هذا المشروع الطموح؟ الأيام المقبلة ستكشف مدى جدية هذه المبادرة وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع”.