غارات باكستانية على الأراضي الأفغانية تهدد الهدنة الهشة مع طالبان بالانهيار

علي زم – مراسلين
شنت المقاتلات الباكستانية فجر الثلاثاء غارات على أهداف داخل الأراضي الأفغانية، في هجوم تقول إسلام آباد إنه استهدف مخابئ لمسلحي «طالبان الباكستانية».
وتحمّل باكستان حركة طالبان الباكستانية مسؤولية موجة العنف الأخيرة ضد قواتها الأمنية، كما تتهم طالبان أفغانستان بدعم هذه الجماعة أو توفير ملاذ لها، وهو ما تنفيه كابل.
وتهدد الغارات الجديدة داخل الأراضي الأفغانية الآن الهدنة الهشة بين البلدين بخطر الانهيار.
وبحسب ما أعلنته السلطات الأمنية الباكستانية، فقد استهدفت الغارات التي نُفذت الثلاثاء مواقع تابعة لطالبان الباكستانية في ولاية خوست الأفغانية وعدة مناطق حدودية أخرى.
وقال مصدر استخباراتي في إسلام آباد إن «عددًا كبيرًا من المسلحين» قُتلوا في العملية، من دون تقديم حصيلة دقيقة، فيما أكّد مسؤول باكستاني أن الهجمات ستتواصل.
في المقابل، قدّمت حكومة طالبان في أفغانستان رواية مختلفة؛ إذ أعلن ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، أن القصف الجوي أصاب منزلًا سكنيًا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 9 أطفال وامرأة.
وأدان مجاهد الهجوم «بشدة» في بيان على منصة «إكس»، مضيفًا أن طالبان أفغانستان «سترد في الوقت المناسب الردّ المناسب».
تأتي هذه التطورات بعد شهر فقط على اتفاق هدنة بين إسلام آباد وكابل بوساطة قطر وتركيا، عقب أعنف اشتباكات بين الجانبين منذ عقود.
وتصاعد التوتر بعد محاولة ثلاثة مهاجمين انتحاريين، يوم الاثنين، استهداف مقر قوة شبه عسكرية في بيشاور، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود باكستانيين ومقتل المهاجمين.
وكان وزير الدفاع الباكستاني قد حذّر سابقًا من أن أي هجوم يُنسب إلى أفغانستان سيُواجَه بضربات جوية.
جهود دبلوماسية بين طاجيكستان وطالبان لخفض التوتر
تكثّف طاجيكستان وطالبان أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة تحركاتهما الدبلوماسية بهدف خفض التوتر ومنع اندلاع مواجهات حدودية.
وخلال هذه المحادثات، شدد الجانبان على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتجارة وبعض المشاريع الاقتصادية. لكن، وفقًا لتقارير «راديو أوروبا الحرة/راديو الحرية»، يرى خبراء أن انعدام الثقة والخلافات العميقة لا تزال قائمة، وأن العلاقات تُدار ضمن إطار من «التعاون البارد والحذر».
تأتي هذه الجهود فيما تستمر الاشتباكات المتفرقة على الحدود، حيث يتهم كل طرف الآخر بإيواء جماعات مسلحة معارضة.
وفي أحدث الحوادث، تبادل الطرفان إطلاق النار الشهر الماضي قرب منجم ذهب على ضفاف نهر «بنج» الفاصل بين البلدين. وقُتل مقاتل من طالبان في اشتباك حدودي سابق في أغسطس.
وتتهم طاجيكستان طالبان بدعم جماعة «أنصار الله»، فيما تقول طالبان إن طاجيكستان تدعم «جبهة المقاومة الوطنية» المناهضة لها، وهو ما تنفيه دوشنبه.
وتُعد جماعة «أنصار الله» تنظيمًا مسلحًا إسلاميًا يستقر في أفغانستان ويتكون في معظمه من مواطنين طاجيك، ويهدف إلى إسقاط الحكومة العلمانية في طاجيكستان.
كما تشكل السيطرة على سفارة أفغانستان في دوشنبه ووجود معارضي طالبان هناك نقاطًا رئيسية للتوتر.
ورغم هذه الخلافات، تستمر مجالات تعاون واقعية مثل تصدير الكهرباء من طاجيكستان إلى أفغانستان، وبحث تسهيل التأشيرات ومشاريع جديدة.
وتستورد أفغانستان الجزء الأكبر من كهربائها من طاجيكستان وأوزبكستان.
لكن الخبراء يرون أن الاعتراف الرسمي بحكومة طالبان من قبل طاجيكستان غير مرجح، وأن الطرفين يفضلان الإبقاء على الوضع الحالي مع تعاون محدود في القضايا ذات المصالح المشتركة.



