عربي و دولي

نتنياهو يلوّح باتجاه لبنان: “سنردّ على كل من يريد إلحاق الضرر بنا”

ريتا الأبيض – مراسلين

وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، رسائل تحذيرية باتجاه لبنان، في تصريح لافت يعكس تصعيدًا في الخطاب الإسرائيلي تجاه جبهات الشمال، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وأعلن نتنياهو أن إسرائيل ستفترض تطبيق أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان معًا، متعهدًا في الوقت ذاته بالتصدي “لكل من يريد إلحاق الضرر بنا”، في إشارة واضحة إلى حزب الله، الذي تشهد الحدود الجنوبية اللبنانية تصعيدًا متقطعًا بينه وبين الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع.

رسائل تحذير من الكنيست
وفي كلمة ألقاها أمام الكنيست، شدد نتنياهو على أن حكومته لن ترضخ لأي ضغوط دولية قد تفرض وقف إطلاق النار، قائلًا:

“نحن عازمون على فرض اتفاقات وقف إطلاق النار حينما نجد أن ذلك يخدم أمننا، لا حين يُفرض علينا. وسنواصل استخدام القوة ضد من يسعى إلى تدميرنا.”

وأشار إلى أن إسرائيل “تواجه تحديات أمنية على أكثر من جبهة”، ملمّحًا إلى أن لبنان قد يدخل دائرة المواجهة في حال استمرار التوتر الحدودي، مضيفًا: “أنتم ترون ما يحدث يوميًا على الحدود الشمالية، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات.”

ملف التحقيقات الداخلية
وتطرق نتنياهو في كلمته إلى الجدل الداخلي المتصاعد في إسرائيل بشأن تشكيل لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر، قائلًا إن “جزءًا كبيرًا من الشعب الإسرائيلي لن يقبل بتشكيل اللجنة المطروحة حاليًا”، مضيفًا:

“نريد لجنة تحظى بدعم الأغلبية الشعبية، وتستطيع أن تعمل باستقلالية ومصداقية، لأن ما جرى في ذلك اليوم يجب أن يخضع لمساءلة حقيقية، وليس لتصفية حسابات سياسية.”

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تأتي في سياق محاولة نتنياهو تحصين موقعه السياسي في مواجهة الانتقادات الداخلية المتزايدة حول أداء الحكومة خلال الحرب في غزة، مع مساعيه لإعادة توجيه الأنظار نحو الجبهة الشمالية وملف حزب الله.

تحذير ضمني للبنان
وبحسب مصادر إعلامية إسرائيلية، فإن تصريحات نتنياهو تشكّل رسالة مزدوجة: الأولى موجهة إلى الداخل الإسرائيلي، لتأكيد استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها، والثانية إلى لبنان، لتحذير حزب الله من “توسيع دائرة النار”.
ويُنظر إلى هذا الموقف على أنه تأكيد لاستراتيجية الردع الإسرائيلية التي تسعى إلى منع أي انزلاق نحو مواجهة شاملة، لكن دون التردد في توجيه ضربات محددة إذا اقتضت الضرورة.

وتشير التحليلات إلى أن تل أبيب تتابع عن كثب التطورات في الجنوب اللبناني، في ظل خشيتها من تحول الحدود إلى جبهة مفتوحة قد تربك حساباتها العسكرية والسياسية في المرحلة الراهنة، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الدولية لوقف العمليات في غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews