أخبارسياسة

بعد تصريحات الشرع.. هل نشهد عودة قريبة للعلاقات السورية الإيرانية؟

علي زم / طهران

لم تكتمل سنة على سقوط نظام بشار الأسد وتولي أحمد الشرع قيادة المشهد السوري، لتبدأ تغيرات في لهجة قادة دمشق الجدد تجاه العلاقات مع إيران تظهر إلى العلن.

وقال الشرع في مقابلة أجراها يوم الجمعة مع “الإخبارية”، بشأن العلاقة مع طهران إن سقوط النظام السابق أدى إلى إخراج “الأذرع الإيرانية” من المنطقة ودخول العلاقات السورية الإيرانية في “حالة من البرود”، مضيفاً أن “الجرح مع إيران أعمق، لكن لا نقول سيكون هناك قطيعة دائمة بيننا وبين الإيرانيين”. وأضاف أن إسرائيل اعتبرت سوريا لسنوات ساحة للتصادم مع إيران وأداة لتقسيمها.

وكانت إيران دائماً أحد أبرز داعمي نظام الأسد، وبعد سقوط حليفها القديم، لم تنظر القوى المعارضة في سوريا إلى طهران بنظرة إيجابية. ففي الأسابيع الأولى لرحيل الأسد، أطلق الشرع تصريحات حادة ضد إيران، حيث اعتبر ما حدث في سوريا “انتصاراً على المشروع الإيراني الخطير في المنطقة”.

وبعد نحو شهر من التطورات التي أدت إلى الإطاحة بالأسد، أعلن الشرع أن الحكومة السورية الجديدة لا يمكنها قطع علاقاتها مع القوى الكبرى، بما في ذلك إيران، مع التأكيد على أن العلاقات بين دمشق وطهران يجب أن تقوم على أسس دبلوماسية واحترام متبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأضاف أن “المرحلة الحالية تتطلب إعادة النظر من قبل إيران في سياساتها”.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في يونيو الماضي إن “العلاقات بين طهران ودمشق معلقة حالياً، ونحن لا نتعجل في استعادتها”. وأضاف في مقابلة مع قناة “الشرق”: “متى ما قررت الحكومة السورية كيف يمكن للعلاقات مع إيران أن تساعد الشعب السوري، فنحن مستعدون للرد على طلبها”.

واستناداً إلى تصريحات الشرع التي تشير إلى أن بلاده لا تسعى لقطع العلاقة مع إيران، وبالنظر إلى السياسات الإيرانية التي تدعو للتقارب الإقليمي وعدم التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية، يمكن توقع بوادر أمل لمستقبل العلاقات بين طهران ودمشق.

دعم إيران لإرادة الشعب السوري

وجاءت بعض تصريحات الشرع حول عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية السورية وضرورة مراجعة سياساتها تجاه دمشق في وقت تؤكد فيه طهران منذ سقوط الأسد دعمها لإرادة الشعب السوري. فقد صرح وزير الخارجية الإيراني آنذاك في مقابلة تلفزيونية: “ندعم إرادة الشعب السوري ليتمكن من ممارسة سلطته عبر آليات ديمقراطية وشعبية، وتحقيق ما يريده السوريون”.

وأضاف عراقجي أن العلاقات الإيرانية–السورية في العقود الماضية شملت ثلاثة مجالات: الدعم لمحور المقاومة، ومكافحة تنظيم داعش في سوريا والعراق، ودعم الحكومة السورية في التواصل مع الشعب والمعارضة السورية دون تدخل مباشر من إيران، مع الدعوة دائماً للحوار السياسي وإيجاد حلول سلمية.

كما أكد إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في الأسبوع الأول بعد سقوط الأسد، رفضه التهم الموجهة لإيران بالتدخل في الشؤون الداخلية السورية، مؤكداً دعم طهران للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية وضرورة مشاركة جميع الأطياف السياسية والمكونات الدينية والعرقية في بناء نظام شامل يحترم حقوق الأقليات ويحافظ على الأماكن الدينية.

وفي سياق متصل، قال أمير سعيد إيرواني، ممثل إيران لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن في ديسمبر الماضي حول الوضع في الشرق الأوسط وسوريا، إن إيران ستظل ملتزمة بدورها البناء في سوريا وستتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والشعب السوري لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في سوريا والمنطقة الأوسع.

ماذا عن السفارات المغلقة؟

جسّد إغلاق السفارة الإيرانية في دمشق أحد أهم التطورات لمرحلة سوريا ما بعد الأسد بالنسبة لطهران. وقد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حول ما إذا كان هناك نية لإعادة فتح السفارة، بأن ذلك يحتاج إلى شروط أولية أهمها ضمان أمن الدبلوماسيين والموظفين الإيرانيين. وأضاف أن الموضوع على جدول الأعمال وسيتم العمل عليه فور توافر الظروف الأمنية والسياسية اللازمة.

يذكر أن السفارة السورية لدى طهران ما تزال تباشر أعمالها بشكل طبيعي. ويؤكد ذلك استمرارية التواصل بين الحكومتين السورية والإيرانية على المستوى الدبلوماسي، رغم التحديات الأمنية والسياسية في دمشق، ما يترك المجال مفتوحاً لإعادة فتح السفارة الإيرانية في المستقبل عندما تتوفر الظروف اللازمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews