شبكة مراسلين
شهدت نيابة حلوان الجزئية واقعة مؤسفة أثارت غضب جموع المحامين، بعدما تعرضت إحدى المحاميات لاعتداء بالضرب والاحتجاز من قبل أحد أفراد الحرس التابع لرئيس النيابة الجزئية، في مشهد وصفه شهود العيان بـ”الانتهاك الصارخ لكرامة المحامين والعدالة”.
بدأت الواقعة حينما توجهت المحامية لتقديم تظلم في إحدى القضايا محل التحقيق، إلا أن حرس رئيس النيابة الجزئية منعها من مقابلته، رغم انتظارها لساعات. وعقب ذلك، توجهت إلى رئيس النيابة الكلية الذي استمع إلى شكواها، وأجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره في النيابة الجزئية، وطلب منها العودة لمقابلته.
عندما عادت الزميلة مرة أخرى، فوجئت برفض الحرس السماح لها بالدخول، واستمر الحرس في التهكم عليها ومضايقتها، مما دفعها للعودة مجددًا إلى رئيس النيابة الكلية، الذي أرسل معها حارسه الخاص لتيسير دخولها.
لكن المفاجأة كانت حين تلفظ الحرس المدعو “عماد الجزار” بعبارات مسيئة تجاهها قائلاً: “دي محامية قليلة أدب وموش داخلة”، ثم صفعها على رأسها، وهو ما سجلته كاميرات المراقبة في المكان. وحين اعترضت الزميلة على الإهانة، صدر أمر من رئيس النيابة الجزئية بالتحفظ عليها، وجرى احتجازها بالقوة من قبل أحد الضباط وعدد من الأمناء، وتم سحبها من ملابسها وسط صراخها وبكائها.
تدخل عدد من المحامين فور علمهم بما حدث، وانتزعوا زميلتهم من يد القوة الأمنية، واصطحبوها إلى استراحة المحامين، إلا أن الحرس والضابط واصلوا ملاحقتها على سلالم النيابة في محاولة لإعادة احتجازها، وسط حالة من الهرج والاعتداءات طالت عدداً من المحامين.
على إثر الحادث، أعلن محامو حلوان اعتصامهم داخل النيابة، مؤكدين اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضد رئيس نيابة حلوان الجزئية، وضد كل من تورط في الاعتداء على الزميلة أثناء تأدية عملها، وما تبعه من سب، وضرب، واحتجاز غير قانوني، واعتداء مباشر على المحامين المتواجدين.
وطالب المحامون النقابة العامة باتخاذ موقف عاجل وحازم تجاه ما وصفوه بـ”العدوان السافر على كرامة المحامين وهيبة مهنتهم”، مؤكدين أن “الاعتداء على المحامين هو اعتداء على العدالة نفسها”.
